الشاي (Camellia sinensis)
يعتبر الشاي المشروب الثاني المستهلك في العالم بعد الماء، له تاريخ ضارب في الزمن إذ استعمل من طرف الشعوب الإنسانية الأولى 3000 عام قبل الميلاد. ويعرف الشاي ببلادنا كأهم مشروب شعبي، وقد ارتبط ارتباطا وثيقا بالثقافة المغربية الأصيلة وبكرم الضيافة. نظرا لمذاقه المميز ومفعوله الملطف لا نعير الاهتمام اللائق بخصائصه الطبية والعلاجية.
توجد عدة أنواع من نبات الشاي، تختلف هذه الأنواع عن بعضها في كون الشاي الأخضر عبارة عن أوراق الشاي المجففة الغير المخمرة وهي أكثر الأنواع فائدة طبيا. أما الشاي الأبيض فهو عبارة عن براعم الشاي والأوراق التي يتم طبخها بالبخار ثم تجفيفها، يحتوي الشاي الأبيض على أكبر نسبة من المواد المضادة للأكسدة وأقل كمية من الكافيين. أما الشاي الأسود فهو عبارة عن أوراق الشاي المجففة والمخمرة كليا، وهذا التخمير يعطي الشاي لونه الغامق وطعمه المتميز ويساهم في التقليل من كمية المواد المضادة للأكسدة، يعد هذا النوع الأكثر تسويقا في العالم. أما شاي واونج فهو أوراق الشاي المجففة ونصف المتخمرة. وهناك الشاي الأحمر المتواجد بإفريقيا الجنوبية ويتميز بعدم احتواءه على الكافيين..
أشجار الشاي صغيرة دائمة الخضرة يصل ارتفاعها إلى 30 قدما في البراري ولكن في الزراعة المنظمة يعتنى بتقليمه إلى شجيرات صغيرة حتى يسهل جمع أوراقه. ورد في إحدى الكتب الصينية القديمة أنه “إذا كانت هناك أدوية مختلفة لأمراض مختلفة فالشاي علاج للجميع“.
يحتوي الشاي على الكافيين والثيوبرومين، والتيوفللين.. كما أن فيه تانينات قابضة. ويتميز باحتوائه على البوليفينولات، وهي مواد فعالة مضادة للأكسدة، وهذه المواد تساعد على الوقاية من أمراض القلب والأورام السرطانية والأمراض التنكسية المصاحبة للشيخوخة؛ والشاي الأخضر يتميز عن أنواع الشاي الأخرى التي تضم كمية أقل من مضادات الأكسدة ولكن لا تخلو منها.
استعمل الشاي منذ القدم في علاج الصداع والإسهال والسعال وأمراض التنفس ونزلات البرد، ويعتبر خافضا للدهون ويساعد على الوقاية من مرض السكري، كما يعتبر مصدرا غنيا بالفلور الذي يساعد على منع تسوس الأسنان بالإضافة إلى أن التانينات الموجودة فيه تقاوم الجراثيم المسببة للتسوس. من جهة أخرى ينشط الشاي عمل الكلى مما يجعله مدر للبول، كما يحفز عملية الهضم إذا ما استهلك بكمية قليلة، وقد تسبب الكميات الكبيرة من الشاي اضطرابا في الجهاز الهضمي.
تتميز مادة الكافيين بكونها منبهة تسبب القلق والأرق، لكن احتواء الشاي على كمية أكبر بكثير من حمض التنيك الذي يساعد على التقليل من امتصاص العناصر الغذائية والأدوية والكافيين كذلك من الأمعاء إلى مجرى الدم وهذه الخاصية في الشاي تجعله أقل تنبيها من القهوة بالإضافة إلى أن صغر كمية الكافيين في الشاي بحيث 10 أكواب من الشاي تعادل 4 من القهوة من حيث كمية الكافيين الداخلة للجسم.
المراجع:
1. طارق جمعة، عبير جمعة، الأعشاب جمال وصحة، الدار العربية للعلوم، الطبعة الأولى 2006.
2. A.B.Sharangi, Medicinal and therapeutic potentialities of tea (Camellia sinensis L.) – A review, Food Research International 42, 529-535, 2009.
3. Véronique Liégeois, Christian Rémésy, Stéphane Mottay, Les 100 aliments qui soignent, de A à Z: l’alimentation est la meilleure des médecines! FRIST Editions 2010.
أرسل تعليق