سقى الله أرضا
سقـــى اللهُ أرْضاً أطْلعتْ خيْر مـنْ بدا على الأرْضِ محْـمُود الْخِصالِ مُحـمّــدا
فكان كشــــمْسٍ أشْـــرقتْ بِضِيائِــــها فعمّ سناها باهِر الْومْضِ إِذْ غـــــــــــدا
تلاشى لهُ غيمُ الْجهـالةِ واخْتفــــــــى سوادُ دُجىً لمْ يبْــرحِ الرّبْع أعْنـــــــــدا
وعــــانق فِيـــهِ الْخلْـــقُ أكْـرم وافِـــــدٍ وأشْـرف موْلُودٍ بِهِ الْكـــوْنُ أسْعــــــــدا
على يُتْمِهِ لمْ يعْـرِفِ الـزّيْغ والْــهــــوى وكمْ دنّس اليُتمُ الشّــباب وأفْســــــدا
وما حطّـــــــــهُ الْعـــوْزُ الأثِيمُ لِمُنْتهـىً يهُونُ بِهِ بلْ كــان فِيــــهِ مُســــــــــوّدا
عفِيفاً شرِيفاً عارِفـــاً قدْر نفْسِـــــــــهِ عطُوفاً رءُوفـاً عزّ خُلـــْقٌ بِهِ اهْتــــــدى
فشبّ عظِيم الْجاهِ فِي الْقوْمِ لوْ حدتْ شبِيبتُنا منْحاهُ فِــــي كلِّ مُنْتــــــــدى
تعهّدهُ الرّحْمنُ لِلْبعْـــثِ عامِـــــــــــــلاً لِتــــوْحِيـــــدِهِ ربّـــاً بِدِيـــــنٍ تجــــــدّدا
فكان كمـا يرْضى الإِلـــــهُ حصــــــــافةً ونهْجاً وتبْلِيغاً بِهِ الْخـــلْق أرْشـــــــــدا
أتى النّــاس بِالذِّكْرِ الْمُــبِينِ مُفصّـــــلاً بِهِ خيْرُ دُنْياهُمْ وأُخْراهُــمُو غـــــــــــدا
بِهِ تطْمئِنُّ النّفْسُ إِنْ هِي آمنـــــــــتْ بِهِ واسْتقــامتْ غيْر أنْ تتــــــــــــــردّدا
ودُونهُ تِيــهٌ هالِــــكٌ وضلالـــــــــــــــــةٌ وغبْنٌ وإِجْــحافٌ وجُبْنٌ بِـــــــــــــهِ ردى
ألا إِنّـهُ دِينُ مُعِــــزّ لأِهْلِـــــــــــــــــــــهِ وجاعِلُهُــمْ فوْق الْجمِيعِ بِما هـــــــدى
يؤازِرُهُــــمْ مـــــا آزرُوهُ وإِنْ خبــــــــــوْا فقـــدْ نبـــذُوهُ تارِكِينهُ أبْعـــــــــــــــــدا
خلتْ أُممٌ شتّـــــى ودِينُ مُحمّــــــــــدٍ قـــوِيٌّ فلـــمْ يُهْزأْ بِهِ فيُجمّـــــــــــــــدا
على لذعاتِ الْمُبْطِــــلِين وكيْــــــدِهِمْ فكالطّوْدِ دوْماً كان فِي الْخـــوْضِ أعْتدا
ألمْ تــر أنّ الله كـــافِـلُ حِفْظِــــــــــــــهِ ومنْ يكْفُلِ الرّحْمنُ يحْــــي مُؤيّـــــــدا
إِذنْ فــلْيمُتْ إِبْلِيسُ غمــّاً وحِزْبــــــــهُ فلنْ يصِلُــوا ما يمّمــُوهُ مُــــــــــــــردّدا
فمـــــا بيّتُـــوا للهِ كـــــان عليْـــــهِـــمُو ومهْما عتا الْمخْلُوقُ ظـــلّ مُـــــــهدّدا
ويبْقى على منْ كان فِـي اللهِ دأْبُـــــهُ تشبُّثُهُ ما نفْسهُ بِهِ أجْــــهــــــــــــــدا
ولمْ ينلِ الإِسْلام ما نالــــهُ سِــــــــوى لأِنّ مواليــــهِ سلـــوْهُ بِما عــــــــــــدا
وطاب لهُمْ أنْ يخْــــمُلُوا وتواكـــلُـــــــوا فزاغ بِهِمْ ما أصْبحـــُوا لهِ سُجّــــــــــدا
فحقّ عليْهِمْ قـــوْلُهُ جـلّ شأْنُــــــــــــهُ وما اللهُ سـاهٍ أنْ يُعاف ويُجْـــحــــــــــدا
ونعْمـــــاؤُهُ كُـــــــلٌّ بِهـــــــا مُترفِّـــــــلٌ يرُوحُ بِهــــــا مــــدّاً ويغْــــــدُو مُجــــدّدا
وما لهُمُو مِنْ عاصِمٍ غــــيْر أنْ يعُــــــوا ويسْتمْسكُوا بِالدِّيـنِ غيْباً ومـشْهــــدا
ويسْتوْعِبُوا ما فــــرّطُوا فِيهِ وانْـــتهــى إِلــى وهــنٍ منْهُــمْ لِبـــثِّهِ مقْـــصــــدا
أصِيلاً على مــــا كـان ذِكْراً وسُنّـــــــةً فإِنّهُــمــــا نــــبْعٌ يُبــلُّ بِــــهِ الصّـــــــدا
وإِنّهُما الإِسْـلامُ فِــــي ريعانِــــــــــــــهِ وما بِهِما وصّــــى الْمُدبِّرُ أحْمـــــــــــدا
فصلّى عليْك اللهُ يا خيْــر منْ هــــــدى ومنْ بات رمْزاً لِلْعُـــلا بِهِ يُقْتـــــــــــدى
ومنْ جعل التّبْلِــيغ عنْـــهُ أمانــــــــــــةً يُورّثُها كُلٌّ تفهّـــم واهْتـــــــــــــــــــدى
ألا فلْنكُنْ فِي مُسْتــوى الْعِبْءِ ولْنكُـنْ لِمنْ بعْدنا نهْجــاً قوِيـماً مُمهّــــــــــــدا
لِيخْلُفنا كُفئاً لدى الأمْـــــرِ صامِــــــــداً ويأْخُذ عنْهُ مـــــنْ يلِيهِ على الْمــــدى
بِذا اللهُ يرْضى ســـــــعْينا وبـــــــــلاءنا وينْصُرُنا نصْــــراً عظِيـــــماً مُؤبّــــــــــدا
فنحْيا حيـــاةً عِــــــزّةً وكرامـــــــــــــــةً ونُصْبِح عِقداً جوْهـــــــرِيّاً مُنضّــــــــــدا
وفِي اللهِ مـــــا نرْجُوهُ شأناً ومنْعـــــــةً ومنْ يعْتصِمْ بِاللهِ يُهْــــد مُعضّــــــــــــدا
تمت هذه القصيدة بشفشاون في: 20 صفر الخير 1405هـ، موافق 14/11/1984م
أرسل تعليق