الهدي النبوي في الحفاظ على الصحة…(3)
أعددت في هذا المنبر مقالات تحتوي على مادة علمية مفصلة تبين أنماط الحياة الإيجابية التي يأمر بها ديننا الحنيف، ويحقق إتباعها حفظ صحة الإنسان، وتعزيزها كما تبين أنماط الحياة السلبية التي ينهى عنها الشرع، ويحقق اجتنابها خلاص الإنسان من العديد من الأمراض والأسقام.
1. النظافة العامة
يقول الله عز وجل في محكم كتابه العزيز: “إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ” [البقرة، 220].
ويقول جل شأنه: “وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ” [التوبة، 109].
ويقول تعالت قدرته قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ” [المائدة، 7]. وفي الحديث النبوي الشريف يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الطهور شطر الإيمان” رواه مسلم.
إذا كان البحث العلمي قد أتبت فائدة النظافة وأهميتها في الوقاية من كثير من الأمراض؛ فإن الطهارة التي حث عليها الشرع الإسلامي أعم من ذلك حيث نجد علماء الأحياء والطب يكتشفون كل يوم شيئا جديدا عن فوائد الطهارة والوضوء.
إن الغسل والوضوء هما أوفر زاد يتزود به المسلم في نهاره وليله، وأحسن سلاح يحصن به المسلم صحته وهو بذلك يحصل على والتواب العظيم.
ولو نظرنا إلى نواقض الغسل والوضوء لوجدنها كثيرة وفي ذلك حكمة جليلة من الشارع ليكررها المسلم كل حين فعَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصَوْا وَاعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكُمُ الصَّلاةُ وَلا يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلا مُؤْمِنٌ” رواه أحمد والحاكم.
إن لكل حركة من الوضوء تخفي ورائها حكمة بالغة وحتى ترتيب غسل الأعضاء هو عين ما تتطلبه شروط الصحة وقواعد الطب…
يتبع في العدد المقبل بحول الله تعالى..
أرسل تعليق