وسائل إثبات النسب أو نفيه في ظل التطورات البيولوجية المعاصرة.. (12)
[الضوابط الفقهية للإنجاب المشروع في حالة التلقيح الصناعي]
اشترط الفقهاء مجموعة من الشروط لصحة اللجوء إلى التلقيح الصناعي وهذه الشروط هي:
1. أن يتم التلقيح بين زوجين في حال قيام عقد الزوجية، ويترتب على الأخذ بهذا الشرط: عدم جواز التلقيح بعد انفصام عرى الزوجية بالطلاق وعدم جواز التلقيح بعد انتهاء عقد الزوجية بالموت، إذ من المعلوم أن عقد الزوجية ينتهي بالموت أو الطلاق؛
2. أن لا يكون هناك طرف ثابت يشارك في عملية تكوين الجنين عن طريق النطفة أو البويضة أو الرحم؛
3. اتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة لعدم اختلاط النطف وعدم الاحتفاظ بالمني في الثلاجات، بل إجراء التلقيح فور أخذه من الزوج وإعطائه للزوجة؛
4. أن تقوم بهذا التلقيح امرأة طبيبة مسلمة ثقة، فإن لم يتيسر ذلك فطبيبة غير مسلمة، فإن لم يتيسر فطبيب مسلم ثقة، فإن لم يتيسر فطبيب غير مسلم[1]..
أساليب التلقيح الصناعي[2].
1. حالة قيام الزوجية؛
الأسلوب الأول: حيث يؤخذ ماء رجل متزوج، ويحقن في رحم زوجته حتى تلتقي النطفة التقاءا طبيعيا بالبويضة التي يفرزها مبيض زوجته، ويقع التلقيح بينهما ثم العلوق إلى جدار الرحم بإذن الله كما في حالة الجماع الطبيعي.
وهذا الأسلوب جائز شرعا لأنه راعي الضوابط الفقهية حيث إنه في حال قيام الزوجية، وبين الزوجين أنفسهما مما يترتب عنه عدم اختلاف الأنساب.
والأسلوب الثاني: حيث يؤخذ ماء الزوج وبويضة من مبيض زوجته فتوضعان في اختبار طبي بشروط فيزيائية معينة حتى تلقح نطفة الزوج بويضة زوجته في وعاء الاختبار، ثم بعد أن تأخذ اللقيحة بالانقسام والتكاثر تنقل في الوقت المناسب من أنبوب الاختبار إلى رحم الزوجة نفسها صاحبة البويضة لتعلق في جداره وتنمو وتتخلق ككل جنين، وهذا الأسلوب جائز من الناحية الشرعية لأنه يتم بين زوجين في حال قيام الزوجية بينهما..
يتبع في العدد المقبل…
———————————
1. محمد علي البار “القضايا الخلقية” مرجع سابق، ص: 57. محمد فاروق النبهان.
محمد فاروق النبهان “الضوابط الفقهية للإنجاب المشروع في الشريعة الإسلامية” مطبوعات أكاديمية المملكة، مرجع سابق، ص: 175.
2. اعتمدنا في ذكر هذه الأساليب على الدراسات الموجودة بمجلة أكاديمية المملكة المغربية في ندوة “القضايا الخلقية الناجمة عن التحكم في تقنيات الإنجاب“، مرجع سابق. وكتاب “فقه النوازل” لأحمد بكر أبو زيد، بالإضافة إلى ما نشرته جريدتي ” المسلمون وأخبار العالم الإسلامي ” وقد قمنا بترتيبها وتصنيفها.
أرسل تعليق