Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

قراءة في التعليم الأولي.. (4)

وهناك طفل يعيش عكس الأول في جو بيتي يسيطر عليه الأب سيطرة “ديكتاتورية” تزرع في نفسه الخوف والبلادة والانكماش، وهناك طفل آخر يعيش في بيت جوه مشحون بالبغضاء، والاقتتال بين الأب والأم، وأفراد الأسرة، أو في بيت مملوء بالعادات السيئة من قبل بعض أسره “كحول دعارة..” دون وعي صحيح، وهنا أشير إلى القولة المشهورة: “الشيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده“. لذا؛ فإن علاقة الطفل العاطفية بإخوته، وأسرته داخل البيت وخارجه، لها أثر كبير في حياته الاجتماعية المقبلة، فالطفل وإخوته يُكوِّنُون مجتمعا صغيرا، وهو ميدان يكتسب فيه خبرات متعددة.

وإن أكبر الأخطاء التي يقع فيها الإباء: منع الطفل من الاختلاط بغيره من أطفال الجيران. فالطفل في حاجة إلى الأخذ والعطاء مع أطفال مثله، وإلى ضرورة اندماجه، وتعامله معهم على أساس المساواة والأخذ والعطاء.

وبعد هذا العرض الموجز عن النواحي الأربعة التي تعد وتهيئ الطفل للقراءة والكتابة إعدادا نفسيا وعقليا وجسمانيا وتربويا. أشير هنا إلى أن الطريقة المثلى لتعليم الطفل هي النظرية السالفة الذكر عند “جورج دوهايمل” و”جان جاك روسو”، وكذلك “جون بياجي“. (انظر العدد السابق 101/102 من جريدة ميثاق الرابطة).

والمربي الأول الأعظم هو محمد صلى الله عليه وسلم، فقد ورد في الحديث النبوي الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه..”.

وإذا كان الطفل في حاجة إلى احترام ذاته، والاعتماد على نفسه. فهو في حاجة كذلك إلى النجاح، وذلك بأن نشجعه على أعماله ولو كان بسيطا.. حتى لا نعرضه للفشل أو للسقوط، والطفل في حاجة إلى الأمن، فيجب أن نقنعه بأننا قادرون على أمنه وحمايته إزاء خوفه من الغير، كما أنه في حاجة إلى الحرية، حرية اللعب التربوي، والتسلق والجري المقيد، وحرية التعبير عن أفكاره؛ لأن هذه الخصلة الحميدة، تساعد الطفل على النمو. فهذه الحرية التي نقصدها هي الحرية المنظمة والموجهة؛ لأن الحرية الغير المنظمة تورث القلق..

 هذه خلاصة ما يشعر به الطفل أو الأطفال من حاجات سواء في الكتاب، أو الروض، أو القسم الأول بالتعليم الأساسي.

 والناحية الثانية لأعداد الطفل للقراءة والكتابة هي: إعداده نفسيا.

إن عملية القراءة والكتابة ليست بسيطة. بل مركبة من عدة عمليات معقدة فتعلمها يحتاج إلى جسم صحي مكتمل النمو، وخاصة الجهاز العصبي، وكذلك الأعضاء التي يستخدمها في القراءة والكتابة، لأن الطفل المريض لا يقدر على ما ذكر، فهو كثير التعب، قليل النشاط، سريع الملل، مشتت الانتباه..

ولتعلم القراءة والكتابة، يجب أن يكون الطفل سالما في عينيه، وأن يقدر على حركة يديه لدى الكتابة أو القراءة، سالما في أذنيه للالتقاط الأصوات، سالما في نطقه، قادرا على الإمساك بالكتاب وتقليب صفحاته. وبالجملة؛ فإن هذه الوسائل قد تتم بالعناصر الآتية بتغذية جيدا، بإتباع الوسائل الصحية السليمة -بتوفر السكن الصحي بالحركات الرياضية المنظمة، والعاب مسلية بالإشراف الصحي من لدن أطباء مختصين..

الناحية الثالثة لإعداد الطفل للقراءة والكتابة هي: إعداده عقليا.

إن الأطفال فيما بينهم من حيث ذكائهم الفطري. “إثبات علمي”. كما يتأثر نمو الطفل العقلي بعوامل ثلاثة:

  • عامل الضعف العقلي؛
  • عامل العيب الجسماني؛
  • عامل البيئة التي لا تتوفر فيها عوامل الحفز، والتشجيع كبعض المؤسسات والملاجئ..

ذ. مومني شريف وزان

 

ميثاق الرابطة، العدد 798 الخميس 12 رجب 1418هـ الموافق 13 نونبر 1999م، السنة الثلاثون.

أرسل تعليق