Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

٪ تعليقات

المراهقة بين الحتميةوالنسبية (تابع)

لقد أثار موضوع العدد السابق (18) حول المراهقة، عدة تساؤلات لدى بعض قراء الميثاق وردت ضمن عدة تعاليق، وهي تلح على العودة إلى الموضوع لإزاحة جملة من الإشكالات حول عدد من المفاهيم والقضايا المرتبطة بالمراهقة، تناولها الباحثون والتربويون كل من منطلقاته الفكرية، ما أنتج تراكما من الرؤى والتصورات وضعت القارئ المهتم في حيرة من هذا التعدد لدرجة التعارض، وجعلته يتوقف، ولسان حاله يقول لهؤلاء وأولئك: “هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين”[سورة البقرة، الآية: 111].

هذا الذي فهمت من ردود القراء الأعزاء حول الموضوع، فتطلب مني ذلك أن أعود إليه ثانية لمزيد من التوسع، استجلاء للصورة، وإسهاما في رفع اللبس، واحتراما لمشاعر القارئ، ووفاء لرغبته في التمحيص، وذلك من خلال محاولة الإجابة – وبكل تواضع – عن الأسئلة الآتية:

•    ما سبب اختلاف الباحثين في مقاربة مفهوم المراهقة وأهم مشكلاتها؟[1]

•    وهل هي مرحلة حتمية لكل من تجاوز مرحلة الطفولة؟
•    وهل تعتبر مدتها منضبطة وموحدة لدى جميع المارين بهذه المرحلة؟

إن المنطلق الذي أفرز هذا التباين في تحديد مفهوم (المراهقة) بين علماء النفس في الغرب وبين الباحثين في الوسط العربي، هو المادة اللغوية التي انطلق منها كل فريق من الفريقين:

اعتمد الفريق الأول (الغربي) – لتحديد المفهوم – دلالات مادة (رهق) التي من بينها: التعب والاضطراب والسفه والحمق وركوب الشر وغشيان مواطن الإثم، ومن ذلك قوله تعالى في سورة الجن: “وإنه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا” [الآية: 6]، أي قهرا وضلالا وسفها وإثما [2] ، كما اعتمد في تحديد خصائص(المراهقة)على الدراسات الوصفية والميدانية[3] التي أجريت على عينات من الفئة العمرية بعد الطفولة فخلصت إلى ما يأتي:

•    إن مرحلة المراهقة تعتبر مرحلة تغير قياسي، وعلى جميع المستويات الجسدية والنفسية والعقلية والاجتماعية؛
•    كشفت الدراسات النفسية الغربية أن القلق والاضطراب والانفعال سمة المرحلة؛
•    أكدت أن المراهقة حتمية يمر منها جميع من تدخل أعمارهم في العقد الثاني؛
•    وتبعا لذلك ينبغي للمربين أن يغضوا الطرف عن هفوات المراهقين ريثما يجتازون هذه المرحلة.

 وارتكز الفريق الثاني الذي ينتمي إلى الوسط العربي/ الإسلامي على دلالات المادة اللغوية عينها، لكن بزيادة في مبناها وهي (راهق) بمعنى قارب الحلم والبلوغ، وطبيعي أن يكون الاختلاف في المدلول، فكل زيادة في المبنى تتبعها الزيادة في المعنى كما يقول اللغويون، ولم يقف الفريق الثاني عند هذا الحد؛ بل عمل على استقراء واقع المجتمع الإسلامي عبر التاريخ خاصة في فترات الرشد (الصحابة نموذجا) كما أنجز -هو أيضا – دراسات ميدانية على فئة (المراهقين) في مصر، وفي بعض دول الخليج، فخلصت تلك الدراسات إلى النتائج الآتية:

