Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

شروط الشيخ المربي عند السادة الصوفية

      وضع الصوفية سلسلة من الشروط التي يجب أن يتحلى بها المتصدر للمشيخة لكي يكون أهلا لهذا المنصب الشرعي الهام، هذه الشروط هي ثوابت في حق الشيخ المربي نظرا لخطر وعظم المسؤولية الملقاة على عاتقه، وباستقرائنا للشروط التي وضعها الصوفية للشيخ المربي -وإن اختلفوا في تعدادها- فيمكن أن نجملها في أربعة شروط رئيسية وهي: معرفة الفرائض العينية، الإذن، اتصال السند، والخبرة التامة.

      1.  العلم بالفرائض العينية

      يعتبر هذا الشرط محط إجماع بين الصوفية، فلا يمكن للشيخ أن يتصدر لهذا المنصب الشريف دون معرفة القدر الواجب من الفرائض، حيث يشترط الصوفية أن يكون متحققا بهذا الشرط في ظاهره وباطنه لأنه من الضروريات التي لا يعذر أحد بجهلها، فكيف بالدال على الله؟ فهذا الشرط أوكد في حقه ولازم لشخصه، والمقصود بالفرائض العينية أحكام الصلاة والصوم والزكاة وأحكام المعاملات، وكذلك يجب عليه معرفة حكم الله فيما يتعرض له من الأمور فلا يجوز لأحد الإقدام على أمر حتى يعرف حكم الله فيه.

      يقول الإمام السهروردي: “ومن شرائط أهل الولاية أن يكون عالما بالأوامر الشرعية عاملا بها واقفا على آداب الطريقة وسالكا فيها وكاملا في عرفان الحقيقة وواصلا إليها ومخلصا لجميع ذلك حتى يتم له السلوك ويشرف بعالم الوصال، فالله الله أيها الطالب الحذر من صحبة الأشرار فإنهم قطاع الطريق، واعتصموا بحبل القرآن والأحاديث النبوية”[1].

      ويقول الساحلي: “ومن الشروط التي لا بد منها في الشيخ أن يكون عنده من الكتاب والسنة ما يقيم به ما لا بد منه من الرسوم الشرعية، وما يبني عليـه وظائف سلوكه”[2]. ويقول سيدي عبد العزيز الدباغ في شرحه لأبيات صاحب الرائية:

          وللشيخ آيات إذا لم تكـــن له          فما هو إلا في ليالي الهوى يسري

          إذا لم يكن علم لديه بظاهـــر          ولا بـاطن فاضرب بـه لجــج البحــــر

      قال رحمه الله: “مراده بعلم الظاهر علم الفقه والتوحيد، أي القدر الواجب منهما على المكلف، ومراده بعلم الباطن معرفة الله تعالى”[3].

يُتبع..

———————————————-

  1.  ابن عجيبة، الفتوحات الإلهية، 1/159.

  2.  المصدر السابق نفسه، 1/161.

  3.  الإمام أحمد بن مبارك، الإبريز من كلام سيدي عبد العزيز الدباغ، ص: 396، دار الفكر، بدون ( ط، ت).

أرسل تعليق