المشروع الفلسفي بين الإبداع والإشراق في كتابات الدكتور طه عبد الرحمن
3. التقويم التراثي والإبداع الترجمي
من أجل إنجاز مشروع الفلسفة العربية الإسلامية الخالصة، لازم أولاً أن نقف على القديم ليس موقف القاطع لرحمه ولا موقف الناقض لبنائه، وإنما موقف الناهض المقوم لتراثه وأرثه، ولا يحصل ذلك إلا بالنقل الصحيح عن المصدر، وليس مجرد النقل فقط، وإنما الإبداع مع النقل. ومسألة التراث تثير العجب لدى مفكرينا، ابتداء من زكي نجيب محمود، وانتهاء بعبد الله العروي وغيره من مفكرين أمثال الجابري وأركون.
4. هدم نموذج الحداثة الغربية وتأسيس نموذج حداثي بديل
نظر الفيلسوف من حوله ومن ورائه فوجد المفكرين متدافعين نحو مسلكين، فهذا يدعو إلى تراثه وأرثه وذاك يدعو إلى حداثة وتجديد وما بين الفريقين كما بين السماء والأرض من بون واتساع. ولست أدرى كيف يتسنى الجمع بين ذلك وذاك!
ولكن طه استطاع أن يفعل ذلك، بعد أن جادت ذهنيته بأفضل ما لديها من أفكار تجديدية وأصلاحية.
فها هو يدعو إلى تقويم التراث القديم ثم تأسيس الحداثة البديلة منتقداً في ذلك أشد الانتقاد نموذج الحداثة الغربية السائد والذي لحس عقول مفكرينا العرب!
يتبع في العدد المقبل..
أرسل تعليق