من مظاهر عناية المغاربة بفن الشمائل المحمدية
الشمائل جمع لشمال، والخلق والشمال: خليقة الرجل. وفي الاصطلاح: “ما أثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من صفات خلقية وخلقية” من هنا فإن فن الشمائل يتناول كل ما يتعلق بأوصافه صلى الله عليه وسلم البهية وصفاته السنية.
ويعد الإمام المحدث أبو عيسى الترمذي (تـ279هـ)؛ رائد فن الشمائل بلا منازع، فقد رزق كتابه الموسوم بـ: “الشمائل المحمدية والخصائص المصطفوية” من القبول ما قل نظيره، فطار صيته وانتشرت نسخه بين الناس شرقا وغربا، وعكف علماء الأمة- منذ تأليفه إلى اليوم- على دراسته وشرحه وتحليله والتعاليق عليه، فكان للمغاربة النصيب الأوفر في العناية بهذا الكتاب فقفوا الأوقاف والكراسي العلمية لتدريسه كما أبدعوا في شرحه وتلخيصه.
أعمال المغاربة على الشمائل المحمدية:
• “أنجح الوسائل إلى فهم الشمائل”[1] لشهاب الدين ابن حجر الهيتمي؛
• “طرر على شمائل الترمذي”[2] لعبد الرحمن بن محمد العارف الفاسي (تـ1036هـ)؛
• “الزهر الندي في الخلق المحمدي” لمحمد بن عبد الرحمن الدلائي (تـ1141هـ)؛
• دلالة الهائم الكئيب على أطلال ربوع الجبيب للعلامة عمر بن عبد العزيز الكرسيفي (تـ 1214هـ) وهو مختصر لشمائل الترمذي؛
• “شرح الشمائل”[3] لعبد الرحمن بن زكري الفاسي (1144هـ)؛
• “شرح الشمائل”[4] لمحمد بن أحمد الحريشي (تـ1202هـ)؛
• “حاشية على شمائل الترمذي”[5] لمحمد بن الطيب الشركي الفاسي (1170هـ)؛
• “شرح الشمائل”[6] لأبي العلاء إدريس بن محمد العراقي الفاسي (تـ1183هـ)؛
• “إشراف الوسائل برواة شمائل الترمذي”[7] لمحمد بن الطيب القادري الفاسي (1187هـ)؛
• “عون الطالب السائل على فهم الأثرين المختوم بها الشمائل” لمحمد بن أحمد بن المكي بن أحمد بن علي السوسي (تـ1369هـ)؛
• “تعليق على شمائل الترمذي”[8] لمحمد التادوي بن سودة المري الفاسي (1209هـ)؛
• “شرح الشمائل”[9] لمحمد بن أحمد بناني فرعون فاس (تـ1261هـ)؛
• “وسيلة الفقير المحتاج في شرح شمائل صاحب اللواء والتاج للترمذي” وهو المسمى: “شرح شمائل الترمذ”[10] لمحمد بن بدر الدين بن الشاذلي الحمومي (تـ 1266هـ)؛
• “حاشية شمائل الترمذي”[11] لعبد الرحمن التغرغرتي السوسي (1276هـ)؛
• “الفوائد الجليلة البهية على الشمائل المحمدية للترمذي”[12] لمحمد بن قاسم جسوس الفاسي (تـ 1182هـ)؛
• “شرح الشمائل”[13] لإبراهيم التادلي (1311هـ)؛
• “شرح الشمائل “[14] لأحمد بن الطالب بن سودة المري الفاسي (1321هـ)؛
• “روض الأزهار في الشمائل النبي المختار”[15] لعبد السلام بن أحمد العمراني الفاسي (تـ 1332هـ)؛
• “حوشي على شمائل الترمذي”[16] لعبد الكبير بن محمد الكتاني الفاسي (تـ 1333هـ)؛
• “مفتاح الشمائل المحمدية للترمذي”[17] لمحمد بن محمد التهامي جنون الفاسي (1333هـ)؛
• “نظم الشمائل والسيرة المصطفوية” لعبد الحفيظ بن الحسن العلوي السلطات (تـ 1356هـ)؛
• “شرح الشمائل”[18] لأبي الشتاء بن الحسن الصنهاجي الفاسي (1365هـ)؛
• “المستخرج على الشمائل المحمدية للترمذي”[19] لأحمد بن محمد بن الصديق الغماري (تـ 1380هـ)؛
• “شرح الشمائل”[20] لمحمد عبد الحي بن الكبير الكتاني (تـ 1382هـ)؛
• “الفتوحات الإلهية في أحاديث خير البشرية تشفى بها القلوب الصدية” للسلطان العالم سيدي محمد بن عبد الله العلوي (تـ 1204هـ).
