من قيم الإسلام في علاقة الآباء والأبناء (2/1)
إن للقيم الإسلامية في حياة المجتمع الإنساني عموما والمجتمع الإسلامي خصوصا دور البوصلة الموجهة للأفكار، والأعمال نحو الصلاح والرشاد، والأسرة لا تشذ عن هذه القاعدة باعتبارها اللبنة الأولى للمجتمع، فهي تنهل من معين تلك القيم النبيلة لتبني بها صرحها الشامخ، وتضمن بها استقرارها –كما أشير لذلك في عدد سابق من جريدة الميثاق– واستمرارها في أداء وظيفتها النبيلة المتمثلة في تخريج الأجيال الراشدة، فبعد الإشارة إلى مجموعة من القيم في بناء الأسرة، وفي توطيد العلاقة بين الزوجين واستمراريتها، يأتي الدور على العلاقة بين الآباء والأبناء حيث لا تقل أهمية عن سابقتها في ضمان استقرار المجتمع وسلامته من كثير من الآفات.
1. من قيم الإسلام في علاقة الآباء بأبنائهم:
وقد ابتدأت بما ابتدأ به الله في كثير من آي كتابه العزيز حيث قال عز وجل: “أَباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا” [سورة النساء، الآية: 11]، والنفع في الإسلام كما هو معلوم يشمل النفع النفسي والمادي والفردي والجماعي، والدنيوي والأخروي، لذا اقتضى الأمر في هذا السياق الإشارة إلى أهمية الحكم والمقاصد من هبة الولد، وهي:
أ. تمتيع أبويهم بهم وجعلهم لهم قرة عين ليساهم ذلك في مزيد تلاحمهم وألفتهم واستقرار علاقتهم الزوجية. فما أشقى من حرم نفسه من هذه النعمة بالعزوف عن الزواج الشرعي، واتخاذ البدائل المخجلة المخزية من زنا أو علاقات جنسية مثلية وغيرها، قال عز وجل في سياق استعراض صفات عباد الرحمان: “والذين يقولون ربنا هب لنا من اَزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما” [سورة الفرقان، الآية: 74].
ب. حفزهم على الاستمرار في تحمل المسؤولية، وذلك بتوسيع دائرتها بعد أن كانت مقصورة عليهما في جانب منها.
تمكينهم من أداء الدور الأساسي للأسرة داخل المجتمع: أولا بإيجاد النسل القوي السليم والذي هو الضامن لاستمرار النسل البشري عموما، قال عليه الصلاة والسلام: “تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة” (رواه ابن حبان عن أنس بن مالك رضي الله عنه)، وثانيا بالرعاية والتربية خدمة للمجتمع بناء وعطاء، وهذه هي المكاثرة بالنوع .
ج. توريث المسؤولية للأبناء لضمان استمرارية الأسرة: ومنها استمرار الخلافة الإنسانية لله في الأرض، والتي تدخل ضمن المعنى العام لقوله عز وجل على لسان النبي زكريا عليه السلام: “فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من اَل يعقوب واجعله رب رضيا” [سورة مريم، الآية: 4 و5]، إذ الميراث المذكور ميراث النبوة، وهو ولا شك نموذج الخلافة في الأرض.
-
بسم الله الرحمن الرحيم
شكر الله لك أخي محمد امحي وودك على الرحب والسعة،
شكرا على تقديرك لهذا المجهود رغم تواضعه، وأدعوكم والقراء الأعزاء إلى متابعة الأجزاء المتبقية من المقالة في نفس الموضوع وذلك خلال الأعداد القادمة للجريدة،
مرحبا بملاحظاتكم وإضافاتكم القيمةوإلى اللقاء
-
السلام عليكم ورحمة الله وبركـاته
بـارك الله فيك أخي العزيز على هذا المقال المفيد جدا…
لمـآ يحتويـه من آداب لطالمـآ جهلها الطفل خصوصا والأب عموما…
نــرى أن جميـع مشاكل الأسـر حاليا هو توثر العلاقات بين الزوجين لمـا يؤدي بذلك إلى إنشاء اكتئاب خطير عند الطفل …
وحتمـآ تتغير وجهة نظــره نحو زوجيه ….
شكرا لك مجددا..
تقبل ودي…
محمــد امــحي
التعليقات