وجاج بن زلّو اللمطي
يعرف العلامة محمد المختار السوسي في كتابه “من خلال جزولة” الفقيه المُربي وجاج بن زلّو اللمطي بأنه “أكبر عالم تحرير وفقيه ورع كما وصفه شيخه أبو عمران.
جدير بأن يكون تلميذا لأبي عمران الفاسي المتخرج بالباقلاني في بغداد. وناهيك بمن يرتضي عبد الله بن ياسين أن يجثم بين يديه بعدما أخد عن فطاحلة الأندلس في مفتتح القرن الخامس الهجري، وهل يجثم إلا بين يدي من ليس دون أولئك الفطاحل”.
يحقق الأستاذ أحمد التوفيق في هامش بكتاب “التشوف” لابن الزيات التادلي اسم علامتنا بقوله: “أكاك بجيم مصرية عليها فتح وشد وجيم مصرية أخرى في الأخير عليها سُكون معناه في لسان صنهاجة والتوارك: الشخص المُلِمُّ بالقرآن ومبادئ الدين. فيكون واجاج بالأمازيغية هو ابن الطالب”.
وقد كان سيدي وجاج من تلامذة أبي محمد بن تيسييتْ بأغمات قبل قيام المرابطين، وكان من بين طلبة هذا الشيخ الذين قاتلوا برغواطة، هكذا في “الأنيس المطرب بروض القرطاس” لابن أبي زرع، والإستقصا للناصري، و”إيليغ قديما وحديثا” للعلامة المختار السوسي، وفي هذا الأخير إشارة إلى عقب سيدي وجاج بسوس.. وفي “طبقات الحضيكي” أنه ابن زلوان.
وقد خص الأستاذ محمد جنبوبي في كتابه “الأولياء في المغرب” وَجّاجاً بن زلّو بدراسة مفيدة قال فيها: “سيدي وجاج من مشاهير أولياء سوس، يوجد ضريحه متوسطا بقرية محاذية للساحل الأطلسي، قرية تردد صيتها كثيرا في كتب التاريخ كمعقل حافل بالأحداث والوقائع.. إنها مدرسة أكلو (قرب تيزنيت) المحتضنة لإحدى أوائل المدارس الدينية في المغرب، إن لم نقل بأولاها خلال فترة ما بعد الفتح الإسلامي..
قرية أكلو التي اشتهرت في التاريخ المغربي بكونها النواة الأولى لانطلاق الدعوة إلى تأسيس إحدى أعظم وأقوى دول المغرب، الدولة المرابطية التي شكل رباط أكلو نقطة انبعاثها.
لكن هل يعتبر رباط أكلو المنطلق الفعلي لانطلاق دولة المرابطين أم رباطا آخر أسسه وجاج بن زلّو اللمطي ودرس فيه عليه عبد الله بن ياسين قبل تأسيس مدرسة أكلو؟
لقد أثرت هذه المسألة العلمية نظرا لتضارب آراء الباحثين حولها، ولأنها مرتبطة بظروف موضوعية تاريخية ومجالية لاشك أن إضاءة بعض جوانبها ستسهم في توضيح جوانب أنتروبولوجية مهمة تخص الحركة الإصلاحية لسيدي وجاج بن زلّو اللمطي..
ففي ترجمة وجاج بن زلّو في كتاب “التشوف إلى رجال التصوف” لابن الزيات التادلي نقرأ أنه “من أهل سوس الأقصى، رحل إلى القيروان فأخذ عن أبي عمران الفاسي، ثم عاد إلى سوس فبنى بها دارا سمّاها بدار المرابطين لطلبة العلم وقراء القرآن، وكان المصامدة يزورونه ويتبركون بدعائه وإذا أصابهم قحط استسقوا به”. أما ابن أبي زرع، صاحب “الأنيس المطرب بروض القرطاس” فيقول أن وجاج بن زلّو كان مستقرا بنفيس. ويؤكد هذا الكلام قول صاحب “التشوف”: “أصاب الناس جدب بنفيس فذهبوا إلى وجاج بن زلّو اللمطي وهو بالسوس”، مما يوحي بأن علامتنا كان له مستقر بنفيس قبل أن يرتحل إلى قرية أكلو.. ولا نعرف هل كان ابن الزيات يقصد مدينة “نفيس” التي تحدث عنها أصحاب المسالك والممالك وهي منقرضة، أم يقصد وادي نفيس في مجراه الأسفل قبل التقائه بتانسيفت، وهو محل عمارة إلى اليوم (هامش من “التشوف” ط2، 1997، ص: 90).
