نماذج من المعاهد والمجمعات التعليمية الموحدية
استهلالا أشكر كل القراء الأوفياء على تعليقاتهم المحفِّزة والداعمة التي تُثلج صدورنا، وتنوِّر لنا الطريق، وتدفع بنا للاستمرار في المساهمة مع جريدتنا الإلكترونية الرائدة “ميثاق الرابطة”، ونزولا عند رغبتهم سأبذل قصارى جهدي للاستمرار في التعريف والتذكير بتاريخ بلادنا الأبية وحضارتها المشرقة، من أجل مد جسور التواصل مع الماضي، والاقتباس منه وبناء الحاضر المشرق، وأخذ العبر من حضارة متميزة ما زالت تنطق بعلومها، وفنونها، ومعمارها، وعلمائها وعالماتها، وفقهائها وفقيهاتها، وصلحائها وصالحاتها عبر العصور المختلفة التي عاشتها منطقة الغرب الإسلامي التي ننتمي إليها؛ وفي هذا النطاق سأتحدث في هذا العدد عن اعتناء الموحدين بالمعاهد العلمية، والمجمعات العلمية، والمكتبات، حرصا منهم على نشر العلم بين مختلف شرائح المجتمع، واهتماما منهم بالعلماء على اختلاف مشاربهم ومداركهم.
لقد أسس الخلفاء الموحدون المعاهد والمدارس للتعليم بمراكش وفاس وباقي مدن المملكة حرصا منهم على التعلم والتثقيف لكل شرائح المجتمع، وبسَّطوا المساطر لكل من أراد ولوج هذه المعاهد والمؤسسات التعليمية للنهل منها والجلوس إلى علمائها الراسخين في العلم المبرَّزين في التعليم والتربية، ولقد حرص الموحدون على استجلاب العلماء إلى حضرتهم وحشدهم، سواء في بلاطهم أو في المعاهد من أهل كل فن من فنون المعرفة وخاصة أهل علم النظر منهم؛ حيث كانوا يدققون في اختيار العلماء المدرسين واختبار كفاءتهم ومدى تمكنهم وتوسع مداركهم ومشاربهم.
ومن المجمعات العلمية التي تفردت بها مدينة مراكش عاصمة ملك الموحدين عن باقي عواصم المغرب وإفريقية والأندلس، “مُجمَّع الطلبة” أو ما يطلق عليه “بيت الطلبة” الذي وضع لبنته الأولى الخلفة عبد المؤمن الموحدي، وهو بيت يُذكِّر “ببيت الحكمة” الذي كان ببغداد على عهد المأمون العباسي، وكان محضنا لأهل العلم من أصليين وطارئين جدد، مما سيسهم في تنوير العقول وتفتُّح الأفكار، واتساع المدارك عند المغاربة الذين وصلوا الدرجات العليا من الثقافة العلمية، والفضل كل الفضل يرجع إلى الموحدين أصحاب “مملكة الطلبة” حسب تعبير ابن صاحب الصلاة[1] ، الذين ازدهرت المعارف على عهدهم الزاهر بما أسسوه من معاهد ومدارس في إفريقية والأندلس.
ولقد كان للموحدين مناهج مختلفة في التعليم حسب تنوع مراكز التعليم بالمغرب، فكان هناك منهاج للمدارس التي توسعوا في بناءها في المغرب والأندلس، ومنهاج للجوامع التي كانت تحف بها مملكتهم الشاسعة، وآخر للتعليم الإجباري الذي ابتكره الخليفة عبد المؤمن كما سبقت الإشارة إلى ذلك، أما بالنسبة للجوامع التي كانت مشهورة في العهد الموحدي وكانت تلقى بها الدروس ويتلقى فيها العلم، فكانت هناك جامع القرويين العتيدة بمدينة فاس، وجامع مدينة سبتة السليبة، وجامع مدينة مكناس، وجامع مراكش المدينة التي أصبحت عاصمة علم ثانية، مما دفع البعض بتسميتها بغداد المغرب في ذلك العهد؛ بالإضافة إلى مدينة فاس العاصمة العلمية الأولى التي اجتمع فيها علم القيروان، وعلم قرطبة على حد تعبير المراكشي صاحب كتاب “المعجب”[2].
