سر الجلال.. “الله أكبر”
رَبِّ يَـــا ذَا الجَـــلاَلِ كَوْنُـــكَ أَكْبَرْ أَنْتَ اَوْجَدْتَ فِيـــهِ مَا لَيْسَ يُحْصَرْ
أَنْــتَ رَبُّ السَّمَاءِ أَبْـدَعْـتَ فِيهَـــا مَا تَـرَا أَى لَنَا، وَمَــا لَيْسَ يَــظْهَرْ:
سَـاحَةُ سَادَهَــا سَـدِيمُ مَجَـــرَّا تٍ لِكَــــوْنٍ مَــــدَاهُ لَيْسَ يُقَـــــدَّرْ
لاَ جِهَــــاتٌ تَحُــــــدُّهُ، لاَ يَمِيــــنٌ لاَ شِمَـــــالٌ، وَلاَ بِنَــــــاءٌ مُعَـــمَّرْ
هُوَ سِفْـــــرٌ لِمُحْتَــوَى دَامَ يُمْلِيـ ـهِ عَلَـــى العَقْلِ مَنْ عَلَيْهِ تَجَبَّرْ!
رَبِّ. هَذِي السَّمَا سَمَــاؤُكَ تَمْتَنُّ عَلَــــى الأَرْضِ بِالَّــذِي هِيَ تَزْخَرْ
شَأْنُهَا حَمْـــل مَا تَبَخَّــــرَ مِنْ مِلْـ ــحِكَ غَيْمــــاً تَصُبُّــهُ وَهْوَ كَــــوْثَرْ
حِيـــــنَ تَحْنُــــو حُنُــــــوَّ أُمٍّ رَؤُومٍ تُحْمَدُ الأُمُّ مِنْ بَنِيهَـــــا وَتُشْـــكَرْ
وَإِذَا مَــــا طَلَتْهُمُ هَــــرَعَ الكُـــــلُّ إِلَــــى الأُمِّ يَشْتَكِـــي مَا تَــــأَخَّرْ
ضَارِعاً يَرْتَجِي السَّمَـــا غَيـــْرَ وَاعٍ بِاخْتِبَـــــارٍ مُؤَقَّــــــــتٍ وَمُقَــــــدَّرْ
لاَ يَرَوْنَ السَّــــــمَاءَ غَيْــــــرَ فَضَاءٍ مِنْ سَحَابٍ، مَتَــــــى رَجَوْهُ تَقَطَّرْ
غَيْرَ أَنِّي رَأَيْتُهَا فِـــــي دُجَــــــاهَا كَالثُّرَيَا، وَالكَـــــوْنُ مِنْهَـــــا تَنَـــوَّرْ
وَرَأَيْتُ الضُّحَـــى كَسَاهَــــــا بَهَاءً وَرَأَيْتُ البَهَـــــاءَ أَرْوَعَ مَنْــظَــــــرْ!
وَرَأَيْتُ الوُجُـــودَ فِي مَا تَمَـــــلَّيت وَمَا فِي الوُجُــــودِ يَسْبِي وَيَبْهَرْ!
وَتَمَلَّـــــيْتُ بِالرُّؤَى مَا تَمَلـــــــَّى بِرُؤَاهَا البَصِيـــرُ مِنْ غَيْرِ مِجْــــهَرْ!
فَتَيَقَّنْتُ أَنَّهَـــــــا صُنْعُـــــكَ السَّا مِي وَإِبْدَاعُـــكَ الّذِي لاَ يُفَسَّـــــرْ
آيَةُ الآيِ فِــي البَيَانِ عَلَــــى مُبْــ ــدِعِ صُنْعٍ، فِـــي صُنْعِهِ كَانَ أَمْهَرْ
أَبْــدَعَ الخَلْــــقَ صُــــورَةً وَحَيَـــاةً جَــــلَّ مَا أَبْدَعَ الإِلَــهُ وَصَــــــوَّرْ!!
فَلَـهُ الكَـــــوْنُ رَاكِعٌ وَهْـــــوَ مَمْنُو نٌ لِمَــــنْ خَصَّــــهُ بِأَبْدَعِ مَظْـــهَرْ
وَبِمِحْرَابِهِ الرَّحِــــيبِ عَنَــــا الخَلْـ ــقُ سُجُـــوداً لِمَنْ سَمَـــا وَتَكَبَّرْ
وَلَهُ سَبَّــحَ اللّسَـــــانُ وَصَلَّـــــى كُلُّ قَلْبٍ فِـــي العُمْقِ وَهْوَ مُطَهَّرْ
وَبِهِ الكَائِنَاتُ هَـامَتْ فَمَــــا انْفَـكـَّ ـتْ بِتَوْحِيدِهِ وَ بِالحَمْـــــدِ تَجْهَــــرْ
وَإِذَا عَالَــــــمُ المَــــوَاهِـــــبِ ينْدَا حُ عَطَاءً، وَعَالَــــمُ النَّاسِ يَخْــضَرْ!
أَيُّ وَاعٍ وَعَــــــاهُ أَيْقَــــــنَ أَكْثَــــرْ أَنَّ سِــرَّ الجَــــلاَلِ “اللهُ أَكْبَــــرْ”!!
شعر: محمد المختار العلمي
-
أتقدم بالشكر الجزيل للأستاذ الشاعر المتألق محمد المختار العلمي على هذه الأبيات الرائعة
التعليقات