شجرة أركان (Argania Spinosa)
لا تنمو شجرة أركان إلا بالمغرب، وهي تعيش ما بين 150 إلى 200 سنة بالمناطق الجافة وشبه الجافة بالجنوب الغربي للبلاد، توجد على الخصوص بين الصويرة وسوس على طول المحيط الأطلسي، وكذلك السفوح الجنوبية للأطلس الكبير والصغير. يلعب هذا النبات دورا مهما بالنسبة للساكنة المحلية على الصعيد الغذائي والاقتصادي والاجتماعي وكذا الصحي. بحيث تقدر مردودية استخراج زيت أركان من الثمار بحوالي %1 وهي تتطلب مجهودا شاقا، مما يفسر كونه من أندر الزيوت المتوفرة في العالم. التي تمتاز بفوائد غذائية مهمة تقارب فوائد زيت الزيتون، ويتميز كذلك بفوائد علاجية استخدمت من أجلها في الطب الشعبي، فهي تستخدم على الخصوص للوقاية وعلاج مشاكل الجلد مثل البثور، وحب الشباب، وتستعمل للتخفيف من آلام الروماتيزم.
وقد أجريت في السنوات الماضية عدة أبحاث على هذا الزيت في ميدان طب الجلد والتجميل، يصفها الباحثون “بالعلاج المتكامل للجلد“، إذ تملك خصائص غذائية ووقائية ومرطبة، ومجددة للخلايا الجلدية وللشعر كذلك. ينصح الأطباء باستخدام زيت أركان للعناية بالشعر الجاف، والجلد الجاف، وكذلك في حالات التقرح والإكزيما والحروق.. من جهة أخرى يُعرف زيت أركان بأنه يفيد نمو خلايا الدماغ وينشطها. كما يساهم في الوقاية من الإجهاض بالنسبة للمرأة الحامل…
يشهد الجسم خلال ظروف الإجهاد إنتاج العديد من مركبات الأكسدة التي تتسبب في ظهور آثار ضارة على الجزيئات الحيوية وتطور عدة أمراض؛ تدخل تفاعلات الأكسدة في مختلف العمليات الفيزيائية مثل الشيخوخة، والأمراض كتصلب الشرايين، والسكري، والأورام السرطانية، وأمراض التنكس العصبي كالزهايمر والباركنسون..
يعتبر زيت ثمار شجرة الأركان من أهم المواد الطبيعية الغنية بتلك المواد الواقية فهو يحتوي على ثروة حقيقية من الأحماض الدهنية الغير المشبعة وهي تقدر بحوالي 80%، وجدير بالذكر أن زيت أركان يمتاز عن زيت الزيتون باحتوائه على كمية مهمة من حمض الأومگا 6 ويتوفر كذلك على العناصر المضادة للأكسدة مثل التوكوفينول، بوليفينول، ستيرول، الكاروتينات، كزونتوفيل والسكوالين.
ومن جهة أخرى أثبتت العديد من الأبحاث البيولوجية فعالية الزيت ضد الالتهابات والأورام، والتقليل من مخاطر إصابة القلب والشرايين؛ إذ يمكن استخدامه كمضاد لتصلب الشرايين، فقد أثبت علميا أن هذا الزيت يساهم في تخفيض معدل الكلسترول والدهنيات في الدم. ولديه نشاط وقائي مهم ضد سمية بيروكسيد أزوت H2O2 لدى خلايا T.Pyriformis.
نشر فريق من العلماء نتائج بحثهم عن فوائد نبات أركان كمضاد للسرطان، واستنتج الباحثون من خلال الدراسة فعالية مادة التكوفيرول والسبونين في الوقاية وعلاج ورم البروستاتا الذي يصيب عددا كبيرا من الذكور ويتسبب في وفاتهم.
إن من فضل الله سبحانه وتعالى أن جعل بلادنا تزخر بنباتات فريدة إن لم نقل نادرة كشجرة أرجان التي اشتهرت بمنطقة سوس وهي تحمل من الفضائل والفوائد ما يجعل الإنسان مبهرا ومتحيرا فيتذكر قوله عز وجل “وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا“. [اِبراهيم، 36]. صدق الله العظيم..
المراجع
1. Zoubida Charouf, plante du mois : L’Arganier, Maroc-PAM, N°6 Septembre-Octobre 2006.
2. A.Drissi et Al, Tocopherols and Saponins derived from Argania spinosa Exert, an Antiproloferative Effect on Human Prostate Cancer, Cancer Investigation, 24 : 588-596, 2006.
3. Rachida cadi et Al, Protective and antioxidant potential of the argan oil on induced oxidative stress in Tetrahymena pyriformis, Journal of Medicinal Plants Research, Vol 7 (27), 17 July 2013.
4. Abdelilah El Abbassi et Al, Physicochemical Characteristics, Nutritional Properties, and Health Benefits of Argan Oil: A Review, Critical Reviews in Food Science and Nutrition, 54, 1401-1414 2014.
أرسل تعليق