كانت العادة عند الموحدين أن لا ينتصب للتدريس في الجوامع الكبار إلا من انتهت إليه المهارة والرسوخ في العلم والدين في وقته، فيلقون دروسهم ويجيزون الطلبة المتفوقين بإجازات ما زالت بطون الأمهات من الكتب والمصادر المختلفة تشهد بها على عظمة العصر الموحدي الزاخر بالعلم والعلماء، وكانت الدراسة مزدهرة بجامع القرويين مفخرة المغرب وأيقونته المضيئة، ومن مظاهر جامعة فاس الموحدية ارتفاع عدد الرحالين إليها لأخذ العلم بها عما كان عليه الحال في العهد المرابطي، ونذكر من الأندلسيين الراحلين للدراسة بفاس الموحدية على سبيل المثال عبد الحق بن خليل السكوني، وعبد الرحمن بن عفير الأموي الإشبيلي (ت580هـ)؛ ولقد كان لهذه الرحلات العلمية المتبادلة بين المغرب والأندلس أثرا واضحا في توسيع الحياة العلمية والفكرية وإثرائها، ولعل من أبرز مظاهر ذلك تلك الأعداد الهائلة من العلماء الذين حفل بهم هذا العصر الذهبي من تاريخ الغرب الإسلامي مقارنة بالعصور السالفة.
ومن مظاهر رعاية الدولة الموحدية للعلم والعلوم المختلفة تلك المجالس العلمية أو المجامع العلمية التي كان يعقدها خلفاء وأمراء وولاة الموحدين، ويدعى إليها علماء فطاحلة كبار في مختلف العلوم من المغرب والأندلس، وكان هذا العَلَم لا يسمح له بحضور هذه المجالس إلا بعد أن ينظم له امتحان في العلم الذي يجيده لتحقق من مستواه العلمي، وتتميز هذه المجامع العلمية التي كان يعقدها خلفاء الموحدين بكونها كانت حافلة بالمذاكرة، والمناظرة في أنواع العلوم بين علماء وأدباء، وأطباء وفلاسفة، وكانت هذه المناظرات تفتتح بإلقاء مسألة من العلم يلقيها الخليفة بنفسه، أو يلقيها بعد إذنه بعض الحاضرين في هذه المجالس العلمية؛ كما كانت هناك مجالس الأمراء كمجالس الأمير يحيى بن يوسف بن عبد المؤمن التي كان يحضرها جهابذة العلماء كعبد الواحد المراكشي صاحب كتاب “المعجب” المؤرخ الذائع الصيت، ومجالس الأمير عثمان بن عبد المؤمن في غرناطة سنة (548هـ) والذي جمع حوله نخبة من علماء الأندلس منهم الأديب والكاتب محمد بن ابراهيم بن فرقد (ت572هـ)، وابن طفيل الطبيب والفيلسوف (ت581هـ)، والحافظ بن الجد (ت586هـ) الذي وصفه ذو الوزارتين ابن الخطيب السلماني في حفظ الفقه بكونه بحرا يغرف من محيط.
والجدير بالذكر أن “فن المناظرات” كان قد ظهر ونمى وازدهر خلال الفترة الموحدية، وكان أول مناظر عند الموحدين إمامهم المهدي بن تومرت الذي كان يناظر علماء المرابطين ويفحمهم بحججه العقلية والنقلية، ثم ارتقى “فن المناظرة” في عهد عبد المؤمن الذي كانت فترته فترة جدال طويل بين الموحدين وبين علماء المالكية حيث كفل الموحدون حرية الرأي وسمحوا بها بين الناس، ولقد ظهرت هذه الحرية بالعدوة الأندلسية أكثر من غيرها في كثرة المناقشات والمجادلات في شؤون العلم عامة، وحول أراء المهدي بن تومرت خاصة.
