صمغ متين لترقيع القلوب المريضة
بات ترقيع الثقوب في الأوعية الدموية وفي جدران القلب، أمرا سهلا عن طريق صمغ جديد يجري تنشيطه بالضوء. وهذه المادة اللاصقة التي جرى وصفها في مجلة «ساينس ترانسليشنال ميديسن» تتجمد وتستقر حالها خلال ثوان لدى تعرضها للأشعة فوق البنفسجية.
ومن شأن مثل هذه المادة اللاصقة الجديدة أن تقدم بديلا للجراحين الذين لا يقتنعون بالأساليب الحالية لتصليح التصدعات والتشققات القلبية وترميمها، التي تشكو جميعها من عيوب ومآخذ، فالغرز والقطب والخيوط والمشابك التي تستخدم اليوم غالبا ما تتلف الأنسجة الهشة جدا، وهي لا تشكل فورا عازلا قويا ضد الماء. والأكثر من ذلك فإن غالبية الأصماغ للأغراض الجراحية المستخدمة اليوم لا تتماسك مع الأنسجة الرطبة، ولا يمكنها الصمود أمام الضغط الذي تمارسه ضربات القلب على جدران القلب وتجاويفه، كما أن بعضها يصبح غير فعال ومؤثر لدى تفاعله كيماويا مع الدم.
ويبدو أن الباحثين الأميركيين الذين صنعوا هذه المادة الجديدة قد تأثروا بعملهم هذا بالطبيعة، فقد قاموا بدرس الإفرازات اللزجة للديدان والزواحف الرخوية لتقرير إمكانية تشكيل أربطة ثابتة ومتينة تحت الماء. وأخيرا خرجوا بمادة غير سامة من البوليمر لا تمتزج بالماء وتثبت بسرعة لدى تعرضها إلى الأشعة فوق البنفسجية، بحيث تبقى مرنة مطواعة تنثني وتتجاوب مع الأنسجة القلبية. وقد قاموا بعرض تأثير هذا الصمغ عن طريق طلائه كرقع لسد الثقوب في جدران الشرايين السباتية والحجيرات القلبية لأربعة من الخنازير، بينما ظلت قلوبها تعمل وتخفق.
وعلى الرغم من ضرورة إجراء المزيد من الدراسات الحيوانية قبل تجربة هذا اللاصق على البشر، يقول الباحثون إن هذه المادة قد تؤدي إلى تطبيقها حتى في العمليات الجراحية القلبية الصغيرة، لكون الصمغ والضوء يمكن استخدامهما عن طريق عدد وأدوات رقيقة صغيرة.
الشرق الأوسط
أرسل تعليق