ولا يخفى ما لهذه المسألة من تأثير على سير الأحداث التي أدت إلى نشوء دولة المرابطين؛ لأن أهمية سيدي وجاج التاريخية تبدو ملامحها الأساسية في التأثير البيّن في الأسس التي قامت عليها هذه الدولة خصوصا عبر العلاقة الشهيرة التي ربطت علامتنا بتلميذه عبد الله بن ياسين متزعم حركة المرابطين.. وقصة التقاء الأمير الصنهاجي يحي بن إبراهيم الجدالي بالعلامة أبي عمران الفاسي سنة 427ﻫ الذي بعث معه رسالة إلى سيدي وجاج –تلميذه- وما قام به هذا الأخير من انتداب عبد الله بن ياسين لمهمة مرافقة الأمير الصنهاجي إلى الصحراء، تطرقنا إليها في مقالنا السابق حول أبي عمران الفاسي…
أما العلامة ابن خلدون فيذكر في كتابه “العبر” أن وجاج بن زلّو اللمطي استقر بسجلماسة بعد عودته من دراسته العلمية بالقيروان؛ وقد تبنى الأستاذ الحسين جهادي الباعمراني هذا الرأي في دراسته: رحلة دراسية إلى المدرسة العتيقة: سيدي وجاج (أعمال الدورة الرابعة للجامعة الصيفية –أكادير، 1991)، إذ يرجح انطلاقا من كون وجاج بن زلّو اللمطي المحفز على قيام المرابطين من خلال رسالته الداعية إلى الجهاد ضد الظلم، سيضطر إلى مغادرة سجلماسة (وهذا يؤيد قول ابن خلدون) في اتجاه قبيلة لمطة بسملالة التي توجد بها إلى اليوم مكان تنسب إلى وجاج، وبعد ذلك انتقل إلى أكلو لتأسيس مدرسة بها، ويكون عبد الله بن ياسين قد درس عليه بسجلماسة تبعا لذلك…
أما الأستاذ المهدي بن محمد السعيدي في كتابه “المدارس العتيقة وإشعاعها الأدبي والعلمي بالمغرب: المدرسة الإلغية بسوس نموذجا”، فيعتمد على إشارة بعض المصادر إلى استقرار وجاج بن زلّو بنفيس ليخلص إلى أن الشيخ وجاج استقر بنفيس قبل انتقاله إلى سوس، واجتمع عليه عدد كبير من الطلبة، كان منهم عبد الله بن ياسين، وهناك زاره يحي بن إبراهيم الجدالي وناوله رسالة أستاذه أبي عمران الفاسي، ويدل على ذلك قول أبي عمران للجدالي: “إني أعرف ببلد نفيس من أرض المصامدة فقيها حاذقا ورعا..” (روض القرطاس لابن أبي زرع). ثم انتقل وجاج بن زلّو من نفيس (قرب أغمات) إلى أكلو التي بنى فيها رباطه، حسب رأي المهدي السعيدي، ويكون عبد الله بن ياسين قد تلقى العلم على أستاذه وجاج بنفيس، ولم ينتقل الشيخ إلى أكلو إلا بعد ذهاب تلميذه ابن ياسين إلى الصحراء عام 430ﻫ…
وأرى أن القيمة المضافة لهذا الرأي نستشفها من المصدر الذي اعتمد عليه الأستاذ المهدي السعيدي وهو كتاب “القبلة” لأبي علي صالح بن أبي صالح الذي أورد معلومات بالغة الأهمية عن صاحبنا وجاج الذي قال عنه أنه “ولد على الأرجح فيما بين 350 و360ﻫ؛ إذ أدرك ابن أبي زيد القيرواني المتوفى عام 386ﻫ وأخذ عنه، ثم بعد وفاة ابن أبي زيد تتلمذ لأبي عمران الفاسي فترة طويلة.. ولما عاد وجاج أدراجه من القيروان في بداية القرن الخامس على الأرجح، عرج على أغمات وريكة حيث وجد من سبقه من زملائه ممن أخذوا من القيروان من أمثال يعلى بن مزلين وداود بن يملول تحت إمرة الشيخ المتصوف لأبي محمد بن تِيسْيِيت الذي كان يتزعم حركة المرابطة بأغمات، وكان يفرق مريديه على الرباطات القريبة لدعوة الناس إلى الخير، وكان من حظ وجاج الاستقرار برباط على وادي نفيس إلى الغرب من أغمات”.
