عناية الإسلام بالشباب
يقول الله سبحانه: “أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ” [المومنون، 116] أي مهملين لغير فائدة كما خلقت البهائم، لا ثواب لها ولا عقاب عليها.
بل خلق الإنسان لغاية أسمى، وهي الخلافة في الأرض، قال تعالى: “وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الاَرْضِ خَلِيفَةً” [البقرة، 29].
وجعل الغاية من الاستخلاف تحقيق العبودية والربوبية لله وحده، قال سبحانه: “وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالاِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ” [الذاريات، 56].
وسمى هذا الاستخلاف أمانة، قال عز وجل: “اِنا عَرَضْنَا الاَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالاَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الاِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا” [الأحزاب، 72]. فعرض الله سبحانه طاعته وفرائضه على السماوات والأرض والجبال على أنها إن أحسنت أثيبت وجوزيت، وإن ضيعت عوقبت، فأبت حملها شفقا منها أن لا تقوم بالواجب عليها، وتعظيما لدين الله عز وجل. وتحملها الإنسان وقبلها بما فيها غرا بأمر ربه، مبالغا في الجهل بعواقب الأمور.
وبموجب رحمته سبحانه وتعالى، لم يترك الإنسان بلا توجيه بل حباه بالعقل والإدراك، ودبر خلقه على أطوار شتى حتى يكون أهلا لتحمل هذه الأمانة، قال سبحانه: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الاَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا” [الحج، 5]. وقال سبحانه: “اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ” [الروم، 53]، “فنبه تعالى على تنقل الإنسان في أطوار الخلق حالا بعد حال، فأصله من تراب، ثم من نطفة، ثم من علقة، ثم من مضغة، ثم يصير عظاما، ثم تكسى العظام لحما وينفخ فيه الروح، ثم يخرج من بطن أمه ضعيفا نحيفا واهن القوى، ثم يشب قليلا حتى يكون صغيرا ثم حدثا ثم مراهقا ثم شابا وهو القوة بعد الضعف، ثم يشرع في النقص فيتكهل ثم يشيخ ثم يهرم وهو الضعف بعد القوة، فتضعف الهمة والحركة والبطش، وتشيب اللمة وتتغير الصفات الظاهرة والباطنة”[1].
فيعود كهيئته في حال صباه لا يعقل من بعد عقله الأول شيئا. لذلك وضع الله عز وجل عنه التكاليف كما ووضعها عن الصبي، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رفع القلم عن ثلاثة، عن النائم حتى يستيقظ، وعن المبتلى حتى يبرأ، وعن الصبي حتى يكبر”[2]، (وفي رواية حتى يحتلم).
وجعل مرحلة الشباب بداية مرحلة التكليف؛ لأنها مرحلة الاستعداد والقوة العقلية والجسمية، ففي الشباب من صفات اللين والقبول وسرعة التأثر ما ليس في غيرهم، وهو ما أشار إليه عطاء الخراساني بقوله: “طلب الحوائج من الشباب أسهل منه من الشيوخ، ألم تر إلى قول يوسف: “لاَ تَثْرِيبَ عَلَيْكُم اليَوْمَ يَغْفِرُ الله لَكُمْ” [يوسف، 92]. وقال يعقوب: “سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي”[ يوسف، 98][3].
حد الشباب
الشباب لغة: جمع شاب، ويجمع على شَبَبَة وشُبَّان، وهو من الفتاء والحداثة، وأول شيء وأصله من الحركة والنشاط[4].
وقال ابن فارس: “شب: الشين والباء أصل واحد، يدل على نماء الشيء وقوته في حرارة تعتريه”[5].
متى يبدأ الشباب ومتى ينتهي
أكثر أهل العلم متفقون على أن ابتداء مرحلة الشباب تكون بعد الطفولة، وحدها ابتداء البلوغ، ودليل ذلك قوله تعالى: “وَإِذَا بَلَغَ الاَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ” [النور، 59]. فما بعد الحلم هو مبدأ الشباب، وقد جعله بعضهم من السادسة عشرة، وقيل السابعة عشرة.
واختلفوا في نهايتها على أقوال متعددة، الراجح منها أنها سن الأربعين؛ لأن الأربعين منتهى كمال عقل الإنسان وفهمه عما قبلها وما بعدها، لقوله تعالى: “حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً” [الاَحقاف، 14]. والأشُد: مبلغ الرجل الحُنكة والمعرفة[6]. وهو استحكام قوة شبابه وسنه، فإذا جاوز الأربعين سمي كهلا.
أهمية مرحلة الشباب
إن مرحلة الشباب من أهم مراحل حياة الإنسان، ففيها يكتمل نضجه في مختلف الجوانب الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتماعية والخلقية والدينية، ويؤَهل للاعتماد على النفس والاستقلالية في الفكر، ويُمكن من العطاء والإبداع. ولأهميتها خُصت بالسؤال يوم القيامة، فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تزول قدم ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وماذا عمل فيما علم”[7].
