أبو مدين الغوث
هو أبو مدين شعيب بن حسين الأنصاري، ولد عام 520 هـ بقطنيانة، في الشمال الشرقي من إشبيلية، غادر الأندلس في اتجاه المغرب الأقصى طلبا للعلم؛ لأن وسطه العائلي منعه من تحقيق ذلك في الأندلس..
قال ابن الزيات التادلي في “التشوف إلى رجال التصوف” بسند متصل: “حدثني محمد بن إبراهيم بن محمد الأنصاري -أقول وهو فقيه من كبار تلاميذ الشيخ أبو مدين- قال: سمعت أبا مدين يحدث ببدء أمره ويقول: كنت بالأندلس يتيما، فجعلني إخوتي راعيا لهم لمواشيهم، فإذا رأيت من يصلي أو يقرأ القرآن أعجبني ودنوت منه وأجد في نفسي غما؛ لأني لا أحفظ شيئا من القرآن ولا أعرف كيف أصلي. فقويت عزيمتي على الفرار لأتعلم القراءة والصلاة ففررت.. فذهبت إلى البحر وعبرت إلى طنجة، ثم ذهبت إلى سبتة. فكنت أجيرا للصيادين ثم ذهبت إلى مراكش. فدخلتها وأدخلني الأندلسُ معهم في جملة الأجناد. فكانوا يأكلون عطائي ولا يعطونني منه إلا اليسير. فقيل لي: إن رأيت أن تتفرغ لدينك فعليك بمدينة فاس. فتوجهت إليها ولزمت جامعها، وتعلمت الوضوء والصلاة وكنت أجلس إلى حِلَق الفقهاء والمُذَّكرين فلا أثبت على شيء من كلامهم إلى أن جلست على شيخ ثبت كلامه في قلبي. فسألت من هو، فقيل لي أبو الحسن ابن حِرْزِهم –شخصية مقالنا السابق-.. ثم سمعت الناس يتحدثون عن كرامات أبي يعزى. فذهبت إليه في جماعة توجهت لزيارته..”..
لازم أبو مدين شيخه أبا الحسن علي ابن حِرْزِهم مدة كان يشتغل فيها في أوقات معينة مع النسّاخين ليحصل على قوته، بينما يقضي ليله في طلب العلم. قال الشيخ أبو مدين: “سمعت “رعاية” المحاسبي عن أبي الحسن بن حرزهم”. وكتاب “الرعاية لحقوق الله” للحارث للمحاسبي المتوفى سنة 243هـ كتاب نفيس من تأليف عالم قال عنه عبد الحليم محمود مقدم كتاب “الرعاية” (الطبعة الثانية، دار المعارف): أنه “أثّر باعتباره قدوة وأسوة، وأثّر باعتباره عالما باحثا، وأثَرُه كعالم كان يظهر في دروسه ومناقشاته، ويظهر في كتبه”.. وانتشار كتاب المحاسبي في الأوساط العلمية بفاس يعطي نظرة ولو جزئية عن المحتوى التربوي الذي يُدرُّس بجامعة القرويين زمن أبي مدين، وهذا مبحث مستقل يحتاج إلى عناية كبيرة…
ومن شيوخ أبي مدين بفاس الفقيه أبو الحسن علي بن غالب المتوفى سنة 592 هـ، دفين القصر الكبير، قرأ عليه أبو مدين كتاب “السُّنن” لأبي عيسى الترمذي. ومنهم الشيخ أبو عبد الله الدَّقاق السجلماسي الأصل المدفون بمقبرة باب الجيسة (باب عجيسة) بمحروسة فاس، أخد عنه أبو مدين علم التصوف..
كذلك أخذ الشيخ أبو مدين عن أبي يعزى يلنور بن ميمون دفين جبل إيروجّان بتاغية، وتلميذ الشيخ أبي شعيب السارية مؤسس رباط أزمور، قال عنه أبو مدين: “طالعت أخبار الصالحين من زمن أُوَيس القرني إلى زماننا فما رأيت أعجب من أبي يعزى، وطالعت كتب التذكير فما رأيت كالإحياء للغزالي”، وفي “التشوف” رواية أخرى تقول: قال أبو علي الصواف- وكان قد صحب أبا مدين نحوا من ثلاثين سنة وما فارقه إلى أن مات بقليل-: كان أبو مدين يقول: رأيت أخبار الصالحين من زمان أويس القرني إلى زماننا فما رأيت أعجب من أخبار أبي يعزي وينبغي أن تكتب بالذهب”..
