ابن القطان – المشيخة.. (39)
هذا هو الجزء التاسع والثلاثون من هذه المقالات عن ابن القطان، وهو تتميم لما سبق من الكلام عن مشيخته. وتلك سلسلة أعرض فيها من وقفت له منهم على رواية جملة من دواوين العلم، أو ذُكر له شيء من التآليف فيه، ومن جملة أغراضي من ذلك: استعمالُه بعد الفراغ من جمعه في مناقشة كلام قيل عن ابن القطان، من كونه أخذ الحديث مطالعة. ولست ألتزم هنا بنسق معين في عرض هذه المشيخة، وإنما أجلب منهم من آنَسُ من نفسي أني استفرغت وسعا في جمع مادة ترجمته.
ابن فُلَيْح: أبو محمد عبد الله بن محمد الحضرمي القصري كان حيا سنة (591)
[القسم الخامس]
مرويات ابن فُليح (الجزء الثاني)
أوردت في القسم الرابع من هذه المقالات المخصصة لابن فليح، شَطْرَ الكلام عن نتيجة ما انتهيت إليه من البحث عن مروياته، وذكرت ثَمَّ أنني اضطررت إلى جعل الكلام عن هذه المرويات قسمين، وذلك نظرا لكثرة المادة، وثبات الحيز المخصص لكل مقال من هذه المقالات في جريدة الميثاق، وقد نقلت في المقال الأول نصوص الأئمة الدالة اختصاصه بصحبة إمامين كبيرين هما القاضيان ابن العربي، وعياض، وأشرت إلى ما هو معلوم من كثرة مرويهما في فنون المعرفة، لِأَبْنِيَ على ذلك إشارةً إلى كثرة مرويات ابن فليح، وإن لم أقف على شيء منها منصوصا عليه، واستللت من غنية القاضي عياض أحد عُمَدِه في الرواية جملةً من مروياته في القرآن وعلومه، والحديث وفنونه، وتراجم الرجال، وطبقاتهم، وهذا القسم الثاني صلة لما جلبته في القسم الأول، وإيراد للمنتقى من هذه المرويات في فنون معرفية وعدت بذكره هنا، وهذه الفنون هي: معاجم الشيوخ، الفقه والخلافيات، الأصول، العقائد والنهي عن الحوادت، النحو، اللغة والآداب، المجاميع الشعرية وشروحها، كتب الوعظ والرقاق.
فمن جملة من يروي القاضي عياض من الفهارس والمشيخات: فهرست أبي الليث السمرقندي (373)، وفهرست أبي عبد الله ابن الحذاء (416)، وفهرست عبد الوهاب (422)، وفهرست أبي عمر الطلمنكي (429)، وفهرست أبي عمران الفاسي (430)، ومعجم رجال أبي ذر الهروي (435)، وفهرست مكي ابن أبي طالب (437)، وفهرست السفاقسي (440)، وفهرست أبي عمرو الداني (444)، وفهرست ابن الوليد (448)، وفهرست أبي مروان الطبني (457)، وفهرست ابن عبد البر (463)، وفهرست تصانيف الخطيب (463)، وفهرست عبد الحق الصقلي (466)، وفهرست أبي الوليد الباجي (474)، وفهرست أبي الحجاج الأعلم (476)، وفهرست أبي العباس الدلائي (478)، وفهرست أبي علي الغساني (478)، وفهرست ابن سعدون (485)، وفهرست أبي الأصبغ عيسى بن سهل (486)، وفهرست أبي مروان ابن سراج (489)، وفهرست أبي محمد عبد الله ابن الطلاّع (497)، وفهرست أبي الحسين الطيوري (500)، وفهرست الروياني (502)، وفهرست ابن غلبون (508)، وفهرست أبي علي الصدفي (514)، وفهرست ابن بشتغير (516)، وفهرست أبي عبد الله ابن عتاب، وفهرست ابن أخت غانم (525)، وفهرست أبي عبد الله الرازي، وفهرست أبي طاهر السلفي (576).
ومن جملة من يروي من كتب الفقه والخلاف: المدونة لسحنون (240)، والرسالة لأبي محمد ابن أبي زيد (386)، والتلقين لأبي محمد عبد الوهاب بن نصر (422)، ومسألة الأيمان اللازمة لأبي بكر ابن العربي (453)، والإشراف لابن عبد البر (463)، واختصار الكتب المبسوطة، والبيان والتحصيل، المقدمات وكلها لابن رشد (520)، والوثائق لابن فتحون الأريولي (520)، وتعليق في مسائل الخلاف للطرطوشي (520)، وسبب اختلاف الفقهاء للبطليوسي(521).
