مولاي علي الشريف، قطب تافيلالت ورمزها الشامخ.. (7)
[عن استقرار مولاي علي الشريف بسجلماسة]
فلما رجع من الحج باع له بني مداسن بقية أصولهم من ربط الحجر إلى الوادي جوار أهل مركَونة، فبنى الزاوية المعروفة بالحجر، وبنى قصرا على شاطئ الوادي قبالتها، فسكن فيه عاما واحدا، فلقب أبو عام. وباع له أولاد بن ربيعة بلادهم السرير المعروفة الآن بأدباغ وعربية وأخنوس ثم المدرسة الكبيرة وسوق الحشف قرب قصر أولاد أبي البركات المنباتي. ثم باع له بني مداسن قصورهم بتاوريرت وأصولهم ما بين تاسقلابت الشرقية وحطحاطة ومن سملال إلى منتهى حرب الواحة، فبنى قرب تاوريرت زاويتين مقربتين، فاسكن فيها ولده السيد الحسن ولد السيدة نجمة الحبشية وبقي رضي الله عنه يتردد في زواياه بالمصلح وتاحسنونت والحاج علي وقصره المعروف بأبوعام وكان أحب الأماكن عنده تغمرت.. فوجه رضي الله عنه أمواله لشراء الأصول وأكد على وكيله ألا يشتري له إلا في الجهة الشرقية عن مدينة سجلماسة لغلاء الأصل منها ولأن أهل المدينة أهل حاضرة ولهم جنات بالجهة الغربية يسمونها الرياضات ما بين النهرين يجعلون دورا ببساتينهم، فإذا قصدوها صباحا يستديرون الشمس وعند المساء يستديرونها مبيتا، فسوى في هذه الأملاك خلاف الأملاك الشرقية التي تستقبل الشمس صباحا ورواحا.
ويرد صاحب الجيش العرمرم تفاصيل أخرى عن هذا الموضوع حيث يقول: “مولانا علي المعروف بالشريف منه تفرقت وتكاثرت فروع المحمديين وكان رجلا صالحا مجاب الدعوات كثير الأوقاف مجاهدا حاجا ذا همة سامية وأحوال مُرضية. رحل في بعض الأوقات إلى فاس وسكنها مدة طويلة، وكان سكناه منها بالمدينة المعروفة بجزاء ابن عامر من عدوة القرويين، وترك هناك دارا وأقام مدة بقرية صفرو وخلف بها عقارات وأثارا هي بها إلى الآن. وأقام مدة ببلد جرس “تيعلالين” على مرحلتين ونصف من سجلماسة وترك بها مثل ذلك“..
يتبع في العدد المقبل..
أرسل تعليق