اهتمام الدولة الموحدية بالكتب والمكتبات
قامت الدولة الموحدية على أساس العلم كما هو معلوم إذ أن مؤسسها محمد بن تومرت نشأ طالبا للعلم محبا له، محفزا عليه باقي أتباعه المخلصين، وعند استقرار دولتهم كان نشر العلم وتعميمه أبرز السمات التي اشتهرت بها الدولة الموحدية طول عمرها، ولقد كان عبد المؤمن وابنه يوسف وحفيده يعقوب من كبار العلماء، فحضوا الناس على التعلم، وعقدوا المجالس العلمية في قصورهم، وأحاطوا أنفسهم بمشاهير العلماء والأدباء والمفكرين، وشجعوا ولاتهم في الأقاليم على إنشاء هذه المجالس العلمية وإكرام العلماء وطلبة العلم؛ ومن بين ما اهتم به الخلفاء إنشاء المكتبات والخزائن العلمية سواء في قصورهم أو في الأماكن العامة، وتزويدها بمختلف الدرر العلمية التي كانت تصدر في جميع أنواع العلوم والفنون، فالخليفة يوسف بن عبد المؤمن (558-580هـ) مثلا اشتهر بأنه من جامعي الكتب وخزنها في الخزانات العلمية، وكان شغفه وحبه لاقتناء الكتب يتعدى جمع الكتب المتوفرة على الساحة إلى الاقتراح بتأليف كتب في مواضيع معينة، كاقتراحه على الفيلسوف أبي الوليد بن رشد (ت595هـ) أن يصنف كتابا يشرح فيه فلسفة أرسطو، وكان لا يفوته أن يستعرض مع جلسائه المؤلفات التي ألفت في عصره، ويأمر باستنساخ ما كانت خزانته الخاصة تحتاجه منها، فيشجع بذلك الناس على اقتنائها والإطلاع على قيمتها العلمية؛ كما سار الخليفة يعقوب المنصور (580-595هـ) على نفس منوال أبيه وجده عبد المؤمن فشجع التأليف ونشر الكتب، وراقب الحركة التأليفية عن كثب، حيث كان يسأل عن المؤلفات الجديدة التي ظهرت في أطراف مملكته الشاسعة أو في مناطق أخرى، ويأمر بنسخها ويودعها خزانته التي كان يحرص أن تزخر بالدرر والنفائس التي امتاز بها العصر الموحدي الزاهر.
والملفت للنظر أن الأمر لم يكن مقتصرا على الخلفاء الموحدين وحدهم في الاهتمام بالخزانات العلمية والعمل على ازدهارها، بل تعداه إلى ولاتهم على الأمصار الذين كان لهم الفضل الكبير في تنشيط الحركة العلمية عن طريق إنشاء المكتبات في قصورهم، فعلى سبيل المثال لا الحصر تذكر المصادر والمراجع المعتمدة أنه “من الولاة الموحدين في الأندلس الذين اهتموا بإنشاء المكتبات في قصورهم أبو ابراهيم إسماعيل بن عبد المؤمن الذي ولي إشبيلية من قبل أخيه أبي يعقوب يوسف.. فقد كانت له خزانة كتب كبيرة حرص على تزويدها بمختلف الكتب في كافة فروع العلم، وقد رتب فيها عددا من النساخ تفرغوا لنسخ ما يريده من كتب لإيداعها في هذه الخزانة، وكان على رأس هؤلاء النساخ أبو القاسم عبد الرحمان بن عبد الله بن عفير (ت580هـ)”[3].
ولقد كان لاهتمام ولاة الأندلس من بني عبد المؤمن وأحفاده دورا كبيرا في رعاية الجوانب العلمية انعكاسا للاهتمامات العلمية التي عرفوا بها خلال هذا العصر الذهبي، كما كان للمكتبات التي أسسوها وحرسوا على توسيعها في قصورهم دورا في توفير الكتب لطلاب العلم ومحبي العلوم، وهذه المكتبات إن كانت خاصة وأقل عمومية من مكتبات المساجد إلا أنها خدمت الحركة العلمية ونشطتها لأنها كانت مفتوحة لكبار العلماء والأدباء؛ ومن أشهر المكتبات على هذا الشكل تلك التي أنشأها والي غرناطة من قِبل أبي يعقوب الموحدي يوسف بن محمد بن ابراهيم (ت596هـ).
