الحركة العلمية في عصر السعديين.. (8)
الهيئة العلمية وآثارها
نذكر هنا على جري العادة ملخص تراجم المشاهير من علماء هذا العصر ونتبعها ببيان أسماء الكتب التي ألفت فيه في مختلف ضروب المعرفة، تتميما للفائدة وإحاطة بالموضوع من جميع جوانبه.
سُقَينُ
هو أبو محمد سقين السُّفياني العاصمي القَصْري أحدُ مشاهير رجال الحديث بالمغرب، روى عن الشيخ زرُّوق وابن غازي وأبي الفرج الطَّنجي وأبي مهدي الموساوي وغيرهم. ورحل إلى المشرق سنة 909 فحجَّ وسمع بمصر من أصحاب إبن حجر كالقَلَقْشندي وغيره، فحصلت له رواية واسعة لم يُحصِّلها غيره ممن كان في وقته، ثم آب إلى السودان ودخل كنو وغيرها فعظمه أهلها وأكبُّوا على الأخذ عنه وبقي يتجول مدةً، ثم رجع إلى لفاس سنة 924 فتولى الخطابة بجامع الأندلس والفتوى وأقبل على قراءة الحديث، حتى توفي سنة 906 وكان قد خرج لضريح مولاي بوسلهام فجلس ذات يوم على شاطئ البحر يقرأ دلائل الخيرات فخرجت فيه إحدى سفن الإفرنج، فقاتل حتى قتل شهيدا مبرورا رحمه الله.
وقيد قيد بخطه كثيرا من فوائد الحديث وجمع كثيرا من الكتب، وكان مشاركا في الطب أقرأ ألفية إبن سينا وعنه أخذها الناس.
يتبع في العدد المقبل..
عن كتاب النبوغ المغربي في الأدب العربي تأليف العلامة عبد الله كنون الجزء الأول، ص: 247 دار الثقافة.
أرسل تعليق