Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

في التحديات دون السجود والاقتراب

Avatar photo

      الإنسان مدعو في هذا  البعد من أبعاد الوجود إلى أن يسجد ويقترب، كما يدل عليه قوله تعالى: “كلا لا تطعه واسجد واَقترب” [سورة العلق، الآية: 19]، غير أن دون ذلك تحديات كثيرة أهمها ثلاثة:

      أولا، تحدي يُمكّنُ الإنسان من الوقوف على وظيفته وعلى دوره (الخلافة، الأمانة، العبادة)، وأن يكون ذا وعي بالقيم الحاكمة الكبرى والتي يمكن إجمالها في ثلاث:

      1. التوحيد؛

      2. التزكية؛

      3. العمران.

      وهي قيم حاكمة تتفرع عن كل واحدة منها مجموعة قيم، ليس هذا مقام التفصيل فيها.

      فالوعي بالوظيفة والدور، تحدّ أساسي يواجه الإنسان، غير أن هذا التحدي يسلمنا إلى؛

     التحدّي الثاني: التمكّن من “الإبصار” ويبرز ذلك في قوله تعالى: “وأبصرهم فسوف يبصرون” [سورة الصافات، الآية: 175] وفي قوله سبحانه: “وأبصر فسوف يبصرون” [سورة الصافات، الآية: 179]؛ أي أَعِنْهم على هذا الإبصار فسوف يبصرون، والمقصود أساسا بالإبصار، هو إبصار العلامات والآيات أي البصائر “قد جاءكم بصائر من ربكم، فمن اَبصر فلنفسه ومن عمي فعليها” [سورة الاَنعام، الآية: 104].

     ففي الجانب الكوني، نجد أن الكون فيه آيات؛ فالليل آية، والنهار آية، والشمس آية، والقمر آية “ومن اياته الليل والنهار والشمس والقمر” [سورة فصلت، الآية: 37]، وهذه الآيات وجب أن يوقف عليها ووجب أن تُتبين معالمها وألا يغفل عنها “وكأين من ءاية في السموات والاَرض يمرّون عليها وهم عنها معرضون” [سورة يوسف، الآية: 105].

     وفي الوحي “الكتاب المسطور” نجد كذلك عبارة آيات، وهذه الآيات علامات؛ لأن الآية لغة: هي العلامة “إن ءاية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك ءال موسى وءال هارون تحمله الملائكة” [سورة البقرة، الآية: 248]، أي علامة ملكه.

     فإبصار الآيات، والاهتداء بالعلامات، هو الذي يجعل الإنسان بعد التمثل للوظيفة وللدور، قادرا على السير برشادة “اَفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمّن يمشي سويا على صراط مستقيم” [سورة الملك، الاية: 22].

     التحدي الثالث -وهو الثمرة-: أن يصبح الإنسان قادرا على العمل بمقتضى كل ما مضى، مع استحضار أن العمل يجزى عليه، “وأن ليس للاِِنسان إلا ما سعى، وأن سعيه سوف يرى، ثم يجزاه الجزاء الاَوفى” [سورة النجم، الآيات: 39-41]؛ وتحضرنا هنا حقيقة مؤقتية الإنسان، وكون المعاد نهاية حياة وبداية أخرى، نهاية حياة فيها عمل ولا حساب، وبداية أخرى فيها حساب وجزاء ولا عمل، وهو ما جاء في قوله تعالى: “واَتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله، ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون” [سورة البقرة، الآية: 281]، كما يبرز مقوم الإتقان باعتباره مقوما أساسا يجعل الإنسان من خلال إيمانه بالمعاد يروم أن يكسب الأجر الأوفى والأوفر مع رب العالمين “إنا لا نضيع أجر من اَحسن عملا” [سورة الكهف، الآية: 30].

الأمين العام

                                                                                                               للرابطة المحمدية للعلماء

أرسل تعليق