من أجل وعي بقيمنا
إننا نعيش اليوم، وعلى الصعيد العالمي، أزمة انهيار نظم القيم بسبب التغيرات الكبيرة التي أصابت بنى المجتمعات، وأنماط الإنتاج، وسيولة المعلومات، وهياكل العلاقات الأسرية والاجتماعية والدولية، ومضامين وأشكال القوانين التي باتت تنظم كل ذلك، مما زج بالإنسان المعاصر في أنواع متعددة من المعاناة كالإحباط، وخيبة الأمل والإحساس بالاغتراب، والشعور بالضعف، والمعاناة من عدم الانسجام، ومظاهر الشذوذ في الحياة والسلوك.
ولقد أُحِلّت على الصعيد العالمي محل القيم المنهارة، قيم جديدة ذات طابع براغماتي تتسم بنسبية كبيرة جدا بسبب الضعف في المعطيات الناجم عن القصور في البحث والاستقراء من جهة، وعن الافتقار إلى مرجعية صواب ثابتة بالنسبة للأغلبيين من جهة ثانية.
وإن أي مجتمع يرنو إلى أن يكون له وجود مستقبلي بالنظر إلى موضوع القيم، ينبغي له أن يكون متوفرا على آليات تنظيرية وتربوية واجتماعية وأن يتخذ جملة تدابير من أجل مواكبة هذا التطور السريع للقيم واستدراك ما قد يلحقها جراءه، من بينها:
1. وضع تأصيل معرفي أولي للمجال التصوري الذي ينبغي أن يندرج ضمنه زرع القيم في بلداننا؛
2. التجديد في مجال وضع وبناء الصنافات المفصلة للأهداف الوجدانية المصوغة من مختلف القيم التي نريد تركيزها في وجدانات المتلقين وأجهزتهم المفاهيمية في ضوء التأصيل المذكور أعلاه ثم – أجرأة هذه الأهداف لتكون قابلة للتنفيذ في مختلف أشكال النقل والاتصال مع وجوب الحرص على التكامل الذي نصصنا عليه سابقا؛
3. وضع سلسلة أدلة تضم مجموعة من التقنيات والأنشطة الملائمة لهذا المجال، والقابلة للاندراج ضمن تنفيذ الاستراتيجيات التربوية والاتصالية؛
4. تحديد بعض طرائق التقييم لإنجاز الأهداف المصوغة من القيم المراد تركيزها في وجدانات المتلقين؛
5. التنسيق بين كل هذه الأهداف ضمن استراتيجيات عامة لتيسير التنفيذ..
والله الهادي إلى سواء السبيل.
الأمين العام
للرابطة المحمدية للعلماء
أرسل تعليق