وهذا السؤال يكون من غير ترجمان ولا واسطة، فعن عدي بن حاتم رضي الله قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما منكم من رجل إلا سيكلمه ربه يوم القيامة وليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى شيئا إلا شيئا قدمه، ثم ينظر أشام منه فلا يرى إلا شيئا قدمه، ثم ينظر تلقاء وجهه فتستقبله النار”[8].
وكان النبي صلى الله عليه وسلم حريصا على توجيه الصحابة رضوان الله عليهم إلى اغتنام فرصة الشباب لسرعة انفلاتها، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل وهو يعظه: “اغتنم خمسا قبل خمس، حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك”[9].
قال المناوي رحمه الله: “أي افعل خمسة أشياء قبل حصول خمسة أشياء:
حياتك قبل موتك: يعني اغتنم ما تلقى نفعه بعد موتك؛ فإن من مات انقطع عمله، وفاته أمله، وحق ندمه، وتوالى همه، فاقترض منك لك.
وصحتك قبل سقمك، أي اغتنم العمل حال الصحة، فقد يمنع مانع كمرض، فتقدم المعاد من غير زاد.
وفراغك قبل شغلك: أي اغتنم فراغك في هذه الدار قبل شغلك بأهوال القيامة التي أول منازلها القبر، فاغتنم فرصة الإمكان لعلك تسلم من العذاب والهوان.
وشبابك قبل هرمك: أي اغتنم الطاعة حال قدرتك، قبل هجوم عجز الكبر عليك، فتندم على ما فرطت في جنب الله.
وغناك قبل فقرك: أي اغتنم التصدق بفضول مالك قبل عروض جائحة تفقرك، فتصير فقيرا في الدنيا والآخرة.
فهذه الخمسة لا يعرف قدرها إلا بعد زوالها”[10].
وقد نهج السلف منهج النبي صلى الله عليه وسلم في توجيه الشباب إلى ما ينفعهم، وحثهم على العمل وعدم الغفلة، فكان السري يقول للشباب حوله: “يا معشر الشباب جدوا قبل أن تبلغوا مبلغي، فتضعفوا وتقصروا كما ضعفت وقصرت. وكان في ذلك الوقت لا يلحقه الشباب في العبادة”[11]. وقال سلام بن مسكين: “كان الحسن كثيرا ما يقول: يا معشر الشباب عليكم بالآخرة فاطلبوها، فكثيرا رأينا من طلب الآخرة فأدركها مع الدنيا، وما رأينا أحدا طلب الدنيا فأدرك الآخرة مع الدنيا”[12]، وكانت حفصة بنت سيرين تقول: “يا معشر الشباب اعملوا؛ فإن العمل في الشباب”[13].
ثناء الله على شباب في القرآن الكريم
ذكر الله عز وجل في كتابه العزيز قصصا كثيرة لشباب تميزوا برجحان عقولهم وكمال أخلاقهم، فأثنى عليهم وضربهم أمثالا لمن خلفهم حتى يكونوا لهم أسوة. فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “ما آتى الله عز وجل علماً إلا شاباً، والخير كله في الشباب، ثم تلا قوله عز وجل: “قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ” [الاَنبياء، 60]”.
وقد ذكر سبحانه قصة أصحاب الكهف في قوله تعالى: “نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ ءامَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى، وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالاَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا، هَؤُلاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ ءالِهَةً لَوْلا يَاَْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ اَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا، وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ اَمْرِكُمْ مِرْفَقًا” [الكهف، 13-16] قال القرطبي رحمه الله: “أي شباب وأحداث حكم لهم بالفتوّة حين آمنوا بلا واسطة؛ كذلك قال أهل اللسان: رأس الفتوّة الإيمان. وقال الجنيد: الفتوّة بذل النَّدى وكفُّ الأذى وترك الشكوى. وقيل: الفتوّة اجتناب المحارم واستعجال المكارم. وهذا القول حسن جداً؛ لأنه يعمّ بالمعنى جميع ما قيل في الفتوّة. فيسرهم الله للعمل الصالح من الانقطاع إلى الله تعالى، ومباعدة الناس، والزهد في الدنيا، وهذه زيادة على الإيمان. وأعطاهم سبحانه شدة عزم وقوة صبر”[14]. ويسر لهم من أمرهم ما يأمنون به من الغم والكرب والخوف على دينهم وأنفسهم.
وذكر سبحانه قصة يحيى عليه السلام، فقال عز من قائل: “يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَءاتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا” [مريم، 11-14] فنوه سبحانه وتعالى بما أنعم على يحيى عليه السلام من الفهم والعلم والجد والعزم والإقبال على الخير والإكباب عليه والاجتهاد فيه وهو صغير حدث. ويحكى عن معمر أنه قال: “قال الصبيان ليحيى: اذهب بنا نلعب، فقال: ما للعب خلقت”[15]. فزاده الله سبحانه تعطفا ومحبة عليه وطهارة من الدنس والآثام والذنوب وآمنه في أحواله الثلاث: يوم ولادته، ويوم موته، ويوم بعثه، وأكرمه فأخصه بالسلام. ومن تدبر القرآن وجد فيه من قصص الشباب ما يكون له عبرة.