وخلاصة القول، كما يقول العلامة المختار السوسي في “من خلال جزولة”، أن تلك المهمة الفذّة التي أسّست مدرسة في جوف البادية وملإها بالطلبة هي الحياة التي يجب أن يعرف بها سيدي وجاج بن زلّو، وكفى بها مفخرة دائمة وأحدوثة خالدة… بالإضافة إلى أنه واحد من الذين لهم اليد والإسهام الأولين في تأسيس المذهب المالكي في المغرب وتوطيده عبر التأثير الكبير الذي كان لشخصه، ثم لمدرسته في المسار الديني للدولة المرابطية..
توفي سيدي وجاج بن زلّو اللمطي سنة 445ﻫ حسبما ذكره عبد الله الروداني في هامش على كتاب إيليغ قديما وحديثا للمختار السوسي دون ذكر مصدره في ذلك.
والله الموفق للخير والمعين عليه
-
شكر الله لكم سعيكم وجهدكم المتواصل في التعريف برجال البلاد الذين لا زال نور علمهم بضيئ افهامنا وقلوبنا,فضلا اريد ان اعرف اسم الرجل بالشكل وكذلك بعض المراجع التي نجد فيها تاريخ المغرب
-
بارك المولى فيكم، وفيما تقدمون من تعاريف لشيوخ، ومن بينهم جدنا وجاج..
فجزاكم الله عنه خير الجزاء، وجعل توابكم في أعلى عليين..
الياس اللمطي -
الشكر الجزيل للفقيه المؤقت بمدرسة وكاك بأكلو
-
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم يا من جعلت صلاة على النبي من القربات نتقرب إليك بكل صلاة صليت عليه من أول نشأة إلى ما لا نهاية للكمالات. أول وقبل كل شيء، وبعد كل شيء، فالشيء بالشيء يذكر، علينا أن نعرف قيمة منطقة سوس ليس من خلال الجبال أو المناظر الطبيعية لها، بل ما لعبته مدارس سوس في تكوين علماء العظام والمربيين الأفذاذ.
-
الكاتب المحترم
أريد معرفة شيء عن داود بن يملول وعن قبيلة ايت املول
أنتظر الرد
شكرا -
السلام عليكم إخوتي
بارك الله فيكم لما تقدمونه من معلومات قيمة عن السلف
لدي طلب أرجو منكم المراسلة من أجل النسب فأنا منذ مدة وأنا أبحث عن جذور نسبي وهو اللمطي. -
في تيزنيت يوم 27 ماي 2010
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهأود أن أشكركم على ما تقدمونه لهذا الجيل من خدمة حول معرفة العلماء والصالحين والمربون الأفذاذ،
أبت نفسي إلا أن أكاتبكم هذه السطور لأقول لكم كثر الله من أمثالكم، وشكر الله سعيكم وتقبل منكم صالح الأعمال منا ومنكم.
والسلام عليكم -
الاحتفاء بالذكرى الألفية لمدرسة وكاك حلم طالما راود مجموعة من الفعاليات المهتمة بالشأن الثقافي المحلي باكلو البلدة المحتضنة لهذه المدرسة العلمية العريقة.
