قوة الإسلام تكمن في قيم القرآن
ترتبط تعاليم الإسلام بالقيم الأخلاقية والاجتماعية لهذا الكون.. هذه القيم التي يجب أن يتمسك بها المسلمون، خاصة وهم أهل الصلاح والتقوى، الذين خصهم الله بنعمه وخيراته دون سواهم.
وبفضل قيم القرآن السامية، غدا المسلم متميزا عما سواه في مجالات متعددة، أجلها وأعظمها قيمة تلك الشهادة التي أنيط بها غدا يوم القيامة.
قال تعالى: “وكذالك جعلناكم اُمة وسطا لتكونوا شهداء على اَلناس ويكون اَلرسول عليكم شهيدا” [البقرة، جزء من الآية: 143].
وإن ارتباط المسلم بقيم القرآن، يرغمه على الارتباط بعقيدته التي تعتبر من الخصائص المميزة للحضارة الإسلامية عبر العصور، كما أنها من العلامات البارزة للشريعة الإسلامية.
وحينما نتناول الحديث عن القيم في القرآن، ندرك أنها تعني الأخلاق الفاضلة بأصولها الإسلامية، تجليها وتؤكدها الآيات القرآنية الكريمة، لتتعزر بذلك، رحلة الإنسان إلى مواطن الصلاح؛ وكأن رسالة القرآن الكريم وقيمه، لانقاد الإنسان من الانزلاق في متاهات الضياع والاستسلام إلى نزوات الشيطان.
ولا سبيل إلى نهوض الأمة الإسلامية، وتقدمها في مجالات العلم والاقتصاد والشغل والتناصح، إذا لم تكن القيم سندا للأمة.
ومن هنا يمكننا القول بأن قوة الإسلام تكمن في قيمه، وقيمه يبرزها القرآن، ولذلك أصبح لزاما على قادة المسلمين أن يربوا أجيالنا على هذه القيم؛ ولأن أسباب القوة ليست في فوضى القيم، ولا في التحلل من الأخلاق والأدبيات الإنسانية، ولا في التشكيك في المعتقدات، أو في الثوابت والمثل، ولا في تقليد الغرب والانسياق وراءه، قوة الإسلام تكمن في تربية الإنسان المسلم على قيم القرآن الفاضلة، التي بها وحدها نستطيع أن نهذب سلوكنا، ونناقش أفكارنا، ونرسي سفينتنا على شاطئ الأمان والاطمئنان؛ لأنها تمنح الإنسان المسلم فضيلة الصدق، وثبات العزيمة وصوت الحق وجرس العدل، وبذرة المساواة وخشوع التدين وتوبة المذنب، وعشق العقيدة، وجرعة الحقيقة، ونكهة العدالة.
جريدة ميثاق الرابطة، العدد 831، الخميس 30 صفر الخير 1419هـ الموافق 25 يونيو 1998م، السنة الواحد والثلاثون.
أرسل تعليق