Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

٪ تعليقات

مسنون بين أربعة جدران… حكايات بطعم العزلة

“مي حادة” و”با الطيب” و”با بوجمعة” و”فطوش” و”مي منانة”… رجال ونساء بلغوا من الكبر عِتيا، وترك الزمن تقاسيمه على وجوههم، منهم من تنكّر له الأبناء بعد أن اشتدّ عودهم، ومنهم من فقد معيله. هؤلاء وغيرهم رست بهم السفينة بالمركز الاجتماعي للأشخاص المسنين بحي النهضة بالرباط، بعيدا عن دفء الأسرة.
جريدة “ميثاق الرابطة”، زارتهم في المركز الاجتماعي للأشخاص المسنين بحي النهضة والذي يضم 25 نزيلا (تسع نساء و16 رجلا)…

رعاية المسنين..

إن رعاية المسن، وتوفير كافة الخدمات اللازمة له، وتهيئة مناخ مناسب يتلاءم مع حالته النفسية وكبر سنه بدلا عن المناخ الذي يعيش فيه، وكسر حاجز الوحدة والعزلة التي يعيشها، كلها أهداف وضعها القائمون على المركز الاجتماعي للأشخاص المسنين بحي النهضة نصب أعينهم وبدئوا بتحقيقها والعمل بها.

عن الخدمات التي يقدمها المركز يقول الأستاذ لحسن الإدريسي مدير المركز الاجتماعي لرعاية المسنين بحي النهضة: “هناك خدمات متنوعة يقوم بها المركز مثل التشخيص، والإرشاد الطبي، كما أن المركز ينتقل لمعاينة حالات المسنين الذين يحتاجون إلى العلاج، والذين لا يستطيعون العناية بأنفسهم وليس لهم معيل، وبحاجة إلى رعاية طبية وتمريضية، كما يقوم فريق الاختصاصيين الاجتماعيين بتقديم الخدمات الاجتماعية، والتي تُعتبر ضرورة تستلزمها طبيعة العمل مع هذه الفئات، حيث يقوم الاختصاصي بعمل همزة وصل بين الأطراف القائمة على خدمة هؤلاء المرضى، وتوفير سبل الراحة لهم والعمل على حل مشكلاتهم داخل المركز وخارجه”.

داخل بناية المركز…

أنشئ المركز من طرف مؤسسة محمد الخامس للتضامن في بناية  تتوسط حي النهضة بالرباط، بجوار مركز التكوين  المهني، وعلى الجهة المقابلة لملعب الحسن الثاني، وهو يتسع لحوالي 48 نزيلا، ويضم إقامتين إحداهما  للرجال والأخرى للنساء تتوفران على  غرف للنوم ومرافق صحية مجهزة، وقاعة  للجلوس يتوسطها جهاز تلفاز لخلق أجواء عائلية لدى النزلاء. كما يتوفر  المركز على قاعة للتطبيب والتمريض،  وأخرى للإسعاف الإستعجالي المتنقل وصيدلية ومطبخ ومستودع  للمواد الغذائية ومستودعات أخرى للملابس والأغطية،  فضلا عن مرافق إدارية أهمها خلية للمواكبة الاجتماعية والنفسية والتي تشرف عليها الأستاذة ادريسية التي قالت لنا في معرض حديثها عن المهام المنوطة بها: “إن ما يدفع المشتغل في هذا المجال للرقي بعمله هو حضور الوازع الديني وحضور الضمير المهني، والميل لفعل الخير لدى الشخص المعني بالأمر…”.

يقدم المركز خدمات متعددة للنزلاء، مثل الاستقبال والتوجيه والمساعدة للأشخاص المسنين  في وضعية صعبة؛ الإيواء المؤقت أو الدائم للأشخاص المسنين المحتاجين، حسب معايير محددة من طرف لجنة القبول والتتبع؛ المواكبة والإدارية  للمسنين في وضعية صعبة لدى الإدارات المختصة؛ إنجاز دورات  للوحدة المتنقلة للتضامن في إطار الإسعاف الاجتماعي المتنقل لفائدة الأشخاص  المسنين في وضعية صعبة بجهة الرباط سلا زمور زعير، من أجل تقديم  الخدمات الطبية الأولية والمساعدات الاجتماعية؛ المواكبة  الاجتماعية للأشخاص المسنين المقيمين بالمركز عن طريق ربط الصلة بأسرهم أو أقاربهم؛ وأخيرا تنظيم بعض  الأنشطة الترفيهية لصالح المسنين  المقيمين بالمركز.