وكان كبير قصدهم من ورائه هو ذات القصد الذي كان وراء سهرهم على تنظيم مجموعة من الأنشطة في نفس السياق في مناسبات سابقة شهد لها الجميع بالنجاح، كحفل تأبين الفقيه سيدي أحمد شاعري الزيتوني، واليوم الدراسي حول الفقيه سيدي محمد بن الحسن الباز، واليوم الدراسي حول المؤرخ الإكراري، وهو تنشيط الحقل الثقافي المحلي والعمل على إعادة البريق والإشعاع الثقافي إلى بلدتهم كما كان شأنها عبر التاريخ، ولجعلها في مستوى التمثل والصورة التي اكتسبتها على الصعيد الإقليمي والوطني والدولي، وقطبا ثقافيا، دينيا وفكريا وعلميا، كما عرفت على مر العصور في كل البقاع والأصقاع القريبة منها والبعيدة.
تمخضت الفكرة، فكرة الاحتفاء بالذكرى الألفية لمدرسة وكاك عن لقاءات بين الأستاذ جامع بنيدير والدكتور مولاي مبارك لامين، هي تلك التي كانا فيها بصدد الإعداد للأنشطة المذكورة آنفا، وهذه شهادة للتاريخ المحلي لأكلو في حق هذين الفاعلين الثقافيين بالمنطقة.
ولم تكن مجرد فكرة يتناولانها في دردشاتهما فحسب ، بل شرعا في الترويج لها والعمل على تفعيلها وإخراجها إلى حيز الوجود بمعية فعاليات أخرى مهتمة بالشأن الثقافي المحلي بالبلدة، فكانت مساعدتهم على تحقيقها من التوصيات التي رفعوها من خلال اللقاءات السابقة إلى الجهات الوصية على الشأن الثقافي بالإقليم، ومن مسلسل عملهم في نفس السياق إخبارهم للفقيه الحسين وكاك بها بصفته رئيسا للمجلس العلمي الإقليمي لتيزنيت، ثم تأكيدهم لعزمهم على أجرأتها من خلال وفد ضم عددا من الفاعلين المحليين تلاه توجيههم إليه طلبا عن طريق فدرالية الجمعيات بأكلو لالتماس الرعاية السامية من صاحب الجلالة محمد السادس نصره الله لمشروعهم الثقافي هذا.
لم يبد الفقيه أمام حاملي هذا المشروع كبير اهتمام به آنذاك، حتى تفاجأ الجميع بتبنيه لفكرته وتراميه عليها ونسبتها إلى نفسه وإلى جمعية علماء سوس وتهميشه لأصحابها الشيء الذي استغربه الجميع.
هكذا إذن انتقلت فكرة الاحتفاء بالذكرى الألفية للمدرسة الوكاكية من أحضان بلدة أكلو وأحضان الفعاليات المهتمة بالشأن الثقافي بها إلى أحضان جمعية علماء سوس متبنيتها الحالية.
والفعاليات هذه إذ تثمن هذا العمل وتباركه، فهي تتقدم بالشكر الجزيل إلى جمعية علماء سوس لتحقيقها لحلمها ولفكرتها وإخراجها إلى الوجود.
. -
لدي ملاحظة حول الصورة المرفقة بالموضوع، حتى لا يظن البعض أنها رباط أو ضريح وكاكـ، أود الإشارة فقط إلى أنها لدفين بلدة إكرار بأكلو وهو عبد الرحمن التومناري أصلا الإكراري دارا رحمه الله.
-
أستاذي الفاضل السيد المهدي السعيدي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
سعدت كثيرا بتعقيبكم العلمي الجيد والمفيد الذي أعتبره إثراء للبحث العلمي، كما أنوه بدعوتكم لنا الإطلاع على دراستك بمجلة التاريخ العربي التي بها مزيد بيان حول تلاميذ بن أبي زيد القيرواني الذين استقروا بأغمات، واستدراك على ما ترى أن محقق التشوف قد وهم فيه حينما نقل على صاحب كتاب القبلة في الهامش 24 من التشوف(حسب الطبعة الثانية 1997)…
إلا أنني أود أن أشير للأمانة العلمية أن الترتيب المنهجي الذي اعتمدت عليه في كتابك القيم بخصوص تعريج سيدي وجاج بن زلو اللمطي على أغمات بعد عودته من القيروان وترتيبكم للهوامش، يوحي للمستدل بكتابك أن التصريح بأن ” وكاك بن زلو اللمطي كان مع رفقائه من تلامذة ابن أبي زيد القيرواني تحت إمرة محمد بن تيسييت يجاهدون البورغواطيين” هي قول صاحب كتاب القبلة والهامش 43 في الصفحة 26 من كتابكم يشير إلى ذلك بينما تنسب إلى محقق التشوف في الهامش 44 تدقيقا مفاده أن الشيخ المتصوف أبي محمد بن تِيسْيِيت ” كان يتزعم حركة المرابطة بأغمات، وكان يفرق مريديه على الرباطات القريبة لدعوة الناس إلى الخير، وكان من حظ وجاج الاستقرار برباط على وادي نفيس إلى الغرب من أغمات".