بلغت قيمة المكتبة عند الموحدين الذروة لاعتنائهم بها وإشرافهم بأنفسهم على مقتنياتها حيث وصفها أديب المغرب العلامة سيدي عبد الله كنون رحمه الله بالغنى والثراء قائلا: “فالمكتبة المغربية في هذا العصر كانت من أغنى المكتبات بالمؤلفات النادرة، وزادها غنى ما كان يضعه المؤلفون كل يوم من الكتب المفيدة في مختلف العلوم، فكانت ثروتها لا تزيد على مر الأيام إلا كثرة..” [4]، فتضخمت المكتبة المغربية لهذا العهد الزاهر وامتلأت بالنفائس من الذخائر فأصبحت تضاهي المكتبة الأندلسية إبان ازدهارها؛ ومما يدل على عظمة المكتبات آنذاك أن “قسم الفلسفة من مكتبة يوسف اجتمع فيه قريب مما اجتمع للحكم بالأندلس.. وكان بمدينة مراكش وحدها من دكاكين الكتبيين مائتا دكان لبائعي الكتب المخطوطة.. وقد جاءت تلك الكثرة الفائقة من العناية الكبرى التي كانت للمغاربة، وفي مقدمتهم الخلفاء الموحدون الذين كانوا مضرب الأمثال في الاهتمام باقتناء الكتب وتملكها”[5].
ولقد بلغ هذا الاهتمام بالكتب والمكتبات إلى حد نزع ملكية المكاتب من أصحابها خشية ضياعها مع تعويضهم عنها والاحتفاظ بها في مكتبتهم من أجل صيانتها والاعتناء بها، كما كان لاهتمام الخلفاء بجمع الكتب حافزا وباعثا على حرص العلماء الذين يعيشون في كنفهم على إهداء ما يؤلفونه لهم لإيداعه في خزائنهم، وتذكر المصادر أنهم كانوا يتسابقون في هذا الإهداء لعلمهم بحب الخلفاء للعلم وللجديد الذي يصدر في مختلف ضروب المعرفة، كما كانت الكتب أيضا ترد على شكل هدايا من الخلفاء الذين عاصروا الدولة الموحدية في مختلف المعمور، كالقائد الباسل صلاح الدين الأيوبي (564-579هـ) الذي أهدى للخليفة يعقوب المنصور (585-595هـ) مصحفين كريمين من أجل وضعهما في خزانته العامرة.
إن عناية خلفاء وأمراء الدولة الموحدية بالمكتبات والخزانات العلمية لم يكن محصورا فقط في إنشائها وجلب الكتب المتنوعة إليها وحث الناس على النهل منها، بل تعداه إلى تنظيمها تنظيما محكما يبعدها عن كل فوضى عن طريق وضعهم لما يسمى ب: “خطة الخزانة العلمية” أو “خطة القيم على الخزانة العلمية” التي تذكر المصادر والمراجع المعتمدة أنها كانت من الخطط الجليلة لدى الموحدين، لا يتولاها إلا عِليَّة أهل العلم وأكابرهم ومن له خبرة ودراية بالكتب والمكتبات، فعلى سبيل المثال استدعى أبو يعقوب يوسف بن عبد المؤمن ابن الصقر الأنصاري (ت569هـ) من مدينة غرناطة وكان قاضيا عليها، وجعله مشرفا على خطة الخزانة العلمية حيث أهلته خبرته في ترتيب الكتب وتنظيمها إلى ذلك، إذ كان يملك مكتبة خاصة به فريدة من نوعها تتحدث عنها المصادر الغميسة، بالإضافة إلى كونه كان أحسن العلماء نظرا في كثير من العلوم، واستنسخ للمكتبة عدة مجلدات ضخام[6]؛ فاستدعاء العلماء من لدن الخلفاء الموحدين لم يكن فقط من أجل المناظرات وحضور المجالس العلمية بل كان أيضا من أجل القيام بمهمة تحت مظلة الدولة، أو لاصطحابهم في غزواتهم من أجل استفتائهم والاستئناس برأيهم، وكذلك من أجل إقراء الجند، ومن هؤلاء العلماء المبرزين الذين صحبوا الجيوش الموحدية إلى إفريقية في عهد المنصور الفقيه محمد بن ابراهيم الأنصاري ابن الفخار (ت590هـ)، والفقيه نجبة بن يحيى الرعيني الإشبيلي (ت591هـ) رحمهم الله جميعا.
ثمة عبر كثيرة –أيها الفضلاء- يمكن لنا اقتباسها من هذه المقتطفات العلمية التي اقتطفتها من بساتين الحضارة الموحدية المغربية والأندلسية، أهمها الاهتمام بالعلم والعلماء، والمعاهد العلمية والمكتبات، مع تكوين جيل يعشق العلم ويبحث عنه سواء في بطون الكتب النفيسة التي تزخر بها بلادنا ولله الحمد والشكر، أو من ينابيعه الفياضة الموجودة بيننا ولله الحمد والمنَّة..
