سجلماسة المدينة العامرة المردومة.. (34)
النهاية المأساوية لمدينة سجلماسة
إن موقع سجلماسة لم يظل يبابا منذ تاريخ هدم المدينة في أواخر (القرن الثامن الهجري / الرابع عشر الميلادي)، بل بنيت فوق بعض أجزائه قصورا وأنشئت في أجزاء أخرى منه مراكز حرفية كما هو الحال بالنسبة للصنائع الخزفية التي تم العثور على الكثير من بقاياها، ويبقى مع ذلك أن أغلبية السكان ربما استقروا بقصور خاصة بهم بنوها بالضواحي، مما يرجح إطلاق اسم تافيلالت على كل المنطقة أو الواحة. وقد حاولت عدة روايات تفسير اسم تافيلالت ومنها:
الأولى شفوية محلية: وتذكر أن السجلماسيين لما ذهبوا إلى الجزيرة العربية قصد جلب أحد الشرفاء للتبرك به وإصلاح أشجار النخيل، اتفقوا مع مولاي الحسن بن أبي القاسم أن يعطوه نصيبه من غلة الواحة لما تصلح وتثمر. إلا أنهم خالفوه العهد، مما جعله يذكرهم صائحا فيهم “وفوا وفوا” أي أوفوا بالعهد، فردوا عليه: “لا، لا” وبذلك أطلق عليهم لقب وفيلالا ثم فيلالا وعلى منطقتهم تافيلالة ثم تافيلالت.
الرواية الثانية: تشير إلى “أن تافيلالت هي اسم أمازيغي مشتق من أفيلال وهو اسم لمكان يعني جبل بالعربية وأوفيلال بالأمازيغية. وأفيلال عبارة عن سلسلة جبلية صغيرة لا يتعدى علوها 785 مترا وتوجد على بعد 50 كلم جنوب/جنوب- شرق الريصاني وشمال / شمال- غرب الطاوس على الضفة اليمنى لوادي زيز“[1].
الاقتراح الثالث اعتمد على مفهوم الدلالة اللغوية لاسم تافيلالت، ذلك أن “الاسم يستمد جذره كما هو الشأن بالنسبة لاسم سجلماسة من اللغة الأمازيغية ويعني مكانا يهيمن على الماء أو غني منه“[2].
التفسير الأخير يذكر أن اسم “تافيلالت هو تصغير لكلمة أفيلال والتي تعني الجرة، الزير أو الخابية[3].
ومهما يكن فاسم تافيلالت أطلق على منطقة سجلماسة منذ بداية (القرن العاشر الهجري / السادس عشر الميلادي) ولا زال مستعملا إلى اليوم.
يتبع في العدد المقبل..
—————————————————————
1. Jacques-Meunié (Djinn) et Meunié (Jacques): “Abbar, cité royale du Tafilalet”, Hespéris, Tome : XLVI, 1° et.
2. 2° trimestre, 1959; 12 figures; VIII planches hors texte; pp. 7 – 72)p 10 / note 2).
3. Mezzine (L): “Sijilmassa”, Le Mémorial du Maroc. op-cit/p: 25.
4. شفيق (محمد): المعجم العربي الأمازيغي. الرباط من مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية، 1990 (ص: 341).
أرسل تعليق