Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

تعليق واحد

“من كنوز العنب”

      قال الله سبحانه وتعالى: “وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ” [يس، 33]، العنب من أطيب الفواكه التي أنبتها الله على وجه البسيطة، كما يعد من أغنى الأطعمة وأفيدها لذلك نجده قد ذُكر إحدى عشرة مرة في القرآن الكريم، وهو من فواكه الجنة وفي هذا الصدد يقول مولانا الكريم: “اِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا” [النبأ، 31-32]. وفي هذا الإطار اكتشف العلم الحديث أن فاكهة العنب تفيد كثيرا في الوقاية والعلاج من بعض أمراض العصر..

      يحتوي العنب على الفيتامينات A، B، C ومقدار عال من البوتاسيوم حيث يبلغ 62%، كما يتوفر على الكالسيوم، والمغنزيوم، والفوسفور، والحديد، والعفص، وهو غني بالسكريات، لذلك لا ينصح استعماله لمرضى السكري. يمكن استعمال العنب على مدار السنة؛ فنجده ناضجا في فصل الصيف والخريف، ونجده مجففا في فصل الشتاء وهو على هذا الشكل يحتفظ بجميع خصائصه.

      يفيد العنب في الإمساك، وينشط وظائف الكبد، ويزيل الصفراء، كما أنه ينشط العضلات والأعصاب. يعالج الروماتيزم، وداء النقرس، وهو مدر للبول، ويفيد في أمراض الكلية، ويطرد الحصى، ويعالج فقر الدم..

      لاحظ بعض علماء الطب أن النظام الغذائي الغني بالعنب ومشتقاته يرتبط بانخفاضٍ في معدلات الإصابة بأمراض القلب والشرايين وكذا بعض السرطانات. كما تركز اهتمام الباحثين مؤخرا على دراسة مركباته الفينولية النشطة بيولوجيا، وتعتبر الانتوسيانين Anthocyanins الفلافنويد Flavonoids والريسفيراتول Resveratrol من أهم البولِفينولات التي يحتوي عليها العنب فهي تتميز بمجموعة من الأنشطة البيولوجية. تتركز نسبة هذه المواد في القشرة، الأوراق، الأغصان والبذور، وهي تتفاوت بحسب جودة التربة والمناخ وتقنية الزراعة وكذا نوعية الأمراض التي تصيبها.

      كما أظهرت عديد من الدراسات أن مستخلص العنب يمتاز بنشاط مضاد للسرطان، وقد أكد البروفيسور “هدسون” وفريقه أن مستخلص قشرة العنب يسبب موت خلايا ورم البروستات المبرمج. وتتميز هذه الفاكهة بنسبة عالية من مادة “الريسفيراتول” وهي من المواد التي اكتشفت حديثا ولها عدة فوائد بيولوجية وطبية.

      إن أهم نشاط بيولوجي للمركبات الفينولية المتواجدة في العنب هو الحماية من الأكسدة وذلك بكبح أكسدة المواد الذهنية، وبالتصدي للجذور الحرة، لذلك يمتاز مستخلص العنب بخاصية الوقاية من أمراض القلب والشرايين، فقد أكدت الأستاذة “كاستيلا” وفريقها الطبي أن المواد “الفينولية” المستخلصة من العنب تساعد على خفض مستويات الدهون في الدم -100 مل من عصير العنب الأحمر لمدة 14 يوما-. كما بينت الدراسات أن هذه المواد وخاصة “الريسفراترول” يمنع تجلط الصُفيحات الدموية ويحد من إفراز مادة thromboxane التي تساهم في تصلب الشرايين.

      وفي إحدى المختبرات أثبتت تجربة علمية أن مستخلص قشرة العنب يفيد في الحد من تكون الجذور الحرة الناتجة عن مادةBêta-amyloїde التي تؤدي إلى عمليات الأكسدة في خلايا الدماغ، أجريت دراسات أخرى عززت نتائجها فرضية أن هذا العنب يفيد في الوقاية من خرف “الزهايمر”.

      وقد أظهرت الأبحاث العلمية التي أجريت على “الريسفراترول” أنه أول مادة طبيعية باستطاعتها كبح مختلف مراحل تطور السرطان، فقد اكتشف بعض الباحثين أن الخلايا السرطانية تحلل هذه المادة بواسطة أنزيم -Cytochrom P 450  -CYP1B1- إلى مركب آخر Piceatannol الذي يتميز بنشاط مضاد للسرطان.

      فالعنب من أكثر النباتات ذكرا في القرآن الكريم، فقد ورد في عدة آيات تذكرنا بنعم الله الوافرة وعطاءاته الزاخرة التي تستوجب التدبر والتفكر، قال الله عز وجل: “هُوَ الَذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاءً لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالاَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ ءَلاَيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ” [ النحل،10-11].

      المراجع

  1. عبد المنعم فهيم الهادي، دينا محسن بركة، عالم النبات في القرآن، دار الفكر العربي، القاهرة الطبعة الأولى 1998م.

  2. نادية الطيارة، موسوعة الإعجاز القرآني في العلوم والطب والفلك، الجزء الأول، الطبعة الأولى، مكتبة الصفاء أبو ظبي، 2007م.

  3. En-Qin Xia, Gui-Fang Deng, Ya-Jun Guo and Hua-Bin Li, Biological activities of plyphenols from grapes, International Journal of Moleculair Sciences, 11, 622-646,2010.

التعليقات

  1. SOUAD

    سلام أشكر دكتوراه على هذه المعلومات
    اللهم جعلها في ميزان حسناتها

أرسل تعليق