قيمة العمل في ثمراته
لاشك أن أعمال المرء وآثارها راهنا ومستقبلا تشكل المعيار الأصدق لاستبانة قيمة عطائه، وذلك إلى درجة صحّ معها اختزال الإنسان في عمله، كما يظهر من قوله تعالى جوابا على التماس نبيه نوح عليه السلام إنقاذ ولده “إنه ليس من اَهلك، إنه عمل غير صالح” [هود، 46].
وإذ إن مدى سريان جذور بذرات الأعمال في تربة الواقع، محكوم بمعادلات، يتداخل فيها البعد النفسي بما يطويه من نية وحوافز للقائم بها، مع البعد النفسي للمستهدفين بها، ويتواشج فيها البعد الاستراتيجي، مع الإجراءات التكتيكية، كما يتضافر فيها الماضي مع الحاضر مع المستقبل في مراعاة لمقتضيات السياق؛ فإن إنبات عمل لثمراته، يبقى مستلزما لغيث السداد، وإشعاع الإمداد، وشوق الرّفعة، ونبض اللوعة، حتى تشّقق أرض الواقع عن هذه الثمرات سراعا، “فأما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الاَرض” [الرعد، 17]، مما يقتضي حصيف النظر، والمكابدة الاستشرافية، والكدح الترجيحي، والاجتهاد المستدام.
الأمين العام
للرابطة المحمدية للعلماء
أرسل تعليق