•    صحيح أن المراهقة مرحلة نمو سريع وشامل، لكن ليست حتمية قسرية يجبر على الدخول فيها كل الأطفال، فالتجربة أكدت أن السفه والقلق والجنون ليست لازمة لهذه المرحلة العمرية بالمطلق، إذ المشاهدة  والمعايشة والدراسات الميدانية تثبت أن الكثير من أطفال المرحلة – في المجتمع الإسلامي – عاشوا بعيدين عن تلك الصفات الملصقة بالمراهق بقوة التعميم الذي أصبح – في الغرب –  قانونا لا يناقش، وهو حكم مبالغ فيه سواء كان بقصد أو بغير قصد، وفيه – أيضا- تجن على العلم حين تنسب تلك الأحكام إلى البحث (العلمي) وبالرجوع إلى تاريخ الأمة الإسلامية وسيرة رجالاتها نجد أمثلة عديدة في ماضي تاريخها وحاضره، لتأكيد ما ذهب إليه هذا الفريق من أن الرشد والنضج الذين هما – في عرف الناس– لازمان لمرحلة ما بعد (المراهقة) يكونان حليف كثير من المراهقين في سن مبكرة من أمثال الصحابة الشباب – رضي الله عنهم – الذين أمرهم الرسول صلى الله عليه وسلم على جيوش في مواطن القتال الحاسمة ولم يتجاوزوا سن الخامسة عشرة،[4] ففي سيرة ابن هشام نماذج تؤكد ذلك مثل: (… وأجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم – يوم أحد- سمرة بن جندب، ورافع بن خديج وهما ابنا خمس عشرة سنة… وأجاز الكثير من الصحابة – يوم الخندق – مثل: أسامة بن زيد، وابن عمر، وزيد بن ثابت، والبراء بن عازب، وعمرو بن حزم، وأسيد بن ظهير، وهم أبناء خمس عشرة سنة).

كما برزت أمارات النضج – في سن مبكرة – على عدد كبير من الأئمة الأعلام  – في الماضي والحاضر- الذين شهد لهم التاريخ بالإبحار في آفاق العلوم المختلفة، لا يتسع المقام لذكر أسمائهم، عرفوا بالرشد ورجاحة العقل بعد سن التمييز، ولم يعرف عنهم ما عملت الدراسات النفسية النسبية على تعميمه، عذرا، لا ينبغي أن يفهم كلامي على أنه اتهام لكل النتائج العلمية ولو كانت مختبريه بحتة؛ بل الاتهام موجه – فقط -إلى النظريات العلمية التي لا تعتبر حقائق مطلقة، ما دامت هي تكوينات فرضية نشأت عن طريق التجربة وهي قابلة للإثبات أو الرفض.

– أثبتت التجارب والدراسات الميدانية أن الجنوح إلى الانفعال وركوب الشر الذي يعد من أبرز سمات (المراهقة ) في نظر علم النفس المهيمن، له مصادر أخرى غير طبيعة المرحلة العمرية، كما أكدت ذلك دراسات نفسية في الغرب نفسه، مثل الدراسة التي أنجزتها (مارجريت ميد) على المراهقين في المجتمعات البدوية كالتي تعيش في الخيام وتمتهن الرعي والزراعة[5] ، وتقول تعليقا على نتائج الدراسة: (إن المراهقة مرحلة نمو عادي، وما دام هذا النمو يسير في مجراه الطبيعي؛ فإنه لا يتعرض المراهق فيه لأزمات)، ونفس النتيجة يؤكدها عبد الرحمن العيسوي بقوله: (وجدير بالذكر أن النمو الجنسي في مرحلة المراهقة لا يؤدي بالضرورة إلى أزمات، لكن النظم الحديثة[6] هي المسئولة عن هذه الأزمات) ويربط االعيسوي اضطرابات المرحلة بالأجواء السائدة في البيوت / الأسر، شقاوة وسعادة، فالبيوت السعيدة تنشئ أبناءها على الأمن الروحي والنفسي (أي على السواء) وتجنبهم كل مظاهر القلق والانفعال الطائش، وأما البيوت الشقية فلا ينجو من بها من التأثر بالأجواء النكدة، إذ الإنسان رهين بالبيئة التي تحتضنه سلبا وإيجابا، وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه…) إشارة إلى أثر البيئة والمحيط الاجتماعي/ الأسري في التنشئة مما لم يعد محل ريبة واختلاف، ويرجع باحث مصري المراهقة المنحرفة إلى انعدام رقابة الأسرة وتجاهلها حاجات المراهق ونموه فيحدث رد الفعل وقد يكون أقوى من موقف الأسرة المتجاهل والمتصلب، فينفرط العقد وتسوء العاقبة فتندم الأسرة ولات حين مندم، ويصدق عليها قول الشاعر الحكيم:

إذا أنت لم تزرع وأبصرت حاصدا *** ندمت على التفريط في زمن البذر

أما الإقرار بخصائص المراهقة المخيفة كما يحاول علم النفس إثباتها، فإن هذا الإقرار يفاقم الخوف ويزيد من حدته لدى كل أب وأم، كلما نظرا إلى مدتها الطويلة حسب تلك الدراسات النفسية والتي تستغرق عقدا كاملا.

إن تجاوز أزمة الخوف هذه تتطلب – فقط – مراجعة وتمحيص تلك النظريات الوافدة والتي  -غالبا – ما تكون متأثرة بخلفية معينة وغير محايدة، وذلك على ضوء تراثنا الغني: تشريعا وتنظيما وممارسة، وكذا على ضوء نتائج الدراسات النفسية المحايدة التي تزكي ما ذهب إليه التطبيق العملي للإسلام من كون مرحلة المراهقة غير منضبطة في مدتها طولا وقصرا، وأنها تختلف من بيئة إلى أخرى، ومن حضارة إلى غيرها.

خلاصات واستنتاجات:

•    إن ( المراهقة) بالمعني الشائع، أي أنها مرحلة الغليان والعواصف وأنها مرحلة حتمية، وطويلة بحيث تصل إلى عقد كامل، ليست حقيقة تقبل التعميم، فالدراسات الميدانية – وحتى في الغرب – قسمتها إلى مراهقة هادئة ومراهقة عدوانية حسب المجتمعات التي تنتمي إليها، ومن حيث حتميتها وعدم حتميتها أثبت الواقع (التاريخي والمعاصر) أن المرحلة ليست دائما حتمية، فقد شهد التاريخ على نماذج  نضجت في سن مبكرة (الصحابة نموذجا) ولم تعيشوا تلك العواصف التي يلصقها الحتميون بهذه المرحلة.

•    إن المراهقة بمفهومها المتداول (الجنون) لا ينبغي أن تبرر للمراهقين التحلل من واجباتهم ومسؤولياتهم الدينية والوطنية، واستجلاب العطف والعذر لهم على سلوكياتهم وحماقاتهم ما داموا لم يجتازوا هذه المرحلة؛ لأن ذلك سيؤدي – حتما – إلى ضعف في إراداتهم وخور في عزائمهم، وبالتالي إلى ضياعهم – لا قدر الله – وضياع أمتهم فيهم إن لم تداركهم يد الأبوة الحانية بتقدير حجم المسؤولية.

•    إن أبناءنا، وفي أي مرحلة من مراحل أعمارهم سواء الطفولة أو المراهقة  أو الشباب، وفي ظل التحولات التي تعرفها مجتمعاتنا استجابة للسياق العالمي، مهددون بالذوبان في قيم حضارية كونية، هي في تغير دائم وجذاب، وفقدان قيمنا الحضارية التي بها كانت أمتنا خير أمة أخرجت للناس، ومن ثم  يجب على الأسرة المسلمة أن تعي المرحلة، وهي محفوفة بالصعوبات والمعيقات، وتهيئ نفسها للقيام بواجبها الرسالي تجاه أبنائها.

  والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل ( يتبع)..