ثناء النبي صلى الله عليه وسلم على الشباب
كان النبي صلى الله عليه وسلم يشيد بمناقب الشباب من الصحابة، ويثني عليهم بالحق، ويُعرف الأمة بفضائلهم، فعن أنس بن مالك قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأقرؤوهم أبي، ولكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح”[16].
وكان صلى الله عليه وسلم يتق بهم، ويوليهم المهام الجسام لرجحان عقولهم، وتقديرهم للمسؤولية الملقاة على عاتقهم. فقد أرسل صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير، وهو لا يزال شابا يافعا، إلى المدينة يفقه الأنصار، ويعلمهم دينهم ويدعوهم إلى الإسلام، ويهيئ المدينة ليوم الهجرة. فكان بذلك أول سفير في الإسلام.
وأرسل معاذ بن جبل إلى اليمن، وله بضع وعشرون سنة، أميرا عليها.
وأمّر صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد رضي الله عنهما على جيش المسلمين من كبار المهاجرين والأنصار، ولم يبلغ العشرين من عمره، وزكاه لما طعن بعض الناس في إمارته، فقال صلى الله عليه وسلم: “إن تطعنوا في إمارته، فقد طعنتم في إمارة أبيه من قبل، وايم الله إن كان لخليقا للإمارة، وإن كان من أحب الناس إلي، وإن هذا لمن أحب الناس إلي بعده”[17].
وسار أبو بكر رضي الله عنه على نهج النبي صلى الله عليه وسلم، فأنفذ جيش أسامة رضي الله عنه. وكلف زيد بن ثابت بأعظم المهام في التاريخ الإسلامي وهي جمع القرآن، وكان دون الثانية والعشرين، وقال له: “إنك رجل شاب عاقل ولا نتهمك، كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه. قال زيد: فوالله لو كلفني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل مما أمرني به من جمع القرآن”. قال ابن حجر: “ذكر له أربع صفات مقتضية خصوصيته بذلك: كونه شابا فيكون أنشط لما يطلب منه، وكونه عاقلا فيكون أوعى له، وكونه لا يتهم فتركن النفس له، وكونه كان يكتب الوحي فيكون أكثر ممارسة له”[18].
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقرب الشباب يبتغي حدة عقولهم. فعن ابن عباس قال: “كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر، فقال بعضهم: لم تدخل هذا الفتى معنا ولنا أبناء مثله؟ فقال: إنه ممن قد علمتم، قال: فدعاهم ذات يوم ودعاني معهم، قال: وما رأيته دعاني يومئذ إلا ليريهم مني. فقال: ما تقولون في “إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالفَتْحُ وَرَأَيْتَ النّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْوَاجًا” [النصر، 1-2] حتى ختم السورة، فقال بعضهم: أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا، وقال بعضهم: لا ندري، أو لم يقل بعضهم شيئا. فقال لي: يا ابن عباس أكذاك تقول؟ قلت: لا. قال: فما تقول؟ قلت: هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم، أعلمه الله له، “إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالفَتْحُ”: فتح مكة، فذاك علامة أجلك، “فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا”[النصر، 3]”. قال عمر: ما أعلم منها إلا ما تعلم”[19].
إن هذه العناية الربانية في القرآن الكريم والسنة النبوية بالصحابة، أسفرت عن جيل متفرد لم يتكرر في تاريخ البشرية. وقد قيل لأحد الصالحين: هل يمكن أن يأتي جيل مثل جيل الصحابة؟ قال: لا يمكن. قيل له: لماذا؟ قال: لأنهم يلزمهم أن يصحبوا شيخا مثل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
—————————————————
1. تفسير القرآن العظيم لابن كثير، 11/40.
2. سنن أبي داود، ص7892 رقم4398.
3. الجامع لأحكام القرآن للقرطبي، 11/445.
4. لسان العرب لابن منظور، 4/2180.
5. معجم مقاييس اللغة لابن فارس، 3/177.
6. تهذيب اللغة للأزهري، 11/266.
7. الجامع للترمذي، 4/216/2416.
8. الجامع للترمذي، 4/215/ رقم2415.
9. مستدرك الحاكم، 4/447/ رقم: 7927.
10. فيض القير، 2/16.
11. تاريخ دمشق لابن عساكر، 20/178.
12. الزهد الكبير للبيهقي، ص: 65.
13. اقتضاء العلم بالعمل للخطيب، ص: 199.
14. الجامع لأحكام القرآن 13/222-223 بتصرف.
15. الجامع لأحكام القرآن، 13/423.
16. أخرجه ابن حبان في صحيحه، 16/26/ رقم: 7131.
17. فتح الباري، 7/107/ رقم: 3597.
18. فتح الباري، 8/642.
19. فتح الباري، 8/619/ رقم: 4782.
أرسل تعليق