كتب الشمائل في فهارس وإجازات المغاربة
ومما يمكن تسجيله أيضا هو الحضور القوي لكتب الشمائل في فهارس العلماء وتداول أساندها في إجازاتهم ومروياتهم، فهذا العلامة الووكدمتي في إجازته لأحمد بن عبد الله الصوابي يروي “الشمائل للترمذي” من طريق شيخه العياشي عن شيخه أبي بكر السكتاني وعبد القادر الفاسي بسندهما[21]، كما نجد القاضي عبد الرحمن التمنارتي في كتابه “الفوائد الجمة” يروي بسند شيخه يحيى الحاحي كتاب الشمائل للترمذي.
وفي أماكن أخرى نجد أسانيد المغاربة على هذا الكتاب مختلطة بأسانيد المشارقة.
كتب الشمائل في الخزائن العلمية العامة والخاصة بالمغرب
تزخر بطون الخزائن العلمية الخاصة والعامة بالمغرب بالعديد من نسخ كتب الشمائل، ويتضح أن “شمائل الترمذي” هو الأكثر رواجا بهذه الخزائن، وقد تفنن النساخ في زخرفة نسخ هذا الكتاب، كما عمل سلاطين وعلماء المغرب على تحبيس نسخه على العديد من هذه الخزائن العلمية، وخاصة خزانة القرويين بفاس التي تعج بنسخ عليها تحبيسات بعض سلاطين المغرب، ومن جملة النسخ التي وقف عليها الأستاذ عبد الحميد العلمي بخزانة القرويين بفاس[22] نذكر:
• نسخة من كتاب الشمائل تحت رقم 2351 من تحبيس السلطان عبد الله العلوي سنة 1156هـ؛
• نسخة أخرى تحت رقم 299 من تحبيس السلطان مولاي عبد الله العلوي كذلك؛
• نسخة أخرى تحت رقم 224 من تحبيس السلطان مولاي المهدي اليزيد بن سيدي محمد بن عبد الله أواخر عام 1204هـ؛
• نسخة أخرى تحت رقم 3202 من تحبيس السلطان مولاي عبد الله العلوي عام 1156هـ؛
• نسخة أخرى تحت رقم 2837 من تحبيس السلطان أبي الربيع سليمان على مسجد الرصيف سنة 1217هـ.
من خلال ما سبق يمكن أن نستنتج أن المغاربة اعتنوا بسيرة الرسول الله صلى الله عليه وسلم عامة، وفن الشمائل المحمدية على وجه الخصوص من خلال كثرة التأليف فيه واقتناء كتب علمائه وتحبيسها وشرحها وتلخيصها، قاصدين بذلك بيان حسنه وإحسانه صلى الله عليه وسلم، واستحضار أوصافه البهية وصفاته المرضية الموصلة إلى محبته والتعلق به، وتعظيم قدره والعمل بشريعته، والسير على نهجه ظاهرا وباطنا.
محمد الهاطي
باحث بمركز دراس بن إسماعيل
لتقريب المذهب والعقيدة والسلوك
—————————
1. توجد نسخة منه بخزانة القرويين تحت رقم 724.
2. مخطوط بالخزانة العامة بالرباط، 2064 ك.
3. معجم المطبوعات المغربية 143.
4. توجد منه نسخة في القرويين رقم 701.
5. فهرس الفهارس 2/1070.
6. فهرس الفهارس 2/818، الخزانة العامة 3202 ك، و1438 ك.
7. معجم مطبوعات المغربية، ص: 283.
8. فهرس الفهارس، 1/258.
9. توجد نسخة منه بالخزانة العامة تحت رقم: 306.
10. توجد منه نسخة بالخزانة العامة تحت رقم: د 656.
11. سوس العالمة، ص: 200.
12. توجد منه نسخة في خزانة القرويين.
13. توجد منه نسخة بالخزانة العامة الرباط 2199 ك.
14. معجم الشيوخ، 1/101.
15. معجم المطبوعات المغربية، ص: 311.
16. معجم المطبوعات المغربية، ص: 298.
17. معجم المطبوعات المغربية، ص: 66.
18. إتحاف ذوي العلم والرسوخ، ص: 47.
19. البحر العميق، 1/39.
20. توجد منه نسخة بالخزانة العامة، 3293 ك.
21. انظر خلال جزولة 4/44.
22. ينظر مقال للأستاذ عبد الحميد العلمي، الشمائل المحمدية من خلال: الفتوحات الإلهية في أحاديث خير البرية تشفى به القلوب الصدية لأمير المؤمنين السلطان العالم سيدي محمد بن عبد الله العلوي (تـ 1204 هـ) مجلة دعوة الحق، العدد 397 يوليوز 2010.
أرسل تعليق