وبالنسبة لشروط القبول بالمركز، فإنه يستقبل الأشخاص المسنين اللذين يبلغون ستين سنة فما فوق، ممن يوجدون بدون مأوى ويعيشون في  وضعية صعبة، كما يُشترط  أن يكون الشخص المُسن بدون سكن قار وبدون أسرة، وغير مصاب بمرض معد أو إعاقة ذهنية  أو مرض نفسي.

رجل ذهب مع الريح

 

حكايات وشهادات مؤلمة تلك التي استمعنا عليه خلال تجوالنا بالمركز، منها حكاية “مي خديجة” (81 سنة)، التي فقدت زوجها في حرب التحرير، بعد سنة واحدة من الزواج، لتصبح وحيدة في هذا العالم، احتضنها الجيران والأصدقاء في البدء، ولم تتحمل آلام الفراق والوحدة القاتلة، فالتجأت إلى البحر، ليس للاستجمام، وإنما للانتحار، لولا الألطاف الإلهية التي ساقت فاعل خير منعها في آخر لحظة من ذلك، ليرافقها فيما بعد إلى مركز عين عتيق الذي مكتت فيه عشرة أشهر، لتلتحق بعد ذلك بمركز حي النهضة لإيواء الأشخاص المسنين.

 

جحود أبنائي…

من الحكايات المؤلمة أيضا، حكاية با أحمد. بـ (72 سنة)، المنحدر من أصول مراكشية، وله أربعة أبناء، يوجد إثنان منهم في فرنسا، ويعمل الثالث في بأكادير، موظفا بإحدى المؤسسات العمومية، بينما يقطن الرابع في مراكش، وبالرغم من ذلك، يُقيم اليوم في المركز الاجتماعي للأشخاص المسنين بحي النهضة بالرباط، والسبب هو تحكم أمهم في الأبناء الأربعة، إلى درجة منعهم من زيارته!

مسؤولية مشتركة‏

إن واقع العديد من مؤسسات الرعاية الاجتماعية للمسنين بالمغرب يُؤلم النفس… ويُدمي القلب… مما يستدعي وقفة إصلاحية تُشعِر المسنين بأن مكانهم ومنزلتهم في القلوب، وأنهم بركة وخير، وتتمثّل هذه الوقفة الإصلاحية على الخصوص في إنشاء جهاز أو هيئة عليا لرعاية المسن تضم في عضويتها ممثلين عن كل الوزارات المعنية بهذه القضية، تسهر على تنفيذ القرارات وتفعيل المؤسسات والجمعيات التي تهتم بالمسن ومشكلاته، وتوفر له الرعاية اللازمة، وتقوم برقابة على هذا القطاع الذي لا يخلو من استغلال ما للغير…
التأكيد على المسؤولية الجماعية والمقاربة التشاركية لرعاية المسنين والعجزة بالمغرب، هو ما يؤكد عليه الأستاذ لحسن الإدريسي، الذي أكد على ضرورة: “التعاون ما بين المؤسسات الوصية على قطاع الرعاية الاجتماعية والمجتمع المدني…”، على اعتبار أن “رعاية المسن وحمايته مسؤولية اجتماعية مشتركة بين المجتمع ومؤسساته العمومية والمدنية”.

ختامُه مِسك

وخير ما نوصي به فلذات أكبادنا في معرض حديثنا عن معاملة الآباء والأجداد، قوله عزّ وجلّ: “وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا اِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كلاهما فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا” [سورة الاسراء، الآية: 23]، وقوله سبحانه وتعالى أيضا: “وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ اِرْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا” [سورة الاسراء، الآية: 24].