والله من وراء القصد ويهدي السبيل
————-
1.انظر: عبد الملك بن صاحب الصلاة، المن بالإمامة على المستضعفين، تحقيق عبد الهادي التازي، ص: 122، ط: 3، دار الغرب الإسلامي، بيروت: 1987م، وانظر: حسين بن القطان، نظم الجمان لترتيب ما سلف من أخبار الزمان، تحقيق محمد علي مكي، ط: 1، دار الغرب الإسلامي، بيروت: 1990م.
2.انظر: عبد الواحد المراكشي، المعجب في تلخيص أخبار المغرب، تحقيق محمد العريان ومحمد العربي العلمي، ص: 238، ط:7، الدار البيضاء: 1978م.
3.يوسف العريني، الحياة العلمية في الأندلس في عصر الموحدين، ص: 136، مطبعة الملك عبد العزيز، الرياض: 1995م.
4. سيدي عبد الله كنون، النبوغ المغربي، 1/161-162، ط: 2، دار الكتاب اللبناني، بيروت: 1961م.
5.سيدي محمد المنوني، العلوم والآداب والفنون على عهد الموحدين، ص: 278، ط:2، مطبوعات دار المغرب للتأليف والترجمة، الرباط: 1972م. وانظر: لنفس المؤلف، حضارة الموحدين، ط: 1، دار توبقال، الدار البيضاء، 1989م.
6.انظر: سيدي عبد الله كنون،المرجع السابق، 1/163-164. وانظر: أنخل جنثالت بالنثيا،تاريخ الفكر الأندلسي، ترجمة حسين مؤنس، ط:1 ،مكتبة النهضة المصرية، القاهرة: 1955م.
-
السلام عليكم ورحمته تعالى وبركاته
أشكر الدكتورة على مواضيعها الجيدة ، لكن ندعوها للتحقق من بعض الأشياء خاصة فيما يخص التهميش، حيث أوردت في مقالك عن المعاد عند الموحدين أن ابن صاحب الصلاة أورد كلمة مملكة الطلبة، وأوردتي ص 122، لكن في الحقيقة لا وجود لها في تلك الصفحة والطبعة بالذات، كما اوردت في نفس التهميش ابن القطان، دون تحديد الصفحة .
-
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،
بداية أشكر الأستاذة الدكتورة علية الأندلسي على مقالاتها المفيدة التي تنور بها عقولنا وتذكرنا بواجباتنا نحو وطننا الغالي، ونتفق معها بكون العلم يبحث عنه وتشد له الرحال، وبالفعل علينا أن نحبب شبابنا في هذه العلوم الموروثة، وفي حضارتنا الرائعة التي تحاول الدكتورة جاهدة أن تذكر بها من أجل أخذ العبر والدروس منها، فبارك الله في جهودها؛
وأقول للأخ نور الدين غالب أن يرجع إلى مقالاتها التي شاركت بها منذ العدد: 3 من "ميثاق الرابطة" ليقف على مدى اعتمادها على مصادر ومراجع الفقه المالكي خصوصا عند تطرقها للفقه والفقهاء، وأثير انتباهك يا أخي أن موضوع هذا العدد حول "المعاهد والمجاميع العلمية في الحقبة الموحدية"، نشكرك أستاذتي المجتهدة ونطلب منك المزيد من العطاء، فنحن عطشى لمثل مواضيعك التي تصيغينها بأسلوب يجعلنا بالفعل نتتبعها ونقتبس منها عبرا ودروسا تفيدنا في حب الوطن والتضحية في سبيله، أو ما يسمى بمصطلح العصر "المواطنة"…
فحياك الله من مدينة رباط الفتح التي تحدثت عنها وعن حضارتها كثيرا في مقالاتك السابقة؛
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. -
السلام عليكم
أشكركم على هذه المقالة الجيدة التي تؤرخ لحقبة تاريخية للمغرب الحبيب، كما أشكر الرابطة على ما تبذله من جهود جبارة في خدمة الأمة.
لذا التمس منكم أن تدعموا هذا البحث بالمصادر الأصيلة للمذهب المالكي
وشكرا -
السلام عليكم..