—————-
1.  من وجهة نظر علماء النفس وعلماء الإسلام.
2.  الراغب الأصفهاني، معجم مفردات ألفاظ القرآن، دار الفكر، ص: 210.
3.  روزن وزملاؤه، قاموا بإنجاز دراسة ميدانية بأمريكا على عينة من المراهقين من (10-19)، وكان من نتائجها أن (77 في المائة) من المراهقين مرضى.
4.  خالد شنتوت، دور البيت في تربية الشباب المسلم، ص: 50-60 بتصرف.
5.  المراهق الذي يمتهن الرعي والزراعة يمر بمراهقة قصيرة وهادئة.
6.  خاصة التربوية منها حيث تطول مدة الاعتماد على الأسرة.

 

التعليقات

  1. بنعبد المالك مبارك

    بسم الله الرحمن الرحيم
    أتقدم بالشكر الجزيل لأستاذي الفاضل لإفراده موضوع المراهقة بالبحث وعلى تدرجه في التطرق للمواضيع فسواء كانت المراهقة مرحلة حتمية أو نسبية فالأمر سيان والسؤال الذي يجب أن نطرحه على أنفسنا: ماذا ننفق على أبنائنا في هذه المرحلة؟

    إن أحسن ما يجب أن ننفقه على أولادنا هو وقتنا و ليس مالنا؛ لأن الأبناء في حاجة إلى الرعاية الشخصية والحنان والمتابعة والنصيحة أكثر بكثير من حاجتهم إلى المال والنقود؛ لأن التجربة أثبتت ذلك. فقد حدث في أمريكا كما يمكن أن يحدث في أي مكان اخر أن أبويين أمريكيين أنجبا خمسة أبناء، الأب يعمل مديرا لشركة ناجحة يوفر لأبنائه مستوى ممتاز من الحياة ماديا. والأم بدورها تعمل وتضيف إلى دخل الأسرة مزيدا من المال والرفاهية. ولكن الأبناء الخمسة كان مصيرهم الضياع الإبن الأول ترك الدراسة وانضم إلى جماعة من الهيبيز، والثاني يقضي وقته في مشاهدة الفيديو، ولا يذهب إلى المدرسة، والثالث هرب من البيت والرابع قرر أن لا يستحم مطلقا وألا يغسل يديه وألا يعمل بأي مبدإ من مبادئ النظافة، و لخامسة فتاة انضمت إلى عصابة من اللصوص الصغار، ممن يسطون على المتاجر واكتشف الأبوان في وقت متأخر أن كل الجهد الذي بذلاه في توفير حياة رضية للأبناء ذهب عبثا، وانتاب الأبوين شعور بالذنب فالخطأ لم يكن في الأبناء ولكن فيهما والتحق الأبوان بالصفوف الدراسية ليتعلما أصول التربية والطب النفسي. ومعالجة حالات الإضطراب التي تصيب المراهقين وعادا إلى البيت يحاولان جمع الأسرة المشتتة من جديد. وقد نجحا في ذلك إلى حد بعيد ولم يتركا تجربتهما تمر دون أن يفيدا منها الآخرون . فألفا كتابا أصبح من أكثر الكتب رواجا في أمريكا يحمل عنوان (النجدة: أبنائي مراهقون) وخلاصة الكتاب أن التدليل والوفرة من أخطر العناصر والعوامل التي تساهم في ضياع الأبناء إن لم يوظف في محله، وأن المال و حده لا يكفي لتنشئة أبناء أصحاء بدنيا ونفسيا. بل العكس قد يكون السبب الرئيسي في انحراف الأبناء.
    وقالا أيضا عليك ألا تسمح لأبنائك بالاختلاط برفاق السوء. فالطفل كما يصاب بعدوى المرض يصاب بعدوى الانحراف . واترك أولادك يتحملون المسؤولية مبكرا. ودعهم يتخذون قراراتهم بأنفسهم بعد أن ترشدهم وتنصحهم دون إكراه أو اجبار ثم دعهم يتحملون نتائج قراراتهم . إن المراهق الذي يكسر زجاج منزل الجيران أو يعبث بسياراتهم. أو لا يذاكر دروسه عليه أن يعاقب ولا يصح أن يتدخل الأبوان لحماية ابنهما من نتائج قراراته. إن ترك الأبناء يتفرجون على أفلام ساقطة أو شديدة العنف معناه دفعهم دفعا إلى الانحراف. ومهما غضب الابن من حرمانه من مشاهدة هذا النوع من الافلام يجب الوقوف بصرامة أمام رغباته غير الصحية. إن الطفل يجب أن يستيقظ مبكرا ليعرف قيمة الوقت وأن يعرف أن هناك حسابا لكل شيء فيكافأ المجتهد ويعاقب المهمل إن الطفل يجب أن يتربى على رعاية ضميره وتكوين هذا الضمير لا يتم إلا عن طريق إعلاء قيمة الدين ومبادئ الأخلاق. كل هذا ضروري لكي لا ينحرف الطفل. ويجب أن يتم كل هذا في جو من الحنان والرعاية والحوار الهادئ . وهذا يحتاج إلى جزء كبير من وقت الأب والأم معا. وتذكر دائما أن أفضل ما يمكن أن تنفقه على أولادك ليس مالك ولكن وقتك.
    وختاما أجدد شكري لأستاذي الفاضل على كتاباته القيمة في هذا الباب.