 

من إنجاز الأستاذة عزيزة بزامي
رئيسة تحرير جريدة ميثاق الرابطة

التعليقات

  1. لينا

    أشكر الجميع على هذا الشعور النبيل والتشجيع الذي قدموه لنا لكن ما لم يعجبني وهو ( مسنون داخل أربعة جدران ) هم لا يعيشون بين أربعة جدران كما لو كانوا محتجزين هم يعيشون نفس العيشة التي يعيشه اي إنسان في بيته و أكتر يخرجون و يتنزهون و يذهبون إلى الحمام و كذلك ننضم لهم خرجات ترفيهية.
    أشكركم جزيل الشكر على هذه الإلتفاتة
    لينا موظفة بالمركز

  2. alami

    السلام عليكم
    أريد معرفة عنوان الجمعية من فضلكم بحث في الانترنيت لكنني لم أجد العنوان، وشكرا جزيلا لكم…

  3. maria

    salam tam ala ikhwan kiram ana sbakli zart had markaz maasaya an akoul macha alah nadaf ou htimam bhala tkoul hadok nozalaa kalsin f dyourhoum makla f wakt ou dwa f wakt ou nas franin tma ou kanchkar nas limhtamin bihom ou khousousan mosaidat jtimaaiyat

  4. أحمد ديدي

    ويكفي هؤلاء العجزة وذوي العاهات استقبالهم الحياة بوسائل منقوصة، ويكفيهم أنهم أشخاص قيدتهم العلة والهرم، ونغصهم حر الداء ومرارة الدواء، وبرحت بهم الأوصاب، وأذاقتهم أشد العذاب، وعزلهم في دور العجزة والمصحات قسوة بل جريمة لا تغتفر، فعلى الأسر المسلمة أن يغيروا وجه الحياة التي يشقى فيها آباؤهم وأمهاتهم إلى حياة يحيا فيها الأجداد والأبناء والأحفاد في سعادة وعطاء كريم متبادل ولقد أخرج أصحاب السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [ أسرع الخير ثوابا البر وصلة الرحم، وأسرع الشر عقوبة البغي وقطيعة الرحم].
    والله يهدي الجميع إلى سواء السبيل
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

  5. أحمد ديدي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
    الإسلام بنصوصه الواضحة الخالدة يذكر الإنسانية أن رعاية المسنين من آباء وأمهات مما يقوي الروابط بين خلايا المجتمع، ولذلك فالشيخوخة والزمانة والعجز الصحي والتدهور الفكري والضعف هو المرض الذي لا يملك الطب أمامه شيئا، ومن المعلوم أن المسنين والزمنى والعجزة، طبقة من الناس في حاجة إلى المساعدة، ولهم طلبات وليس لهم إنتاج، وهم معزولون عن نشاطهم في المجتمع.
    والله وحده يعلم ما يقاسيه هؤلاء من وهن وانحطاط في الصحة العامة وقواهم الفكرية، وكرههم للحياة السلبية، حيث يشعرون أن لا فائدة منهم للآخرين وصدق الله العظيم إذ يقول: {الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير} [سورة الروم، الآية: ].54
    ومن خلال ذلك فموضوع التحقيق الذي أجرته الأستاذة الفاضلة المحترمة السيدة عزيزة بزامي تحت عنوان: مسنون بين أربعة جدران… حكايات بطعم العزلة أثار انتباهي وإعجابي لأنه تناول جانبا مهما من حياة مجتمعنا ولأن هذا التحقيق جعلتنا نحس بأن الإسلام يأبى العقوق علينا، وتأباه علينا فطرتنا، ذلك أن المسنين من الآباء والأمهات والجدات والأجداد هم في أعيننا تجربة وحكمة، وما كنت أعتقد أن المسلمين وخاصة منهم الشباب يصل بهم الأمر أن يتخلوا عنهم كما يفعل الغربيون الذين كنا نتعجب من ودعهم في دور العجزة والمصحات والمشافي إلى أن يفارقوا الحياة كأنهم من سقط المتاع.
    والأسرة المتماسكة خير بيئة لتقديم الخدمة للعجزة والمسنين وليس في دور الرعاية أو المستشفيات، وحرام علينا أن نقطع عن المسنين والعجزة حنان الأسرة المتأصل في النفوس والنابع من الفطرة التي فطر الناس عليها؛ لأن التمسك بقيمنا وعاداتنا وديننا هو الحفاظ على روابط الأسرة، ومن العار أن نعزل ممن أفنوا شبابهم من أجلنا ودنياهم وأموالهم من أجل راحتنا والله تعالى يقول: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون} [سورة البقرة، الآية: ]281.
    إن رعاية الإبن لأبيه وأمه العاجزين هو السلوك الإنساني السوي، الذي جاء به الإسلام وليس كما تفعل بعض المجتمعات الغريبة بعيدا عن قيمنا، والتي تعتبر نفسها متقدمة ومتحضرة، حيث يعاملون هؤلاء العجزة والمسنين معاملة المريض الذي يكفيه الطعام والدواء، لذلك علينا أن لا ننسى أن الإتقان في الأعمال إنما نتعلمه دائما من المسنين فهم النماذج الممتازة التي تقود المجتمعات بالحكمة وبخبرة المسنين يتحقق التعاون بدلا من الحسد والتنافس العقيم على التوافه من الأعمال.
    والأسرة المسلمة الجد فيها هو المعلم للأطفال في البيت عندما يكون الأب منشغلا في السعي على الرزق ومن الشيوخ ومن حكمتهم تكون تربية الناشئين، وأنا من فوق هذا المنبر أحذر الأبناء والبنات الشباب أن تتفكك الأسرة فإذا تفككت فما لهؤلاء الناشئين من مرب إلا الخادم وشتان بين هذا وذاك والله تعالى يقول: {إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا} [سورة الإسراء، الآية: 25].