بينما يكتفي الهامش24 بكتاب التشوف بالقول ”وقد كان وجاج من تلامذة أبي محمد بن تيسييتْ بأغمات قبل قيام المرابطين، وكان من بين طلبة هذا الشيخ الذين قاتلوا برغواطة (كتاب القبلة:16)”، وعليه فإني اعتمدت على كتابكم وعلى كتاب التشوف متحريا الدقة في النقل علما بأنني لم أطلع على كتاب القبلة الذي اعتمدتموه أنتم ومحقق التشوف وجاء تعقيبكم هذا ليستدرك على الموضوع…بقيت مسألة تتعلق بقولكم ”أما محمد بن تيسييت فقد نقل عنه صاحب كتاب القبلة خبرا عن أولية تأسيس مسجد بأغمات وهو المعروف الآن برباط شاكر” وهذا مخالف لما نقله محقق كتاب التشوف عن كتاب القبلة في الهامش36 ص 52 من التشوف بأن يعلى بن مصلين (يزلين) تلميذ أبو محمد بن تيسييت هو الذي بنى مسجد رباط شاكر وليس شيخه، وهذا في إعتقادي أصوب إذا علمنا أن رباط شاكر الذي تنسب إليه بلدة سيدي شيكر بمنطقة أحمر بعيد عن مدينة أغمات التي أسس بها أبو محمد بن تيسييت مسجدا أظنه مسجدا آخر غير مسجد رباط شاكر.
ولكم مني حضرة الأستاذ فائق التقدير والإحترام
جمال بامي -
حضرة الأستاذ جمال بامي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
فشكرا جزيلا على هذه الدراسة الموجزة المفيدة حول وكاك بن زلو اللمطي، وهذه المحاولة الثرية لبيان مكان أخذ تلميذه عبد الله بن ياسين عنه، خاصة اعتمادكم على كتابي المتواضع المدارس العتيقة بالمغرب الذي تناولت فيه هذه المسألة وحاولت على قدر فهمي الفصل فيها، وأود هنا أن أصحح مسألة سبق لي تأكيدها انسياقا مع ما جاء في هامش كتاب التشوف إلى رجال التصوف، تحقيق الأستاذ أحمد التوفيق، فقد ورد أن وكاك بن زلو اللمطي كان مع رفقائه من تلامذة ابن أبي زيد القيرواني تحت إمرة محمد بن تيسييت يجاهدون البورغواطيين، بينما الصحيح أن رئيسهم كان بتوجيه من الشيخ القيرواني هو يعلى بن مزلين ( بزاي مفخمة) ثم غيره من بعده، أما محمد بن تيسييت فقد نقل عنه صاحب كتاب القبلة خبرا عن أولية تأسيس مسجد بأغمات وهو المعروف الآن برباط شاكر، وقد وهم المحقق في هذا الأمر، ولمزيد من البيان أرجو مراجعة مقالي في مجلة التاريخ العربي العدد 49 بعنوان: حركة الإصلاح المالكي في المغرب في القرن الخامس الهجري ودور وكاك بن زلو خلالها، وذلك على الرابط التالي:
http://esaidi.blogspot.com/2009/09/blog-post.html
كما انوه إلى أن جمعية علماء سوس ستنظم خلال أيام 26-27-28 مارس ندوة دولية بمناسبة الذكرى الألفية لمدرسة وكاك يشارك فيها باحثون من المغرب وغرب إفريقيا، ويتناولون بالدراسة والتحليل حياة وكاك ودوره في توحيد الغرب الإسلامي ونشر مذهب مالك.
والسلام
التعليقات