هذا لا شك يؤكد تأثير الشيخ علي بن حرزهم في الفضاء الفكري لعصره فيما يتعلق بنشر كتاب “الإحياء” للإمام الغزالي، وقد كان ابن حرزهم أشد المدافعين عن كتاب “الإحياء” بعدما وافق في بداية الأمر على إحراقه زمن الأمير المرابطي علي بن يوسف بن تاشفين…
استأذن أبو مدين شيخه أبا يعزى لأداء مناسك الحج، وفي عرفة تعرف بالشيخ عبد القادر الجيلاني، والمرجح أن ذلك كان فيما بين 550 و555هـ، فقرأ عليه بالحرم، وكان أبو مدين يعده أفضل مشايخه الأكابر كما جاء في كتاب “شجرة النور الزكية في طبقات علماء المالكية” لمحمد مخلوف.
وقد ذكر العلامة أحمد المقري التلمساني في كتابه “نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب” أن أبا مدين كان يؤثر بعد عودته من المشرق العزلة من أجل العبادة والتأمل.. ومن المرجح أنه اتخذ هذا القرار وهو ببجاية عاصمة الحَمّاديين بالجزائر آنذاك، وقد وصف العلماء والرحالة ما كانت عليه بجاية في القرن السادس من نشاط علمي كبير: إذ “كان الناس على اجتهاد وكان الأمراء لأهل العلم على ما يليق ويراد” كما في كتاب “عنوان الدراية فيمن عُرف من العلماء في المائة السابعة ببجاية” لأبي العباس الغبريني.
مكث أبو مدين ببجاية أكثر من خمسة عشر سنة، وفيها تزوج وأنجب ولدا.. قال الشعراني في “الطبقات الكبرى”: “وولده مدين هو المدفون بمصر بجامع الشيخ عبد القادر الدشطوطي، ببركة القرع، خارج السور، مما يلي شرقي مصر، عليه قبة عظيمة، وقبره يزار”.
وفي بجاية قرأ عليه الفقيه أبو عبد الله محمد بن حمّاد الصنهاجي سنة 581هـ كتاب “المقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى”، ولما قيد كلامه في الشرح في اليوم الأول، قال له الشيخ في اليوم الثاني: “لا أريد أن تقيد عني شيئا مما أقوله في هذا الكتاب” كما ذكر ابن قنفذ في “أنس الفقير وعز الحقير”.
ونقل العلامة الغبريني في كتابه “عنوان الدراية” كلاما لأبي بكر بن العربي مفاده أن الشيخ الحافظ أبا عبد الحق عبد الرحمان الإشبيلي (كان قاضي بجاية بعد سنة 550 هـ ـ وتوفى بها سنة 581 هـ) كان آخى أبا مدين في بجاية، وكان يأتي إلى حلقته وبيته هو والشيخ أبو علي المسلي. هذا لا شك يمدنا بمعلومات نفيسة عن علاقات العلماء في عصر أبي مدين، وطرق انتقال العلم، ومعلوم أن هذا مبحث بالغ الأهمية في مجال سوسيولوجيا المعرفة والأنثربولوجيا التاريخية شغل كثيرا من المستشرقين والأنثربولوجيين كجاك بيرك، ورابينوف، وكليفورد جيرتز، وديل إيكلمان.. وهو مجال معرفي لم تنضج بعد عناصر الاشتغال عليه في الأوساط العلمية المغربية…
ومن تلاميذ الشيخ أبي مدين المرموقين جعفر بن سيدبونة الخزاعي، ذكره لسان الدين بن الخطيب في “الإحاطة في أخبار غرناطة” وقال عنه: “كان أحد الأعلام المنقطعي القرين في طريق كتاب الله، وأولي الهداية الحقة، فذ، شهيرّ (..)، توجب حقه حتى الأمم الداينة بغير دين الإسلام”..
قال العلامة أبو جعفر بن الزبير عند ذكره في كتاب “الصلة”: “أحد أعلام المشاهير فضلاً وصلاحاً، قرأ ببلنسية، وكان يحفظ نصف المدونة وأقرأها، ويؤثر الحديث والتفسير والفقه، على غير ذلك من العلوم. رحل إلى المشرق، فلقي في رحلته جلة، أشهرهم وأكبرهم أبو مدين شعيب بن الحسين المقيم ببجاية، صحبه وانتفع به، ورجع من عنده بعجايب دينية، ورفيع أحوال إيمانية…وحظه من العلم مع عمله الجليل موفور، وعلمه نورٌ على نور. لقيت قريبه الشيخ أبا تمام غالب بن حسين بن سيدبونة حين ورد غرناطة، فكان يحدث عنه بعجائب”. ونص صاحب “الصلة” هذا لاشك نفيس لإتيانه بمعطيات مفيدة حول العلاقات العلمية والفكرية بين المغرب والأندلس زمن أبي مدين، لاسيما وابن الزبير معاصر للأحداث وشاهد عيان على هذه الحياة الثقافية الثرية التي كانت تسود بلاد المغرب..
