ميثاق الرابطة |
أعلى
تأسيس “فلسفة إسلامية“، تأسيس “حداثة إسلامية“، تأسيس “اصطلاح إسلامي“، كل هذه الأفكار العظيمة آتت من عقل كامل ومتسع ومؤيد بقين عرفاني قل أن تجد مثله لدى مستهلكي السلعة الفلسفية من موردها الأصلي الغريب عن ثقافتنا ذات الهوية المخصوصة!
ولا يعرف تاريخ الفكر الفلسفي المعاصر لدينا نحن العرب فيلسوف شاع عن كتاباته ومؤلفات، لفظة إسلامية غير هذا الفيلسوف المرموق. فكل كتاباته وأن لم تذكر إلا في القليل ذلك صراحة إلا أنها في فحواها ومحتواها دفاع عن حق الاختلاف العربي والإسلامي على السواء، اختلاف في العقلانية، واختلاف في الحداثة واختلاف حتى في الاصطلاح المنثور بين طيات الكتب الغربية هنا وهناك.
دافع الرجل عن العقل العربي المسلم المختلف، فليست مكوناته المعرفية مثل مكونات نظيره الغربي، وليس منطلقاته كمنطلقات الأخر؛ ولأن العقل هو أداة الفكر فكان لازم عليه الشروع في نقده وتمحيصه ثم إعادة بناءه وتركيبه على أرضية جديدة وخالية من الانتكاسات، الفكرية أو الاصطلاحية.
والعقل عند طه ليس على درجة واحدة وإنما هو درجات، فهناك العقل المستقل عن الدين، وهذا هو العقل المجرد النظري، وهناك العقل المسدد والمؤيد بالدين، وهو على ضربين أو أن شئت قل درجتين: عقلانية مسددة لا تخلو من آفات سلوكية ومعرفية وأخرى مؤيدة، حصيلة التجربة العرفانية، التي خاض غمارها الدكتور طه، وأورثته يقيناً عرفانياً مؤيداً. عرف به ما وراء الحدود وما وراء العقل، وأبصر بنوره الحقيقة في سطوعها، والنور في إشراقه..
يتبع في العدد المقبل..
موقع للتواصل والتفاعل مع أصحاب الفضيلة العلماء، وجمهور المتصفحين للشبكة، وباقي المهتمين بالشأن الديني داخل المغرب وخارجه.
أرسل تعليق