ومن جملة من يروي من كتب الأصول: الإشارة، والفصول في أحكام الأصول كلاهما لأبي الوليد الباجي (474)، والبرهان لأبي المعالي الجويني (478)، وكتاب في أصول الفقه للطرطوشي (520)، والبيان لشرح البرهان لمحمد بن مسلم الصقلي (536).
ومن جملة من يروي من كتب العقائد، والنهي عن البدع: الرسالة لأبي بكر ابن الطيب الباقلاني (403)، والتسديد للباجي (474)، والتجريد لأبي بكر المرادي (489)، وأنوار الحقائق وأسرار الدقائق لعبد الغالب السالمي (516)، وأنوار الحقائق وأسرار الدقائق لأبي الحجاج الكلبي (520)، وكتاب في البدع والمحدثات للطرطوشي (520)، والمهاد في شرح الإرشاد لمحمد بن مسلم الصقلي (536).
ومن جملة من يروي من كتب النحو: كتاب سيبويه (180)، والجمل للزجاجي (337)، والإيضاح للفارسي (377)، وشرح الجمل لابن باب شاذ (469)، وشرحها أيضا لابن فضال (479).
ومن جملة من يروي من كتب اللغة والأدب: الأمثال لأبي عبيد القاسم بن سلام (224)، وإصلاح المنطق لابن السكيت (244)، وأدب الكتاب لابن قتيبة (276)، وإصلاح الغلط على أبي عبيد لابن قتيبة276، المقتضب للمبرد (286)، وفصيح الكلام لثعلب291، الزاهر لأبي بكر ابن الأنباري (328)، والأمالي للقالي (356)، ومختصر العين للزبيدي (379)، والفصوص لصاعد (417)، وتقويم اللسان لمكي الصقلي (501)، وشرح أدب الكتاب لأبي محمد البطليوسي (521).
ومن جملة من يروي من مختارات الأشعار وشروحها: كتاب الحماسة لأبي الفتوح الجرجاني (431)، وشرح الأشعار الستة، وشرح حبيب، وشرح الحماسة وكلها للأعلم الشنتمري (476)، وشرح شعر المعري للبطليوسي (521).
ومن جملة من يروي من كتب الوعظ: الرعاية للحارث المحاسبي (243)، وتنبيه الغافلين لأبي الليث السمرقندي (373)، والمصباح والداعي إلى الفلاح لنصر المقدسي (490)، وشفاء الصدور لعبد الرحمن بن عتاب (520)، والمنتقى من كلام أهل التقى لابن خميس.
ومن جملة الأئمة الذين يروي تصانيفهم: أبو إسحاق الشيرازي، وأبو بكر الشاشي، والحميدي، وأبو بكر الطرطوشي.
فهذا غيض من فيض مرويات القاضي عياض، التي دخلت على الأقل جملةٌ صالحة منها فيما حَمَله ابنُ فليح عن شيخه القاضي عياض بالسماع أو الإجازة.
وكما ذُكر ابن فليح بالاعتماد في الرواية على القاضي عياض، ذُكِر أيضا بالاعتماد فيها على القاضي ابن العربي، وله أيضا من التوسع في الرواية، مثل ما للقاضي عياض أو أكثر؛ لأنه صاحب رحلة مشرقية كُبرى، عاد منها مليء الوطاب، قد حَصَّل من وجهته تلك علما وفيراً، ومَسْمُوعَا كثيراً. هذا علاوة على ما لهما من مصنفاتٍ سارت بها الركبان، وتنافس الناس في تحصيلها.
وقد اقتصرت على التنويه بمصنفات ومروياتِ الإمامين الكبرين ابن العربي، وعياض لعظيم محلهما، ونفاسة أوضاعها، وكثرة مرويهما، واعتماد ابن فليح عليهما، وإلا فقد كان له شيوخٌ أُخَر لهم مرويات جليلة، ومصنفات بديعة: فممن جمع بينهما: الإمام أبو الحسن علي بن غالب، ومروياته ومصنفاته كثيرة، ذكرت بعضها في القسم الأول هذه المقالات، ومن ذوي الرواية: أبو الحسن عباد بن سرحان، الذي وصفه ابن الزبير في موضع من صلة الصلة بـ “الراوية”.
وسأعود -إن شاء الله تعالى- في آخر أقسام هذه المقالات الخاصة بابن فليح للكلام على آخر ما تعلق بترجمته، وهي قضية ضبط اسم جده: “فليح”.
يتبع في العدد المقبل..
أرسل تعليق