  6. عبدالرحيم فكاهي

    استطلاع مفيد

    أريد أن أؤكد على قول مدير المركز جزاه الله خيرا؛ بأن مسؤولية الرعاية الاجتماعية هي مسؤولية مشتركة بين المجتمع المدني والمؤسسات العمومية.

    ولقد حان الوقت للاهتمام بطريقة مهنية بوضعية المسن في الواقع المغربي بالاستفادة من تجربة مركز النهضة بالرباط.

  7. رانية العلالي من المغرب

    هذا التحقيق ذكرني بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أكرم شاب شيخا لسنه إلا قيض الله له من يكرمه عند سنه".
    فإذا كان التوقير للكبير، فإنه أشد وجوبا مع الوالدين؛ لأنهما كانا سبب وجوده في الحياة بعد الله، فالرعاية لا تقتصر على الطعام والشراب واللباس، بل إنهما أشد حاجة إلى الكلمة الطيبة وإشعارهما بأنهما لم يزالا موضع نصح وإرشاد قال تعالى: "وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا، إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا".

  8. خالد رابح

    استطلاع يستحق التنويه والتقدير؛ لأنه عرفنا على الوضع المتأزم إن لم نقل المأساوي الذي يعاني منه هؤلاء المسنون والذي يحيلني إلى رواية عبارة عن سؤال سأله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجلاً جاء إليه من بلادٍ بعيدة، قطع المسافات الطوال يبايعه على الإسلام والهجرة والجهاد، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "أحَيٌ والداك؟" فأجاب الرجل في استغراب: نعم يا رسول الله، فقال "ففيهما فجاهد" وكأنه يقول له ارجع واخدم والديك فإن الجهاد عندهما، وإن كنت لا تسمع قرع السيوف ورمي السهام والرماح، فإن رفع يديك وخفض جناحك خدمتك لوالديك يبلغ مبلغ ضرب السيوف ورمي الرماح والسهام، أحَيٌ والداك يا أيها الحاضر في هذا المسجد أحَيٌ والداك؟ "

    فأين نحن، إذن، من هذه الأخلاق الإسلامية الإنسانية وأين نحن من قوله تعالى: "واخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقل ربّ ارحمهما كما ربياني صغيرا". فبر الوالدين يكون في مثل هذا السن والإحسان إليهما يكون واجبا – ألا تتذكر سهر ليالي والديك وحنانهما اتجاهك عندما كنت صغيرا، مريضا، جائعا، أمياّ…
    وهل جزاء هذا الإحسان هو أن تضع والديك في دار العجزة؟! ربما قد تجد في طريق وأنت تتسلق هرم الكبر مقولة: "كما تدين تدان"؛ فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا…

