مبدأ اللزوم ومراتب الدلالة.. (1)
مفهوم اللزوم وأقسامه
1. مفـــهــوم اللـــزوم
جاء في اللسان: “لزم الشيء يلزمه لزما ولزوما ولازمه ملازمة ولزاما، والتزمه وألزمه إياه فالتزمه، ورجل لزمة يلزم الشيء فلا يفارقه”[1].
وجاء في الكليات: “ومعنى لزوم شيء عن شيء كون الأول ناشئا عن الثاني وحاصلا منه”[2].
فاللزوم إذن عبارة عن علاقة تفيد ترتب شيء على شيء بحيث لا يفارقه.
وفي الاصطلاح اللزوم هو “كون الحكم مقتضيا لحكم آخر بأن يكون إذا وجد المقتضي وجد المقتضى”[3].
والحاصل مما ذكر أن اللزوم “يفيد معنى الانتقال؛ إذ نقول: “لزم شيء من شيء” أي تولد منه بنقلة مخصوصة، كما أنه يستعمل بصدد الأقوال، فيقال: “لزم عن قوله كذا” ويسمى القول الذي لزم منه قول آخر ب “الملزوم”، ويسمى هذا القول الآخر ب “اللازم“، ويفيد اللزوم كذلك معنى الاقتضاء الذي يتضمن مدلول “الطلب“، فإذا لزم شيء من شيء، فقد اقتضاه هذا الشيء وطلبه”[4].
يتبع في العدد المقبل..
—————————————————–
1. لسان العرب، الجزء 5، ص: 4027، وانظر ترتيب القاموس المحيط للطاهر احمد الزاوي، 139/4، دار الكتب العلمية، بيروت، 1979.
2. الكليات، أبو البقاء الكفوي، ص: 795، ط 1، 1992، مؤسسة الرسالة بيروت.
3. كشاف اصطلاحات الفنون، التهانوي، 1304/3، دار صادر، بيروت. ( د.ط.ت).
4. اللسان والميزان، طه عبد الرحمان، ص: 88.
أرسل تعليق