Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

الجنين من المضغة إلى الخلق (2/2)

قال الله سبحانه وتعالى: “فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا اخر فتبارك الله أحسن الخالقين” [المومنون، 14]. ثبت علميا في القرن العشرين أن العظام تنشأ بعد طور المضغة مباشرة ثم تليها العضلات واللحم ثم تظهر ملامح الإنسان على الجنين.

تبدأ العظام في التشكل منذ الأسبوع السابع من الحمل، إذ يتحول تدريجيا قسم من الكتل البدنية للمضغة المخلقة إلى أنسجة غضروفية. يظهر برعم من الميزانشيم -Mezenchyme- في جانبي الطرف العلوي والسفلي، ثم ينمو، وهو محاط بطبقة اكتوديرمية -Ectoderm- التي ستكون الجلد، وتتشكل الأصابع في نهاية كل برعم ثم تتم عملية التغضرف. أما الجمجمة فتتعظم مباشرة دون المرور بمرحلة الغضاريف.

تتكون بعد ذلك خلايا العضلات التي تتجمع مع بعضها وتنموا لتلتف حول العظام، وفي نهاية الأسبوع السابع وخلال الأسبوع الثامن من تلقيح البويضة تأخذ العضلات وضعيتها حول أشكال العظام، فيتصلب البدن ويتميز الرأس من الجذع وتظهر الأطراف، قال الله تعالى: “وانظر اِلى العظام كيف ننشرها ثم نكسوها لحما” [البقرة، 258]. أشارت هذه الآية الكريمة، قبل ألف وأربعة أعوام، إلى العلاقة الوثيقة بين العظام والعضلات حيث جاءت كلمتا “العظام” و “لحما” في القرآن الكريم متتاليتان لإبراز الارتباط الحاصل بينهما من الناحية البنائية والفسيولوجية.

وتظهر أجزاء الجسم الإنساني، في المرحلة الموالية، شيئا فشيئا حتى يصير الجنين خلقا آخر أثناء طور التسوية وهو قوله تعالى: “ثم سواه ونفخ فيه من روحه” [السجدة، 8]، وقوله عز وجل: “ثم أنشأناه خلقا آخر” [المومنون، 14]، أي أن الجنين يصبح بشكل مختلف عن ما كان عليه في الأطوار السابقة من النطفة إلى العلقة إلى المضغة إلى العظام إلى اللحم، ولقد اكتشف علماء الأجنة، أنه لا يمكن التفريق بين أجنة الفقريات إلا بعد الأسبوع السابع أو الثامن حيث يظهر الشكل الموافق لنوع الكائن الحي.

يتحول الجنين في هذه المرحلة الجديدة إلى خلق آخر، حيث تتوازن أحجام أطراف الجسم والرأس وتظهر الأعضاء التناسلية الخارجية، ويتطور الهيكل العظمي ليصبح كلسيا صلبا في الأسبوع الثاني عشر. وتتطور العضلات الإرادية والغير الإرادية، لتبدأ الحركات في هذه المرحلة وتتطور الأجهزة لتقوم بمهامها ويستعد الحميل للحياة بعد الولادة.

وصف القرآن العظيم أطوار خلق الإنسان في رحم أمه وصفا مفصلا شاملا معجزا، وقد استخدم حرف العطف “فـــ” في التطورات السريعة المتلاحقة، وحرف العطف “ثم” في وصف مراحل النمو التي تستلزم زمنا أطول نسبيا.

يستمر الحمل مدة محددة تقارب تسعة أشهر قمرية، 38-40 أسبوعا، قال الله تعالى “فجعلناه في قرار مكين إلى قدر معلوم” [المرسلات، 21-22]، ثم يخرج الحميل من رحم أمه في أبدع صورة  كيف لا وقد مر من مراحل نمو محكمة قدرها مولانا جل وعلا الذي قال في محكم كتابه: “فقدرنا فنعم القادرون” [المرسلات، 23]، وقال سبحانه “فتبارك الله أحسن الخالقين” [المومنون، 14].

المراجع

1. عدنان الشريف، من علم الطب القرآني الثوابت العلمية في القرآن الكريم، دار العلم للملايين، الطبعة الأولى 1990م.

2. نادية الطيارة، موسوعة الإعجاز القرآني في العلوم والطب والفلك، الطبعة الأولى، مكتبة الصفاء أبو ظبي، 2007م.

3. ماهر أحمد الصوفي، الموسوعة العلمية الكبرى، المكتبة العصرية صيدا. بيروت، 2008م.

4. عبد الدائم الكحيل، مجلة أما بعد، العدد الثالث -خاص عن الإعجاز العلمي-، أبريل 2010م.

أرسل تعليق