  9. علية الأندلسي: لندن - انجلترا -

    بسم الله الرحمن الرحيم

    حياكم الله أجمعين..
    تأثرت كثيرا عند وقوفي على هذا الاستطلاع الذي أجرته جريدتنا الرائدة، والذي يظهر خطورة الواقع المر الذي يعيشه هؤلاء المسنون مع كامل الأسف، فهذه النماذج المؤلمة والأوضاع السيئة يكون سببها إما جحودا ونكرانا للجميل من لدن الأبناء وهي كارثة ما زالت تتفاقم داخل مجتمعاتنا، أو ظروفا قاسية فرضتها الحياة المادية التي أصبح العالم برمته يتخبط فيها، ولعل في عرض هذه الصور المؤلمة التي تحرك مشاعر كل من له ذرة إحساس تذكير بواجب رعاية الوالدين الذين أمرنا الله عزوجل بالإحسان إليهما وطاعتهما ورعايتها عرفانا بأفضالهما الكثيرة علينا، والتي ذكرتها آيات قرآنية كثيرة، ولنا أسوة في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيرة صحابته الكرام رضي الله عنهم جميعا في كيفية التعامل مع الأباء ولو كانوا ظالمين؛ وفي نفس السياق أضيف أنه كما "تُدين تُدان" بمعنى أننا لا ندري كيف سيكون ختام كل فرد منا..

    أشد على يدي كل من ساهم في هذا الاستطلاع الذي يذكرنا بواجباتنا نحو هذه الفئة التي تحتاج منا إلى رعاية مستمرة، وإلى تظافر جهود المؤسسات المدنية المختلفة، شكري الخاص والداعم لجهود السيدة رئيسة التحرير الأستاذة المثابرة عزيزة بزامي..
    والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

  10. منير

    بسم الله الرحمن الرحيم
    حقيقة موضوع رائع، فقد كدنا نفتقد الأدمغة الحية، ونسأل الله أن يرشدنا إلى سبيل الرشاد…
    ومما أثار انتباهي هنا بغض النظر عن الموضوع، هي الصور التي تم عرضها، وخاصة الصورة الآخيرة "الرجل المسن الذي يقرئ كتاب الله فإنها صورة جد معبرة لواقعه، وأنه لم يسلم نفسه للضياع؛
    وإنما سلم نفسه لرب العالمين، وهو وكيله.
    أحيي كل من التقط هذه الصور من أرض الواقع.
    حقا هذا رائع..

  11. أحمد

    استطلاع جيد،
    هز مشاعري وتركني أفكر عند بلوغنا إلى سن الشيخوخة، (إن شاء الله)..
    نتمنى أن يكون أولادنا وفلذة أكبادنا كما تكتبين في المستوى المطلوب والمرغوب، حتى لا نقع فيما وقعوا فيه هذه المجموعة من الأشخاص، صحيح أن إحساس بالعزلة والبعد عن العائلة والانفرادية يؤدي بك إلى مرض آخر، وهو مرض االاكتئاب…
    ونتمنى المسؤولين هن هذه المراكز أن يساعدوا هؤلاء الأشخاص ويهتمون بالجانب النفساني أكثر حتى يخففون عنهم. وشكرا.

  12. مهتم

    أنواع دور رعاية المسنين
    هناك ثلاثة أنواع من دور رعاية المسنين في الغرب: 1ـ دور الرعاية الماهرة 2ـ دور الرعاية المتوسطة 3ـ دور الرعاية الشخصية المُراقبة. وهي تختلف طبقًا لأنواع المرضى الذين ترعاهم، وأنواع الخدمات التي تقدمها.

    دور الرعاية الماهرة. وتقدم خدمات مكثفة أكثر من الأنواع الأخرى من بيوت رعاية المسنين. فهي مثلاً، تقدم خدمات التشخيص، والمختبر، والدواء، وبرامج العلاج، والعناية بالأسنان، وتشرف ممرضات قانونيات على رعاية المرضى، طبقًا لتعليمات المدير الطبي للمؤسسة. ويقوم الأطباء بزيارة هذه الدور باستمرار.

    يتطلب معظم المرضى في دور الرعاية الماهرة عناية طبية على مدار الساعة، فبعضهم يُعاني من أمراض خطيرة أو إعاقة، وبعضهم الآخر يبقى في هذه المؤسسات بعد علاجه. وهم يتلقون علاجًا إضافيًا قبل العودة إلى البيت.

