ضمان حقوق الإنسان مقصدا من مقاصد الشريعة الإسلامية.. (1)
ركّز التداول حول كونية حقوق الإنسان في عمومه، كثيرا على إشكالية مدى مخالفة أو مواءمة القانون العالمي لحقوق الإنسان للممارسات التشريعية والثقافية المحلية، كما رام هذا التداول فكّ العُقَد بهذا الخصوص لصالح البراديغم الكوني، ويلاحظ بجلاء، أن عناية أقل بكثير، قد أوليت إلى البحث عما يمكن أن يفيده ويَثْرى به الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بدراسة الأنساق التشريعية والثقافية الكونية المختلفة.
لقد طرحت كونية حقوق الإنسان تحديات معتبرة على المختصين والباحثين من أمثال[1]– kimberly younce Schooley- وعبد الله أحمد نعيم[2]، – Taylor Charles-3، و-Fernando R. Teson-4-، ورضى أفشاري[5]، وغيرهم.
ولا يخفى أن هذه المسألة تكتسي أهمية استثنائية من الناحية البرجماتية العملية الصرف، بالإضافة إلى أهميتها العلمية، والمعرفية، وذلك لأن التجانف، بل والتنكر للحقوق الإنسانية، أمر في غاية الورود، إذا لم تراع أثناء عملية تنزيلها، مواءمتها الثقافية للسياقات الحضارية، والأنثربولوجية المستقبِلة؛ ولأن المصداقية الثقافية لهذه الحقوق لدى المتلقين، محورية في عملية تملكهم لها؛ فإنه ينبغي تشجيع الجهود الرامية إلى تعويض الفرض والإقحام والإلزام، بالتوطين والإفهام والإسهام، وذلك ليس فقط من أجل ضمان مشروعية حقوق الإنسان في مختلف المجتمعات، ولكن أيضا لما يتيحه هذا الأمر من إمكانات في المجال الحقوقي، للإفادة والربح المتبادلين، بسبب تضافر وتواشج أضرب الخبرة والحكمة العالمية الغنية والمتنوعة، مما من شأنه أن يجعل حقوق الإنسان، كما هي متعارف عليها كونيا، أكثر جاذبية، وأوفر قابلية للتطبيق والتبني في كافة المجتمعات.
إلا أن جملة صعوبات تعترض سبيل هذا الطموح، ومن أبرز هذه الصعوبات، الاختلاف الجوهري بين الأسس البرديجماتية التي تنبني عليها التشريعات الكونية لحقوق الإنسان، وتلك التي تنبني عليها كثير من التشريعات العالمية الأخرى، وأبرز مثال على هذا الاختلاف الجوهري، كون الحقوق في القانون العالمي لحقوق الإنسان صريحة ومباشرة، في حين أن ما يقابلها من واجبات، متضمنة، وقد تكون أحيانا متضاربة، وهو ما يشير إليه دوكلاس هودكسون-Douglas Hodgson- بقوله: “في قانون حقوق الإنسان، الحقوق صريحة ومباشرة، في حين أن ما يقابلها من واجبات تبقى متضمنة، ومتضاربة، وغير مغناة من الناحية التنظيرية، بيد أن العكس هو الصحيح في عدد من المنظومات التشريعية، والقيمية، والعقدية الأخرى، كالشريعة الإسلامية، والشريعة اليهودية، والنصرانية، والهندوسية، والكنفوشيوسية”[6].
الأمين العام
للرابطة المحمدية للعلماء
—————————–
1. kimberly younce schooley, Comment, cultural Sovreignty, Islam and Human Rights, Toward a communitarian Revision.
2. Abdullah Ahmed An-Naim: Human Right in The Muslim World.
3.Multicultiralism and the politic of recognition
4. Fernando Teson; International Human Right, and cultural relativism.
5. Reza Afshari an Essay on islamic cultural relativism in the discourse of Human Rights.
6. Douglas Hodgson, Individual duty Within a Human Right Discourse pp: 41-60, 2003.
أرسل تعليق