مبادئ وقيم نستوحيها من الهجرة
قال الله تعالى في كتابه العزيز في حديثه من هجرة محمد صلى الله عليه وسلم، “الا تنصروه فقد نصره الله اذ اخرجه الذين كفروا ثاني اثنين اذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا فانزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم” [سورة التوبة، الآية:40].
ذلك كان عندما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة في سبيل الله والدعوة للدين، بعدما بلغت مرحلة الكفاح مع المشركين ذروتها القصوى، وأحاط به الأعداء من كل جانب، فلم ييأس ولم يقنط؛ لأن الله معه والحق في جانبه، ومن آمن برسالته واقتنع بحقه أيده الله بروح منه وأنزل عليه سكينته فيطمئن قلبه ويسكن فؤاده.
كانت هجرة الرسول من مكة إلى المدينة درسا بليغا في مقدار المشقة والكفاح والصبر والتحمل من الرسول في سبيل الرسالة الإلهية، ظهرت منها شخصيته عليه السلام، ورجولته القوية وتضحيته وصبره وتحمله في المضي في طريقه، الذي اقتنع بالسير فيه والدعوة التي آمن بها قال له سيدنا أبو بكر رفيقه في الغار: “لو رأيتني ورسول الله إذ صعدنا الغار، فأما قدما رسول الله فتقطران دما وأما قدماي فعادت كأنهما صفوان”، قالت عائشة: “ورسول الله لم يتعود الحفية، فهاهو رسول الله يمشي حافيا حتى تدمى قدماه، ويتحمل هذه المشقة البالغة. وهذا التعب المضني رابط الجأش، سكن الفؤاد لا يحزن ولا ييأس؛ لأن مؤمن يدعو إلى حق ويدافع عن حق، وإن كلمة الله هي العليا وكلمة الباطل هي السفلى”.
ومن حكمة الله أنه يختار لرسالته رسلا للاضطلاع بالدعوة الإلهية بعد أن يتمرسوا بالصبر وتحمل المشاق، لم تشغل نفوسهم متع الحياة، ولم يتسع قلوبهم لأسبابها الرخيصة فتشغلهم عن أهدافهم الكبرى أو تضعف من همتهم في الاضطلاع بمهمتهم النبيلة.
ومن الحق أن طبيعة البلد الذي نزل فيه الوحي واختار الله فيها رسوله للدعوة الإسلامية كان بلدا تقسو فيه الحياة ويصعب فيه العيش وتجفو فيه سبل الراحة والبقاء، إلا بمن أوتي قسطا من قوة الإيمان وقوة الروح في ملابسة الحياة.
إن قوة الصبر والكفاح هي سر التقدم والنجاح كما يقول الله سبحانه وتعالى: “وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم” [سورة فصلت، الآية:35].
فلا غرو أن تمر بالرسول صلى الله عليه وسلم هذه المواقف الصعبة في الكفاح والتحمل حتى يكون ذلك ذخرا عند الحاجة، وأسوة لأصحابه وأمته في الجهاد وصدق العزيمة.
ميثاق الرابطة، الخميس 03 محرم 1410، الموافق 30 أبريل 1998، السنة الواحد والثلاثون.
-
ما أحببته في هذه الجريدة هو الأخذ والرد الذي بين القراء
شيء جميل بأن يصدر خطأ وتتم مناقشته هذا يدل على مصداقيتكم، وأنا بدوري أؤيد شيخ الأزهر "خطئ مطبعي"…
فنحن يهمنا الجوهر لا المظهر في الكتابة..
فهناك من يكتب ويكتب ولا يصل إلى ما وصلتم إليه أنتم بجهودكم النيرة والله الموفق.. -
بالطبع جهود مباركة وتنويهات يستحقها الفريق الذي يقوم بهذا العمل المميز والفريد في وجوده، والمتألق في عطائه، ولا علينا من خطئ صدر عن غير قصد نعتبره نحن علماء الأزهر "خطئ مطبعي" ليس إلا ما دام المعنى سليم والآية لم تفقد معناها الأصلي ولم تحرف فهذا جهد عظيم بارك الله فيكم جميعا وفي عطائكم……
-
السلام عليكم
شكرا جزيلا أستاذ الفاضل على هذه العناية المباركة. -
السلام عليكم ورحمة الله
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين
المرجو تصحيح الآية "35من سورة فصلت
…إلا ذو حظ عظيم ..
التعليقات