سياقُ العِــزّ
هذه القصيدة تعبر بألفاظها وإشاراتها عن مقومات الأمة المغربية، وأبرز عناصر شخصيتها، في تناسق وتناغم وانسجام، ويتجلى ذلك في السياق العام الذي يربط؛ ربطا محكما، بين مكوناتها، ويضمن لها السلامة والمنعة والاستقرار والاستمرار (ومن يعتصم بالله فقد هُدي إلى صراط مستقيم).
نِعْـم السـيـاق؛ سـيـاق الـعـز في بلدي العـلـمُ رمـزٌ له في البـدو والحـضـر
وما تـشـاء مـن الأعـلام فـــي حِــقـبِِ الـدهــُر يـزهـو بهـم لـكـل مفـتـخــر
فالبَـسْ لباس التُّـقى إن زرت موطنهم واخــلـع نـعــالـك نـحــوهــم وسِـــِر
إلــى الأمــام، وأَحْــِى دارســا لــهــمُ من العلوم، وما قد خُـط َّ في الـُّزبُـر
لله دَرُّهُــــمُ بـالـديـــن قــــد فـــــرحــوا بوحدة الرأي كم صاغـوا من العِـبَـر
***
وبــارك الله جــمــعــا حَـــفـَّـه مــــــــلأ مـن الملائك، مـلءَ السمع والبصـر
مِـن مـاجـد القـوم، بـل وكـل مـــاجـدة فـالعـلـم شُــّـِرع للأنـثـى، وللـذكــر
والـعـلـم عــزٌّ لــنـا فـي كــل واجــــــــهـة والـعـلـم رائـدنـا فـي الِـوْرد والصَّـدَر
***
نـحـن الألــَى كـان مـنا سـادة نهجـوا نـهـج الصـلاح، مـع الإنـقـاذ للبشـر
و( فاس ) تنبئ إن شئنا وجــامـعــة ٌ بها الـوفـود تحـط الـرحل في السـفـر
وأخــريـاتٌ لــهــا فـي كــل واجـهـة نفـسُ المسار، كما قد جاء في الخبـر
وجـذوة ُ الـعـلـم لايـخـبـو تـوهـجـهـا مـــادام نـــور كــتـــاب الله والأثــــر
***
في مغـربي الحـر أحكام لنا رسخـت فـي مـذهـب، قـد فـدَاه الناس بالعمُـر
به الـجـمـيع يـعيش اليوم مـنـتـظـمـا كـالـعِـقـد صـِيغ من الياقـوت والدّرر
أو نسمة الفجـر ضمت في مسيرتها نُـوَر الصباح، أتى والكون في طهُـر
***
وفي الـعـقـيـدة روضٌ زاهــر أُنُـفٌ لـلأشـعــريِّ بـه المَـنــجــاة لـلـفِـكـَــِِر
إذا الأعـاصـيـر هـزَّت حولـنـا أمما ورُوِّعَ الـنـاس فـي الأصباح والسحـر
***
ودوحــة الــعـِــزِّ صـان الله قـائـدها مـسـتـمـسـكـا بـعـلـوم شرعنا العـَطِـر
فـهْـي الضـمـان لـنـا فـي كـل نائبـة وهْـي الـنـجاة مـن الـهـيـجـاء والغِـيَـر
وهـو الخـلـيـفـة يحمي عـز وحـدتنا ويـنـشـر الأمـن وهـو أعـظـم العـبــر
***
ونـافــع الـبـدرُ إذ نــروي قـراءتـه عـن ورشـنـا، فـبـدت كالأنجم الزُّهُـر
ووحـدة الصـف إذ أعـطت نتائجها مـنـذ القـديـم، وقـد جـاءت عـلى قـَدَر
فهي السياق سياق العـز في وطني بـشـرى لـمغـربـنـا بـالـعــز والـظـفــر
طنجة في 15 /06 / 2010
-
الحمد لله الذي أفاض على قلوب العارفين به أنوار هدايته، ومنح الربانيين مفاتح خزائن رحمته.
والصلاة والسلام على سيدنا محمد معدن الأسرار، ونور الأنوار، وعلى آله وصحبه الأطهار، وعلى العلماء الوارثين والفقهاء المجدين ومن تبعهم في سلوك المحجة البيضاء ومناهج الحنفية السمحاء.
أما بعد، فشكري موصول لأستاذي الفاضل الدكتور أحمد الخياطي على هذه القصيدة القصيرة البسيطة في عباراتها، الغنية بمضمونها المبرزة لملامح مقومات شخصية أمتنا المغربية المتمثلة في العقيدة السنية الأشعرية والمذهب المالكي- الذي اختاره الآباء والأجداد عن إيمان واقتناع وحجة وبرهان -. والملكية الدستورية التي ترعى الأمن والاستقرار للبلاد والعباد. ولما كان خير ما يتلى كتاب ربنا عز وجل اختار المغاربة رواية ورش عن نافع قراءة لهم.
وفي الختام نسأل العلي القدير أن يديم علينا نعمة الإسلام والسلام.
التعليقات