Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

سجلماسة المدينة العامرة المردومة.. (24)

ومهما يكن الأمر؛ فإن المرابطين استفادوا من انعدام الثقة بين مسعود بن وانودين وسكان سجلماسة، فلم يترددوا في السيطرة على مركز استراتيجي هام في مشروعهم السياسي الذي يهدف إلى بسط نفوذهم على المغرب عامة وعلى تجارة القوافل بشكل خاص. ومع تحكم المرابطين في سجلماسة (سنة 447 هجرية/1054 ميلادية)، تنتهي فترة الإمارة المستقلة بالمدينة لتبدأ مرحلة تبعيتها للحكم المركزي.

عرفت سجلماسة التي شيدها خوارج الصفرية المكناسيين على مشارف الصحراء وفي موقع التقاء المسالك التجارية الكبرى، خلال فترة الإمارة المستقلة، تقدما اقتصاديا مهما، و”استطاعت إلى حد ما وعلى امتداد القرون الإسلامية الأولى، ضمان الأمن والازدهار للواحات”[1]. هذا التقدم بالرغم من فوائده المادية على المستوى المعيشي لساكنة سجلماسة؛ فإنه بالمقابل كان من الأسباب الرئيسية فيما عرفته المدينة من اضطرابات نتجت إما عن خلافات سياسية أو صراعات عسكرية بين حكام المدينة أنفسهم أو بينهم وبين خصومهم من العباسيين والأغالبة والرستميين والفاطميين والزيريين والأمويين.

وهكذا استسلمت سجلماسة في الأخير للحكم المركزي للدول الكبرى التي تعاقبت على عرش المغرب من المرابطين إلى المرينيين ومرورا بالموحدين، قبل أن تنهار وتدمر نهائيا مع (أواخر القرن الثامن الهجري / الرابع عشر الميلادي).

يتبع في العدد المقبل..

——————————————–

1.Terrasse (Henri) : Histoire du Maroc des Origines à l’établissement du protectorat français. Casablanca, édition Atlantide 1950. Deux volumes, 17 cartes dans texte, 910 pages. 2° volume, p 362.

أرسل تعليق