ويبقى العلامة الشيخ عبد الرزاق الجزولي دفين الإسكندرية أشهر تلاميذ أبي مدين على الإطلاق، قال ابن قنفذ في “الوفيات”: “وهو من أشياخ الشيخ سيدي أبي محمد عبد العزيز المهدوي وأبي البقاء عبد الله”. وتجدر الإشارة إلى أن الشيخ أبا مدين دَرَّس بمدينة بجاية “الرسالة القشيرية” للإمام أبي القاسم القشيري..
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في “مجموع الفتاوى”: “مشايخ الإسلام وأئمة الهدى الذين جعل الله تعالى لهم لسان صدق في الأمة مثل سعيد بن المسيب والحسن البصري وعمر بن عبد العزيز ومالك بن أنس والأوزاعي وإبراهيم بن أدهم وسفيان الثوري والفضيل بن عياض (..) ومن لا يحصى كثرة. إلى مثل المتأخرين: مثل الجنيد بن محمد القواريري وسهل بن عبد الله التَّستُري وعمر بن عثمان المكي ومن بعدهم، إلى أبي طالب المكي إلى مثل الشيخ عبد القادر الكيلاني والشيخ عدي والشيخ أبي البيان والشيخ أبي مدين.. “.. ولما تكلم شيخ الإسلام عن فن سماع القرآن وتدبره قال: “وهذا هو سماع المؤمنين وسلف الأمة وأكابر المشايخ، كمعروف الكرخي والفُضيل بن عياض، وأبي سليمان الداراني، ونحوهم. وهو سماع المشايخ المتأخرين الأكابر، كالشيخ عبد القادر، والشيخ عدي بن مسافر، والشيخ أبي مدين.. رحمهم الله.” (مجموع الفتاوى- المجلد الثالث).
إن موقف ابن تيمية من صاحبنا أبي مدين يعتبر ذا أهمية خاصة في هذا السياق، ذلك أن أحكام القيمة الجاهزة التي تُتَداول في الأوساط غير العلمية صورت شيخ الإسلام بن تيمية كمضاد للصوفية ومحارب لهم بإطلاق، وهذا رأي-في اعتقادي- مخالف للصواب.. إذ ها نحن نرى ابن تيمية يجمع في مقام واحد الحسن البصري والأوزاعي والفضيل بن عياض والتستري والداراني ومعروف الكرخي وعبد القادر الجيلاني وصاحبنا أبا مدين… وهذا هو الأصل في العلماء الصلحاء أمثال شيخ الإسلام الذين يحسنون إنزال الناس منازلهم… وإن كثيرا ممن “ينتسبون” لفكر الشيخ ابن تيمية لا يدركون شيئا من علمه وفلسفته ومقاصده وعقول أغلبهم أفرغ من فؤاد أم موسى…
يلخص الفقيه الشيخ عبد الله التليدي في كتابه “المطرب في مشاهير أولياء المغرب” (الطبعة الثانية، 1987، ص 58) الفضاء الفكري والتربوي الذي عاش فيه الإمام أبو مدين بقوله: “الإمام سيدي أبو مدين الغوث شعيب بن الحسن الأندلسي الفاسي البجائي من كبار تلامذة أبي يعزى، وعلي بن حرازم، وعلي بوغالب ومن شيوخ أبي محمد عبد الرزاق الجزولي – دفين الإسكندرية- وأبي محمد صالح دفين آسفي ولالة فاطمة الأندلسية القصرية وآخرين.. ومن معاصري القطب ابن مشيش والشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي وأبي العباس السبتي دفين مراكش..”
واضح إذن أن الديناميكية العلمية والتربوية التي سادت الغرب الإسلامي خلال القرن السادس الهجري والعلائق الفكرية التي نسجت بين هذا القطر وذاك من أقطار الغرب الإسلامي، ستطبع لا محالة مراحل لاحقة من تاريخ المغرب الفكري عبر تسلسل العلم والصلاح في هذا البلد الكريم الذي ما انقطع فيه النبوغ والإبداع يوما.. وإن إثارتنا لهذه العلائق المباركة التي نسجت وتركبت وتشعبت فوق تراب المغرب مقصده إثارة الانتباه إلى أن تقعيد العلم وتأصيله واستعماله في الحياة يستلزم عملية النسج هذه في كل العصور المتمثلة في تشييد سلاسل لانتقال العلم كمظهر حاسم من مظاهر التحضر والعمران، وهي لا شك تأخذ أشكالا مختلفة حسب السياق والزمان والمكان لكن روحها تبقى هي إبراز مركزية العلم والتعليم في بناء الحضارة..