    ولمعظم دور الرعاية الماهرة اتفاقيات تحويل مع المستشفيات، ودور الرعاية المتوسطة، ومؤسسات الرعاية الصحية الأخرى. فالمرضى الذين تسوء حالتهم الصحية بحيث يحتاجون إلى المزيد من العناية الطبية يتم نقلهم إلى المستشفى. وهؤولاء الذين تتحسن صحتهم، ولكن لا يزالون يحتاجون إلى بعض العناية التمريضية يُنقلون إلى دار رعاية متوسطة، أو مؤسسة رعاية صحية أخرى.

    دور الرعاية المتوسطة. وتُدعى أيضًا دور الرعاية الأساسية، وتقدم خدمات العناية الأساسية؛ فتقوم الممرضات القانونيات بالفحص الدوري للنزلاء لتقرير العلاج الذي يحتاجونه. ويعاني معظم المرضى في دور الرعاية المتوسطة من الأمراض المزمنة، ومع ذلك، فإنهم يتطلبون عناية طبية طفيفة. ويقوم الأطباء بزيارة دور الرعاية بانتظام، أما الممرضات القانونيات فإنهن يقمن بالعناية في دور الرعاية المتوسطة بينما يتولى أحد الإداريين المهام الإدارية.

    دور الرعاية الشخصية المراقبة. وتقدم الخدمات غير الطبية. وتشمل هذه الخدمات تجهيز وتقديم وجبات النزلاء، ومساعدة الرجال والنساء في العناية بأنفسهم. فمثلاً، يقوم أعضاء الهيئة بمساعدة النزلاء الذين يجدون صعوبة في ارتداء ملابسهم، كما تنظم المؤسسات الأنشطة الاجتماعية أيضًا. ويحتاج معظم نزلاء دور الرعاية الشخصية المراقبة إلى فحوصات طبية روتينية، ويزور الأطباء هذه الدور عند الضرورة فقط. ويدير الخدمات المقدمة أحد المشرفين على العناية بالمقيمين.

  13. الزاكي أنوار

    يشعر الكثير من العائلات بالذنب لوضعها أحد الأقارب المسنين في دار للرعاية. وفي معظم الحالات، يقبلون بهذا العمل بوصفه حلاً أخيرًا فقط. ويفعلون ذلك عندما تتفاقم مشاكل الشخص الصحية بشكل حاد. وتصبح موارد العائلة الاجتماعية، والمالية مرهقة بحيث لا تسمح بإبقاء القريب في المنزل.

    يعاني العديد من المسنين من الضغط النفسي عندما يتحتم عليهم التأقلم مع بيئة دار الرعاية غير المألوفة، ويعتبرون أنها الخطوة الأخيرة قبل الموت، قد يؤدي ضغط الانتقال إلى الاكتئاب، وزيادة المشاكل الصحية، وأحيانًا، الموت.
    هناك عدة طرق للتقليل من الضغط النفسي على الأشخاص المسنين، ويشمل ذلك إشراكهم في قرار نقلهم لإحدى دور الرعاية، وفي اختيار الدار. ويجب أن تسمح المؤسسة للمرضى بالاحتفاظ بأمتعتهم الشخصية في غرفهم الجديدة. ومما يساعد أيضًا اختيار دار رعاية حيث يكون طاقمها جيد التدريب ومهتم بالمرضى.

  14. نوال الزاكي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    إن المطلوب هو احترام المسنين وتقديرهم ومحبتهم والتفاهم معهم والتعايش معهم، وذلك لأن هذا الاحترام بكل صوره وأشكاله هو رمز الفلاح والسعادة والتآلف في الأسرة والمجتمع، ولنتذكر جميعا أن احترامنا وبرّنا وتواضعنا لآبائنا، هوالذي يغرس في نفوس أبنائنا هذا السلوك الحسن…
    حفل القرآن الكريم بالعديد من الآيات التي توضح الأعراض التي تصيب الإنسان في مراحل العمر المتتالية. فقد قال الله تعالى: (وَاللّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ)، وقال عز من قائل: (ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا * إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءٍ خَفِيًّا * قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا).
    فالشيخوخة ليست نشاطا دائما وليست انسحابا تاما من الحياة…
    وإنما هي مرحلة من مراحل عمر الإنسان، ينبغي أن تستثمر في العبادة وفعل الصالحات وممارسة الحياة بما يناسب الوضع النفسي والجسدي للإنسان الذي وصل إلى هذه المرحلة من العمر.

أرسل تعليق