فلييو Mentha pulegium
يزخر بلدنا الحبيب بثروة هائلة من النباتات العطرية والأعشاب الطبية، فهناك أزيد من 4000 نبتة، 500 منها متوطنة، إلا أن عدد الأنواع المستغلة لا يتعدى 280 نوعا، كما أن أزيد من 90 في المائة منها تنبت بشكل طبيعي بينما لا تتجاوز نسبة النباتات المزروعة 10 في المائة.
اخترنا في هذا المقال الحديث عن نبات فلييو الذي ينمو في جميع أنحاء أوربا وغرب آسيا وشمال إفريقيا من المغرب إلى مصر. ينتشر هذا النبات بشكل تلقائي في عدة مناطق بالمغرب لكنه يفضل أكثر الأماكن الرطبة خاصة الساحلية ومرتفعات الجبال إلى علو 2200 مترا. يستهلك نبات فلييو على نطاق واسع ببلادنا، بحيث يستعمله المغاربة لإعداد الشاي المنسم بالأعشاب العطرية، كما يستعمل في تحسين رائحة المأكولات والحلويات وفي مجال الصناعة العطرية وإنتاج مواد التجميل.
يعتبر نبات فلييو من الأعشاب المعمرة التي يبلغ طولها ما بين 30 إلى 50 سنتمترا، وينتمي إلى العائلة الشفوية وينتشر بسرعة لأنه سهل التكاثر، ساقه قصيرة، أوراقه صغيرة الحجم ورمادية اللون، أزهاره زرقاء أو بيضاء تظهر على شكل مجموعات، ويتميز النبات برائحته الجذابة. يستعمل الجزء الذي يعلو التربة إما طازجا أو مجففا؛ وتتم عملية التجفيف في الظل بعيدا عن الأشعة الشمسية لكي يحتفظ العشب بجودة مواده الفعالة.
يستعمل نبات فلييو في العلاج الشعبي المغربي على شكل شاي أو زيت طيار لتسكين آلام التشنج، والتخفيف من حالات الانتفاخ الهضمي المصاحب للمغص، وفي حالة عسر الهضم لأنه يحفز إفراز الصفراء، كما يستخدم لإزالة البلغم وللتخفيف من أعراض الربو أو كمطهر عام للجهاز التنفسي، وكذا للتخفيف من آلام التهاب المفاصل، كما يتم استعماله كطارد لبعض أنواع الحشرات كالبراغيث.
أظهرت الأبحاث العلمية أن نبات فلييو يحمل أكثر من أربعين مركبا بيوكيميائيا أهمها نسبة بوليغون ثم ستونات مثل منتون وبيبريتون كما يتوفر على كمية مهمة من مواد العفص والمنتول والكارفون. ومن جهة أخرى أثبت البحث العلمي أن نبات فلييو يمتلك مفعولا قويا كمضاد للأكسدة ومضاد لظهور الأورام السرطانية وكمضاد للجراثيم.
مع تزايد الطلب في استبدال المواد الكيميائية الاصطناعية بالمنتجات النباتية الطبيعية ذات الخصائص الحيوية المضادة للحشرات التي تضر بالحبوب المخزنة، أقيمت بعض الدراسات للتحقق من فعالية نبات فلييو في هذا النطاق، ففي إحدى الدراسات العلمية تم جمع الأجزاء الهوائية للنبات من ثلاث مناطق في الشرق الأطلسي بالمغرب، ثم أخضعت لاختبارات كيميائية كشفت عن وجود مواد مهمة كالعفص والفلافونيدات وقلويدات وتربينات وصابونين. أما التحليل الكيميائي للزيت العطري فقد أثبت وجود نسبة تفوق 80 في المائة من بوليغون وحوالي 24 في المائة من بيبريتنون. كما أكد البحث أن زيت فلييو الأساسي أظهر تأثيرا جليا ضد حشرة Sitophilus oryzae مما جعل الباحثون يدعمون امكانية استعماله لحفظ الحبوب من آفاتها.
المراجع:
1. سناء القويطي، ثروة النباتات الطبية بالمغرب، جريدة التجديد، العدد 3358، 2014.
2. Onder Yumrutas, Saadet D.Saygideger, Determination of antioxidant and antimutagenic activities of Phlomis armeniaca and Mentha pulegium. Journal of Applied Pharmaceutical Science, 02 (01), 2012.
3. Nadia Zekri et Al, Phytochemical study and insecticidal activity of Mentha pulegium L.oil from Morocco against Sitophilus Orysae, Mediterranean Gournal of Chemistry 2(4), 2013.
أرسل تعليق