قال الراوي
قال الراوي:
هذه حكايتي؛
وحكايتي من ثلاث:
فـــاء وهمـــــز وحـــاء؛
أول الحكاية فعل؛
زمانه ماض؛
وكــينونته ناقصة؛
وأَنِّيته ساقطة؛
وهويته راقصة؛
وثاني الحكاية؛
اسم لا ينصرف؛
وصروف دهرٍ عني لا تنصرف؛
تخبر عن حالي فتسد مسدا؛
وتحول بيني وبين مرادي؛
فتكون لي سدا؛
وثالث الحكاية؛
حرف وضع لمعنى؛
يحاصرني بسوابقه؛
ويقيدني بلواحقه؛
فأنا بمبنى الثلاث لصيق؛
تارة أعرب فأُبين؛
وتارة أسكن فأَلين؛
فأنا بين إدغام يقصيني؛
وإعجام يدنيني؛
فلا الإتمام يبديني؛
ولا الإشمام يخفيني؛
ولا الإثبات يبقيني؛
ولا الحذف ينسيني؛
وحين تغرق سفن العبارات؛
أجريها بريح الضمائر والإشارات؛
فإن ضاق موج حيلتي؛
سبحت في بحر حليتي؛
وجعلت شراعي المجاز؛
ومجدافي التشبيه؛
حتى إذا أَفَلت الهياكل والمباني؛
ونازعني سري بطلب المعاني؛
أدركت أن أصل الحكاية:
إنسان بألف ولام؛
يطويها الزمن بالنسيان؛
ويرددها الراوي باللسان؛
فتفنى الأفعال والشخوص؛
وتبلى الأسماء والخصوص؛
وتذوب الحروف والظروف؛
فيتحد المبتدأ بالخبر؛
وتمتزج العبرات بالعبر؛
وينسج كل راو حكايته؛
أصل الحكاية؛
خـاء ويـاء ولام..
أرسل تعليق