جانب آخر مهم وغير متداول من حياة وشخصية الإمام أبي مدين الغوث نستشفه من خلال تجربته في بيت المقدس ودوره التربوي والفكري في خدمة قضايا المسلمين بما يشكل تجسيدا فعليا لقيم الصلاح وإشاعة الخير وبث العزائم في النفوس، ويؤكد أن المعاني الإسلامية العميقة المتعالية عن الظهور والقِشْرِية لا محالة باعثة للمواقف الحاسمة والمفصلية في حياة الشعوب… فهاهو صاحبنا أبو مدين وهو الذي صقلت شخصيته بالعلم والصلاح والسياحة وملاقاة الأخيار يبث في محبيه وتلاميذه روح الجهاد في سبيل فلسطين.. وكانت النتيجة المنطقية أن خرج المجاهدون من مدرسة هذا الرجل العظيم أبي مدين شعيب، خرجوا من رباطه ببجاية وغيرها من الحواضر والقرى بعد أن استنفرهم الأستاذ المربي قاصدين بيت المقدس للإسهام في تحرير المسجد الأقصى في معركة حطين الشهيرة سنة 583هـ، تحت إمرة صلاح الدين الأيوبي، وكانوا في طليعة جيشه ..
وقبل وفاة أبي مدين الغوث بسنوات قليلة، أوقف من ماله الخاص قرية “عين كارم” بكاملها بضواحي القدس الشريف، وقرية “إيوان” التي تقع داخل المدينة العتيقة ويحدها شرقا حائط البراق. وقرية “عين كارم من أشهر قرى القدس الغربية، وفيها من العيون ومصادر المياه والأشجار المزروعة والثمار والعنب.. وكل حق يعود لهذه القرية يكون لصالح هذا الوقف. كما أوقف أبو مدين سكنا للواردين من المغاربة ومحلات ومرافق عمومية، وجعل عائدات هذا الوقف خالصة لأهل هذا الحي وجعل شروطاً واضحة لمن تكون له نظارة هذا الوقف، وشروطاً كذلك في طريقة التوزيـع والمستفيدين وما يرتبط بذلك..
جاء في وثيقة الوقف: “أوقفها بأموالها ومياهها وآبارها وسواقيها وسهلها ووعرها ومبانيها وقفا لله يصرف للسابلة من المغاربة المارين والمنقطعين للعلم والجهاد المرابطين على وصية صلاح الدين الأيوبي” وقال في آخرها: “ومن بدل أو غير فالله حسيبه، ومن بدل أو غيّر فلعنة الله عليه والملائكة والناس أجمعين”.
بقيت “عين كارم” أعظم أوقاف الإسلام بفلسطين، وقف الإمام والمجدد أبي مدين شعيب، أكثر من ثمانية قرون صامدة وحامية لبيت المقدس من أضعف جهاته الجهة الغربية، عند باب النبي، حتى جاء ونسفها الاحتلال الصهيوني سنة 1948 واحتلوها بالكامل. وفي 12 يونيو 1967 أصدر موشي ديان قرارا بهدم حي المغاربة…. لقد كان هذا الحي رمزا لتعلق المغاربة بالقدس الشريف، وكان جُلُّهم يمر بالشام بعد إتمام فريضة الحج حتى يحقق أجر الرحلة إلى المساجد الثلاثة، المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى. وكان المغاربة يقصدونه كذلك طلبا للعلم، كما أن الكثير من أعلام المغرب أقاموا هناك لبضع سنوات، كأمثال الشيخ سيدي صالح بن حرازم –عم وأستاذ علي بن حرزهم- المتوفي بفاس أواسط القرن السادس والشيخ المقري التلمساني صاحب كتاب “نفح الطيب”..
ولما شاع أمر أبي مدين وانتشر خبره -وهو بمقامه ببجاية-، طلب يعقوب المنصور الموحدي استقدامه إلى مراكش بعدما قيل له “إنه يُخاف منه على دولتكم…، وله أتباع كُثُر في أغلب البلاد..” واتهم بأنه ادّعى المهدوية، وهي تهمة لها وقع بالغ في بلاط حكام بنيت عقيدة دولتهم على ادعاء مؤسسها الأول المهدي ابن تومرت أنه المهدي – وبعث إليه بالقدوم، -إلى عاصمة الحكم آنذاك مراكش- ليعلم من أمره، فلما تهيأ الشيخ للسفر شق ذلك على أصحابه فارتحلوا به على أحسن حال، حتى وصلوا حوز تلمسان، فظهرت رابطة العُبّاد، فأصابه مرض، وعند وصوله إلى وادي يسر اشتد به الألم وفاضت روحه، وكانت وفاته سنة 594هـ وعمره يفوق الثمانين حسبما ذكره أحمد العلاوي المستغانمي في كتابه “المواد الغيثية الناشئة عن الحكم الغوثية”.
رحم الله أبا مدين الغوث
والله الموفق للخير والمعين عليه
-
بالفعل مقال متميز دكتور جمال
وأود أن أسألك عن أبي مدين وإسهامه في الحركة الصوفية؟
فهل من معلومات؟؟
التعليقات