أشكر الدكتورة الأندلسي على مواضيعها التي تشارك بها مع جريدة "ميثاق الرابطة" التي عرفناها من خلالها والشكر لله المنان، ونتفق معها على طول الخط بأن بلادنا تزخر بالأطر العلمية الكُفأة التي يمكن الاعتماد عليها، كل ما هو مطلوب هو تجميع جهود هذه الأطر والاستفادة من خبرتها، كما أشارت إلى ذلك الأستاذة الكريمة عند تعليقها على الأستاذ أحمد ديدي عضو الرابطة المحمدية للعلماء الذي يشارك -مشكورا- بتعليقاته القيمة على مقالاتها المفيدة التي تخترق العقول؛
ألتمس من فضيلة الدكتورة الأندلسي أن تطعم مقالاتها بنكهة الفقه المالكي المغربي الأندلسي- وهي المتخصصة فيه- حتى نستفيد من طريقتها المتميزة في معالجة الأمور العلمية، ولها أفضل الجزاء..
والشكر موصول لكل المسؤولين… -
السلام عليكم ورحمة الله
بداية أتقدم بشكري الخاص لفضيلة الدكتورة المجتهدة السيدة علية الأندلسي على مقالاتها الهادفة التي يستفيد منها العديد من الطلبة الباحثين والمحبين للحضارة المغربية الأندلسية العريقة، تحية وشكر أوجهه لك من "أغمات ومراكش" التي أمتعتنا بالتذكير بمكانتها العلمية والتاريخية طيلة مشاركاتك مع الجريدة الإلكترونية المتميزة "ميثاق الرابطة"، وأؤكد لك أن لك قراء كثر يعشقون كتاباتك الموثقة التي تصيفينها بالبسيطة تواضعا منك، وإن لم يكتبوا لك نعليقات على مقالاتك العلمية المتميزة، ألتمس منك أيتها الفاضلة أن تستمري في إمتاعنا وتثقيفنا وتحصيننا ضد سلبيات العولمة بمشاركاتك العلمية الدقيقة الهادفة مع ميثاق الرابطة التي نشكر كل من يشرف عليها، وأقول لك أنك قد بلغت وأجدت وأفدت كل من يفهم الخطاب التنويري الهادف الذي بربط الفرد بوطنه وحضارته، فنحن لا نأخذ فقط العبر من مقالاتك بل أهم شيء هو أنك تربطيننا بوطننا وتحيين فينا روح المواطنة والاجتهاد..
فشكر الله مساعيك أيتها الفاضلة التي عرفناها من خلال جريدة "ميثاق الرابطة" والتي نشكر كل من يشرف عليها وفي مقدمتهم السيد أمين عام الرابطة المحمدية للعلماء، والسيدة رئيسة التحرير الأستاذة عزيزة بزامي. -
بسم الله الرحمن الرحيم
حياكم الله أيها الفضلاء الكرام، حرصت أن أشكر بنفسي الأستاذ الفاضل أحمد ديدي عضو المكتب التنفيدي للرابطة المحمدية لعلماء المغرب على تعليقاته العلمية القيمة التي أضافت معلومات جد نفيسة لمقالي المتواضع، وأبانت عن فكر عميق وتكوين دقيق للأستاذ الكريم، وهم نتحمل مسؤوليته أجمعين تجاه تاريخ وحضارة بلادنا الأبية؛ فشكر الله لك أيها الفاضل اهتمامك، وتفاعلك مع المشاركات العلمية البسيطة التي من خلالها أجتهد لكي أمرر خطابا هادفا تنويريا، وفي نفس الوقت أذكر بحضارة أجدادنا الميامين من أجل أن نقتبس منها، ونأخذ منها العبر والدروس التي تفيدنا في بناء حضارة معاصرة تتفاعل مع مستجدات العصر دون أن تكون ضد ثوابت بلادنا؛ وأتفق معك أيها الفاضل في كوننا بحاجة الأن لجمع جهود الكفاءات العلمية المخلصة ببلادنا من أجل التصدي للرياح الجارفة التي يفرضها عصر التكنولوجيات أو بمعنى أدق عصر العولمة الرهيب:GLOBALISATION
شكري موصول لمنبر "ميثاق الرابطة" ولكل من يساهم في هذا العمل العلمي الهادف، وفي مقدمتهم أستاذنا المخلص المجتهد فضيلة العلامة الدكتور سيدي أحمد عبادي سلمه الله. -
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعينتواصل خلاق مع التراث العلمي لدولة الموحدين في العمل والعطاء، ومع رجال علموا أن العلم هو سلم الرقي والرخاء، وبقلم عاشق للكتب ومدارس العلم والمكتبات، والتراث يؤرخ لحركة المكان داخل الزمان في ماض عريق تخطى حدود الزمان والمكان ليقول للدنيا أجمع هذا العلم أن مكاني ليس في الجامعات في فاس ومراكش وقرطبة وسبتة فقط، وإنما امتد إلى كافة نشاطات المجتمع الموحدي والعربي آنذاك.
