قدناكَ فقْدَ الأرضِ للشمسِ والقمَر..(1)
أتـــــاكَ من الأنـــباء مـــا فـــيه مُــــزْدَجَـر ومـا فـيـــه ذكـــــرى للمـــنيب ومــــعتَـبر
وجــــاءك من أقــــدار ربــــك مـــــا قضـى فــــلا تعـترض فالأمـــر يجــــري لمستـقر
وياناعـياً أيقــــظـتَ للـوعي مــــن وعـــى وللسعي قـبل الفـــوت من كان في سَدَر
فيوشـــكَ أنْ تُــــدعى ويـــوشـكَ أن تُرى يُعزَّى بكَ النـادي ويبكـــــيكَ مَـــن حـــضر
سبيلٌ علــــى منــهاجه سـير مـن مضى ودربٌ إلــــــــى غايــــاته منـتهى الســفر
ولـله فيـــــــنا غـــــاية هــــو بــــــالــــــغٌ مـداها ومـــــا تغــــني التــــمائم والنُّـشَر
إذا بـلغ الـــزرع الحـصــــادَ فقـــــد أنَـــــى وما إن تـــــرى بــــعد الحصاد سوى الثمَر
وما هــــو إلا ما ســــــعى وهْـــــو مـومنٌ وقـرّب خـــــيرَ الــزادِ أفضــــــلَ ما ادّخَـــــر
ألا إنَّ مـــــوت الصـــــالحــين فجــــــــيعة وخطبٌ جلـيلٌ مــــن نـــــــوائـبنا الكُـــــبَر
أتاك من الأنــــباء مــــــا فــــيه مـــــزدجَر بـرُزْء دهـــــى هـــــزَّ الجـــــــوانح واهتصر
فزعنا إلــــــى التشـــــكيك فـيه فلم يـدع مكــاناً تفـــيء النفـس فـــــيه إلــــى وَزَر
بلى قد قـــــضى شيـخ المشايخ سيدي محـمــــــد إبـراهيمَ أسـتــــــاذُنا الأغـــــر
بلى قد قضـــى شــيخ المـشايخ وانتهى إلى ربه إذ كــــــان مــــنه عــــلى قـــــدَر
سقى اللـــــه قـــبراً في “تــباردة” ضـمَّه لكَمْ ضمَّ من علم الكــــتاب وكــــمْ طــمَر
وكم قـد طــــوى تحـــت الثرى من معارف تضيــق بهــــــا الأسـفار إنْ حاصر حــــصر
أنشئت هذه القصيدة في تأبين شيخنا سيدي محمد بن إبراهيم إمام مدرسة “بير الفايض” سابقا، وشيخ القراءات بهذه الجهة، وألقيت في منزله بـ”تباردة” من بلدة “أزغار” عند تقديم العزاء لأبنائه وأسرته، بتاريخ الأحد 18 شعبان 1430 هـ / موافق 09 غشت 2009 م.
رحم الله الفقيد العزيز وأسكنه فسيح جناته.
أرسل تعليق