سَلامٌ على شَيخِ المَقارئ.. (4)
فيا طاهرَ الأنفـاسِ حلَّـقتَ في المدى فأعجزتَ فـــي التحليـقِ من هـو طائر
وحُــــــقَّ لأرضٍ أنجــبتكَ بـــأن تُــــرى بذكــــراكَ تُزهــــى في الورى وتُفاخر
وتُحــــيي لكَ الذكـــرى بكـــلِّ ثنــــيةٍ وتُتلــــى بهــــا مــما بـــذلتَ المــــآثر
وتُثني عليكَ الخـــيرَ فـــي كـلِّ مجمَعٍ إذا استَفتَحَ الســبعَ المـــقارئَ مــاهر
وها هو فــي التــأبين مجلــسُ علمِها يقومُ ببعـــضِ الحــــقِّ والـــحقُّ ظاهر
ويُمــــلي عـــلى الأيــــامِ فضـــلّكَ إنه جديرٌ بأنْ تُدعــــى إلـــيه المـــــحاضر
فمـــتلـــُكَ لا يُبـــكى بدمـــــعٍ يُريـــقُه عليـــه شقــــيقٌ أو صـــديقٌ مُـــظاهر
ولكنــــما تُتــلى شــــمائلُكَ الألـــــى بها يَأْتَسي السـاعي ويــسمو المُثابر
وتُنصَبُ للأجــــيال ذكــــراكَ مَـــــعْلَماً لمــــــنْ يَنْشـــُدُ العــــليا وفـيها يُغامر
فلا تَسْتَهنْ بالنشْءِ أن يُـــدركَ الـمُنى فليس على فضلِ المُــــهيمن حـــاجر
وكمْ قصَّر المــــــاضونَ فـــي نيْلِ غايةٍ فأدركَـــها بعــــدَ الأوالــــي الأواخـــــر
سـقـى اللهُ بــالبيضـاءِ لَــحْــداً حلَلْتــَهُ لقــــدْ غبَـــطَتْه فـــي عُـــلاكَ المـقابر
فكم ضَمَّ من علمِ المَقـــارئِ واحـتوى من الفهمِ ما لا تحـــتــويه القَـــماطــر
وأحرزَ مـــــن بِـرٍّ وأوعــبَ مــــن تُـــقىً ومـن هِمــَّةٍ تعـــنو إليــــها المـخاطــر
فنمْ في حِمـى التنزيلِ إذْ كنـتَ حِلْفَه حيـــــاتَــكَ مُـــذْ ضُمَّتْ عليكَ المــــآزر
علــــيــكَ ســـلامُ الله حيـــّاً وميِّــــتـاً تُغـــاديــكَ أنــفـــاسُ الرضـــا وتُبــــاكر
أرسل تعليق