تمنحنا النباتات تأثيرات غذائية وشفائية متنوعة فهي تحتوي على الكثير من المكونات الطبيعية المختلفة، وتضم عادة مجموعة من المواد التي تملك دورا حيويا في العلاج بما في ذلك الفيتامينات والمعادن والألياف والفلافونيدات والأحماض الدهنية والأمينية. وقد أثبت البحث العلمي أن الأدوية النباتية تعيد عمليات الجسم إلى وظيفتها الطبيعية بفضل القدرة الشفائية المتكاملة لمكوناتها المختلفة. وفي هذا المقال اخترت أن أتحدث عن فوائد أحد النباتات المستعمل بكثرة في بلادنا وهو نبات الكروية.

ينبت هذا نبات في عدة مناطق من العالم ويتم زراعته بشكل واسع في آسيا وأوربا وشمال إفريقيا، وهو عشب ثنائي السنين من الفصيلة الخيمية، يبلغ طول ساقه ما بين 70 إلى 90 سم، أوراقه ملساء وأزهاره بيضاء تنتظم على شكل خيام منتصبة، ثمارها متطاولة مخددة وعطرية. الجزء المستعمل من النبات بذوره الناضجة.

تستعمل بذور الكروية في الطب التقليدي على شكل منقوع ساخن أو حساء محلى كمضاد للتشنج وطارد للغازات المعوية ومنشط لإفرازات الصفراء ومدر للحليب وتفيد في علاج التهاب القصبات الهوائية كما تستعمل زيته خارجيا لتسكين آلام الروماتيزم وكمحمر للجلد.

يحتوي نبات الكروية على نسبة عالية من الزيت الأساسي الشيء الذي يجعله محط اهتمام العديد من العلماء الباحثين لإثبات خواصه العلاجية المعروفة في الطب الشعبي. وتعتبر مادة الكارفون ومادة ليمونين أهم المركبات الفعالة في الزيت الأساسي لبذور الكروية، وتجدر الإشارة إلى أن مادة الكارفون هي التي تعطي للنبات طعمه الخاص، كما تحتوي هذه البذور على مواد أخرى كالدهنيات بنسبة 13 إلى21 بالمائة وألياف بنسبة 13إلى 9 بالمائة و مواد نتروجينية ومواد أخرى…

تملك بذور نبات الكروية خصائص مضادة للجراثيم ومضادة للفطريات المجهرية، كما تستعمل في علاج التهابات القصبات الهوائية بالإضافة إلى فائدته في تقوية إدرار الحليب لدى المرأة المرضعة. ومن جهة أخرى أثبتت بعض الدراسات فعالية مستخلص بذور الكروية للحفاظ على سلامة الكريات الحمراء الدموية وذلك راجع لاحتوائها على مواد مضادة للأكسدة. وفي أحد المقالات العلمية ورد أن تجارب طبية أقيمت على الفئران أظهرت أن المواد البيوكيميائية الموجودة في الزيت الأساسي لبذور الكروية، كالكرفون الفا تربين والليمونين، قد ساهمت في الوقاية ضد اعتلال الكلى بسبب الإصابة المفتعلة بمرض السكري.

يعتبر سرطان الخلايا الكبدية من أخطر أنواع السرطان الكبدي الفتاكة، زادت نسبة الإصابة به بشكل مطرد على مدى العقود الأخيرة، وقد أثارت المواد الطبيعية بشكل عام والأعشاب الطبية بشكل خاص اهتماما كبيرا في الأوساط العلمية نظرا لفعاليتها في الوقاية من السرطان، وورد في أحد المقالات العلمية أن مستخلص بذور الكروية الكحولي قد حقق نتائج جد إيجابية في الوقاية وعلاج خلايا كبدية حيوانية من السرطان، وقد أكد العلماء الباحثون على ضرورة مواكبة الأبحاث العلمية في هذا المجال..

المراجع..

1. طارق جمعة، عبير جمعة، الأعشاب جمال وصحة، الدار العربية للعلوم، الناشرون، الطبعة الأولى 2006.

2. Garima Gwari, Aroma profile of seeds of Carum carvi Linn . Cultivated in higher hills of Uttarakhand Himalaya, Indian Journal of Natural Products and Resources, Vol. 3(3), Septembre 411-413, 2012.

3. Omar M.Atrooz, The Effects of Cuminum cyminum L. and Carum carvi L. Seed Extracts on Human Erythrocyte Hemolysis, International Journal of Biology, Vol 5 No 2, 2013.

4. Gowtham Kumar Subbaraj, Ethanolic Extract of Carum Carvi (EECC) Prevents N-Nitrosodiethylamine Induced Phenobarbital Promoted Hepatocarcinogenesis By Modulating Antioxidant Enzymes, International journal of Pharmacy and Pharmaceutical Sciences Vol 5, Suppl 1, 2013.

5. Neveen H. Abou El-Soud, Renoprotective effets of Caraway (Carum carvi L) essential oil in streptozotocin induced diabetic rats, Journal of Applied Pharmaceutical Science Vol 4 (02) February 2014.