والدولة الموحدية استطاعت بسرعة فائقة أن تتحول في غرب العالم الإسلامي إلى منارة علمية وثقافية، خرجت أجيال وراء أجيال، تصل القارئ المعاصر بتراثه وحضارته ليحيا في نفس الوقت عالم اليوم والغد المتسارع الخطا.
والأستاذة الدكتورة علية الأندلسي في موضوعها الرائع تسعى بكتابتها هذه أن تكون جامعة مفتوحة منطلقها الرئيسي هو التغيير والتجديد، وهما الوقود المتصل للعمل، وبالتجديف الدائم ضد التيار من أجل استمرار التقدم إلى الأمام.
والحديث عن مراكز العلم والمكتبات ومناظرات العلماء في البلاط الموحدي والذي شمل كل بقعة على امتداد هذه الدولة العظيمة، لكسح ركامات الجهل والتخلف والأمية؛ ولأن المطلوب اليوم هو العمل السريع الحاسم، والالتحاق بالحضارة الإنسانية في الشكل والمضمون والوظيفة وبخصوصية الإسلام.ويعلم الله أن الأمة في عصرها اليوم في زمن معجل لا يأذن في الوقوف، ولا يطرب للحسرات، زمان حي متدفق، والماضي بالنسبة لها ذكرى وعبرة ودرس للغد الزاهر بإذن الله، والدنيا كما قيل معارك في حساب الرجال.
والتاريخ الموحدي وغيره محكمة عادلة، القاضي الذي يحكم فيها هو إنجازاتهم التي خلدوها من بعدهم، والمتهم حاضر تقطعت به السبل.
والاعتزاز بالتراث من أهم مميزات الشخصية الباحثة عن الحق والحقيقة، ونحن نعلم أن العاقبة للمتقين العاملين، وأن فجر النصر حليف الصالحين المصلحين مهما طال ليل الغفلة والركود والخمود.
والله تعالى ما خلقنا لنعيش في أحضان الجهل والعبث ولكن أرشدنا إلى العلم لأنه أساس للدنيا والدين، والموحدون من خلال البحث والدرس أضافوا وجددوا وابتكروا، فكان ذلك النتاج الحضاري الإسلامي الأصيل في سائر المعارف الإنسانية وصدق الله العظيم إذ يقول: {وإذا سألك عبدي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليومنوا بي لعلهم يرشدون} البقرة الآية 186.
والدولة الموحدية بلغت ما بلغته يوم وقفت مع حرية العلم والعلماء، إذ علمت أن ماعدا ذلك، فكله مضيعة للوقت والجهد، وهذه التطورات العلمية والتكنلوجية المتسارعة اليوم كأنها تقول لما نريده أن نسأل الكل ماذا تتركون للأجيال المقبلة، بعد هذا السبات الطويل؟ لا شك أن يكون الجواب من الجميع هو تكوين نهضة فكرية وعلمية وثقافية، للقضاء على بذور التخلف والجهل والأمية.
وعلى هذا المنوال فالموحدون كانت حركة البحث العلمي منتعشة عندهم، ومرهونة بقدر معقول من حرية الرأي واحترام وجهات النظر الأخرى والتسامح وسعة الصدر، بينما الباحث عندنا يعيش حالة اغتراب وقلق.
والأمة اليوم في حالة انتقال، وهي بحاجة إلى شيء تلتقي فيه الكفاءات ومجمع العلماء ومراكز للإشعاع العلمي تحقق لمجتمعاتنا احتياجاتها، وتخطط لها اتجاهات تطورها، وترسم مستقبلها، تزودها بذوي الاختصاص والمهارات وبفهم حقيقي لواقعها، والسير بعزيمة ومن خلال غلبة لا جلبة، فكفانا من هذه المحنة العلمية المتعثرة المليئة بالشواهد العاكسة للواقع المحزن الذي تحياه أمتنا….
التعليقات