  2. نور الدين طالبي

    إضافة إلى ذلك ينبغي تشجيعهم على ارتياد المساجد، وعلى الصحبة الصالحة. المهم هو تنمية الوازع الديني لديهم وما العيب في أن تخصص الأسرة جلسة أسبوعية للمذاكرة حول صحابي معين، وحبذا لو تم استغلال قصص الصحابة الذين تولوا مسؤوليات جسيمة رغم حداثة سنهم من أمثال هؤلاء الذين ذكر الأستاذ من أجل استخراج العبر والعظات وجعلهم قدوة في حياتهم، فبذلك ينشأ المراهق في طاعة الله ورسوله فبدل أن نشغله بأسماء اللاعبين والفنانين ففي سيرنا ما يغني عن ذلك.
    ومرة أخرى أجدد الشكر لأستاذنا الكريم، وأطلب منه أن يوجهنا إلى كيفية التعامل مع بعض السلوكات الشاذة التي تصدر من قبل المتعلمين المراهقين داخل الأقسام، انطلاقا من تجربته الطويلة في ميدان التربية والتكوين.
    وله منا جزيل الشكر

  3. نورالدين طالبي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    نشكر الأستاذ الكريم على هذه المقالات التي تتحدث بنوع من التفصيل عن مرحلة المراهقة، والتي ما فتئت توضح لنا شيئا فشيئا مجموعة من الأمور المهمة حول هذه الفترة الحرجة، إذ القارئ في أمس الحاجة لمعرفتها من أجل بناء تصور واضح يقوم على معطيات علمية ويزيل بعض التمثلات السائدة في المجتمع حول كيفية التعامل مع المراهق، فهل يترك له الحبل على الغارب يفعل ما يشاء ويعيث في الأرض فسادا باعتبار أنه مراهق، وأن هذه الفترة مرحلة عمرية لها خصائصها النفسية والجسمية، أم أن المنهج الإسلامي وضع تصورا واضحا للتعامل مع المراهق؟
    أظن أن الأستاذ الكريم أشار إلى دور الأسرة في شخص الآباء في توجيه المراهقين التوجه الصحيح من أجل بناء مجتمع إسلامي متين البنيان، التوجيه الذي يجب أن يشمل جميع مجالات الحياة الدينية والأخلاقية والاجتماعية والثقافية. وعلى هذا الأساس فالأسرة مطالبة بأن تكون قدوة للمراهق في إتباع المنهج الإسلامي من خلال المحافظة على العبادات، والتحلي بالأخلاق الإسلامية، فإذا كان منهم ذلك ينبغي أن يسلكوا منهجا حكيما في دعوة أبنائهم، منهج يقوم على الإقناع بالتي هي أحسن ببيان المقاصد والحكم، وتنمية حب الرسول صلى الله عليه وسلم في قلوبهم وحب صحابته، بمعرفة السيرة النبوية العطرة.

أرسل تعليق