نبات السنا
Cassia senna angustifolia
يتواجد ببلادنا ما لا يقل عن ستة أصناف من نبات السنا، وإذا كان يعرف بأسماء مختلفة عبر العالم إلا أن أشهرها هو “سنا مكة“؛ لأن موطنه الأصلي مكة المحرمة، أما محليا فيسمى “سنا حرام” واسمه العلمي هو Cassia senna angustifolia وهو مستمد من العربية. كان استخدام نبات السنا شائعا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم حيث ورد ذكره في عدة أحاديث، فقد رواه إبراهيم بن أبي عبلة قال سمعت عبد الله بن أم حرام؛ وهو ممن صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في القبلتين، يقول: “عليكم بالسنا والسنون فإن فيهما شفاء من كل داء إلا السام” قيل يا رسول الله، وما السام؟ قال: الموت”، وأخرج ابن السني وأبو نعيم في الطب النبوي عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لو كان في شيء شفاء من الموت لكان في السنا“.
إن نبات السنا عبارة عن شجيرة خشبية يصل ارتفاعها عادة إلى مائة سم، ساقها متفرعة، أوراقها مركبة ريشية تتكون من زوجين إلى سبعة أزواج من الوريقات، أزهارها تظهر على شكل عناقيد ذات لون أصفر إلى برتقالي. ثمارها قرنية تشبه ثمار الفاصوليا جلدية الملمس تحتوي بداخلها على البذور. الجزء المستخدم هو الوريقات المجففة والثمار.
تحتوي الوريقات والبذور على مواد فعالة مثل أنترسينوزيدات بنسبة 2 إلى 3 بالمائة، وسينوزيدات، وفلافونيات، وبولي سكريد. وقد تتكون مادة الديانترون التي تسبب ألما معديا ومعويا إذا تعرضت تلك الأوراق لسوء الحفظ.
يزخر نبات السنا بفوائد علاجية متنوعة تعرف عليها الأطباء العرب منذ القدم فقد قال الموفق عبد اللطيف البغدادي في الأربعين الطبية ونقلها عنه ابن القيم والسيوطي “السنا دواء شريف مأمون الغائلة، وقريب الاعتدال؛ لأنه حار يابس في الدرجة الأولى، يسهل الصفراء والسوداء، ويقوي جرم القلب، وهذه فضيلة شريفة فيه، وخاصيته النفع من الوسواس وتشنج العضل وانتشار الشعر، ومن القمل والصداع العتيق (المزمن) والجرب والبثور والحكة، وإذا طبخ في زيت وشرب نفع من أوجاع الظهر والوركين“. وقال الرازي “السنا والشاهترج يسهلان الأخلاط المحترقة وينفعان من الجرب والحكة” وقال عنه ابن البيطار “إذا خلط بالحنا فإنه يسود الشعر وأجوده المكي، ينفع من الشقاق العارض في البدن وينفع من الصداع المزمن ومن البثور والحكة” وقال عنه داود الأنطاكي”السنا تبقى قوته سبع سنين وهو حار يابس يسهل الأخلاط ويستخرج اللزوجات من أقصى البدن وينقي الدماغ من الصداع ويذهب البواسير وأوجاع الظهر“.
وقد أجمع العلماء ومختلف الباحثين في مجال العلاج بالنباتات الطبيعية في الوقت الراهن على أن من أكبر فضائل نبات السنا العلاجية كونه ملين جد فعال؛ فهو يصلح في حالات الإمساك المزمن. ومن جهة أخرى يستعمل نبات السنا لعلاج أمراض الجهاز الهضمي بصفة عامة كحالة عسر الهضم، وفقدان الشهية، وأمراض الكبد والطحال وفقر الدم، والصفراء، كما يستعمل في حالات النزلات الشعبية، والصداع وآلام الظهر، إلى جانب هذه الخصائص يمتاز السنا حرام بمفعول مضاد لبعض أنواع الفيروسات والبكتيريا والفطريات..
المراجع:
1. سنن ابن ماجة، كتاب الطب، حديث رقم: 3448.
2. طارق جمعة، عبير جمعة، الأعشاب جمال وصحة، الدار العربية للعلوم، الطبعة الأولى 2006.
3. عبد الحي السجلماسي، الأعشاب الطبية في المغرب، نشر الفنك، الطبعة الخامسة 2008.
4. جابر بن سالم موسى القحطاني، موسوعة جابر لطب الأعشاب، العبيكان، الطبعة الثانية 2008.
5. زغلول النجار، الإعجاز العلمي في السنة النبوية، نهضة مصر، الطبعة الرابعة 2010.
أرسل تعليق