Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

سجلماسة المدينة العامرة المردومة.. (15)

[تأسيس سجلماسة]

1. الجذور الأولى

 أ. منطقة سجلماسة خلال الفترة الممهدة للتاريخ

كانت منطقة سجلماسة مأهولة بالسكان منذ أزمنة غابرة، فقد عرفت الاستقرار البشري منذ الفترة الممهدة للتاريخ على الأقل. ويدل على ذلك وجود عدة بقايا أثرية بالمنطقة مثل كهف العزيزة قرب بلدة  بوذنيب، والنقوش الصخرية بناحية الطاوس وتزارين وألنيف، والمدافن الجنائزية بمواقع أولاد الزهراء والبوية وهارون وغيرها.

وتعبر النقوش الصخرية عن تقاليد الصيد الأولى بالمنطقة وعن أنواع الحيوانات التي كان يتم اصطيادها مثل الأسود، والنمور، والنعامات، والبقرات، والضباء، والأروية، إلى آخره. كما تبرز هذه النقوش المعدات المستعملة من طرف الصيادين كالأحزمة والعصي والفؤوس الحجرية والقبعات الرأسية، فضلا عن القوس الذي كان يمثل السلاح الرئيسي في ذلك العهد. وتحتوي منطقة تافيلالت على عدد كبير من المواقع الأثرية والنقوش الصخرية التي تعود إلى هذه الفترة، ويشير أحد الباحثين المتخصصين في هذا المجال إلى أن “تافيلالت غنية بمواقعها النيوليتية، بل هي أكثر غنى حتى من منطقة الأطلس[1].

وهكذا توجد بمنطقة سجلماسة بقايا عدة مواقع هي في جزئها تحصينات تتضمن دورا سكنية، وصخورا منقوشة، وحليا، وقطعا من بيض النعام وبعض الأدوات الحجرية. في العصر الحجري الأسفل، عرفت المنطقة كباقي المناطق المغربية، مناخا رطبا رافقه انتشار الغابات والبحيرات وهو ما تعبر عنه ولا شك بقايا العظام المتكلسة التي اكتشفت بالمنطقة.

وكان يعيش بالمنطقة في هذه الفترة إنسان من نوع النياندر طال Neandertal أو أطلا نتربوس Atlanthropus  أو الموريتاني Mauritanien أو جافا Javas ومن أجل ضمان تغذيته، كان هذا الإنسان يستعمل عصيا من الخشب وأدوات من الحجارة المصقولة. بالنسبة للعصر الباليوليتيك الأوسط والأعلى Paléolithique moyen et supérieur [أي ما بين 24.000 و120.000 سنة]، يمكن القول إن منطقة سجلماسة لم تكن منعزلة عن التأثيرات الحضارية المعاصرة الأشولية، والعطيرية، والإبيرية الموريسية، والكبسية إذ ظلت ظاهرة النبوك tumulus ومعها باقي المعتقدات مترسخة طيلة عصور طويلة. وفيما يلي أهم المواقع بتافيلالت والتي تعود إلى الفترة الممهدة للتاريخ:

  • · كَارة أولاد الزهراء[2]: وهي عبارة عن تل مرتفع يهيمن على الواحة ويتركز في مفترق واديي زيز وأمربوح. والموقع يتكون من جزأين: فبقايا البنايات توجد بالجزء العلوي من الربوة، وتوجد في أسفل الموقع وعلى كل جنباته حوالي مائة من النبوك tumulus؛
  • · جبل بولكَرون[3]: وهو مرتفع جبلي يقع على مشارف واحة تافيلالت من الناحية الغربية، ويمثل بداية سلسلة أوكَنات. الموقع عبارة عن بنايات مرتفعة في القمة وتوجد في أسفل الجبل وعلى محيطه عدة نبوك منعزلة ومخروطية الشكل. كما توجد على ربوة بالجنوب الشرقي من الموقع، حوالي أربعين نبكة tumulus؛
  • جبل بوتشرافين[4]: وهو عبارة عن سلسلة من التلال الصغيرة تقع على بعد ثماني كيلومترات جنوب شرق مدينة أرفود وتتشكل من حوالي عشرين نبكة منها من ينتمي إلى صنف نادر بالمغرب يطلق عليه نبكة bazina؛
  • · جبل البوية: وهو أهم وأكبر هذه المواقع بتافيلالت، يقع على الضفة اليمنى من وادي غريس على بعد عشر كيلومترات غرب شمال مدينة أرفود. يتشكل الموقع من بنايات متعلقة بالحافة العلوية والأكثر حماية من الجبل والمهيمنة على الواحة المجاورة وتجاورها المدافن الجنائزية. الحفريات بهذا الموقع كشفت عن الغنى والتنوع في معالم البوية ومنها معالم ذات المعبد “chapelle”..

—————————-

1. Camps (Gabriel): les civilisations préhistoriques de l’Afrique du Nord et du Sahara. Paris, édition Doin 1974; p: 320.

2. Carte topographique du Maroc: Feuille Erfoud, Echelle: 1/100.000. X= 612,2; Y= 87,3; Z= 849.

3. Carte topographique du Maroc: Feuille Erfoud, Echelle: 1/100.000. X= 596,8; Y= 86,6; Z= 976.

4. Carte topographique du Maroc: Feuille Erfoud, Echelle: 1/400.000. X = 616,8 ; Y = 88,5; Z = 822.

5. Carte topographique du Maroc: Feuille Erfoud, Echelle: 1/400.000. X = 600,6 ; Y = 96,2.

أرسل تعليق