رياض الشعر..(1)
بجَام الشــعر أم جَـــام الشرابِ أُرَوِّي غــُـلَّة الصَّبِّ المُحابــــي؟
وأرضيها المشـــاعر مـــن هـواه بمــــــلء أم مــــلء الجــــــراب
ومــا الشعـــر الذي نشــدوه إلا كشـــدو الـــورق أو غاقِ الغراب
فأحيانا تــَــطيب بــــه نفــــوسٌ متى حسَّـــت بفــن مسـتطاب
وطـــــورا تشـــمــئز بمحـــــتواه وتأنف مـــــن تألفــــه المـــعاب
وقد كـــادت رياض الشعر تذوي ومجرى المـــاء يـَـضرع للــرباب[1]
فلولا الشـــعر ما شحذت عقول ولا ميز الجنــــون مــن التصابي
يترجم من مخــــايل مُـــعتميه وينبـــــئ عـن مكامنه الخوابي[2]
وضوغ الشـــــعر ليــــس شعور وفاقده يخطــــأ فــــي الخـطاب
ففي عرصـــــاته تفــــي جموع ويحي البعـــض معــكوم الجواب
وفـــي عقباته تعــــي جـــــهود مكـــــرســـةٌ قبــاءت بالسراب
فكيـف يخـــــوض غـــمرته يراع وجـــوب القلب مهضوم الــجناب[3]
تنــــــكَّبه لبـــــــيد باقتــــــــناع وقحمه بليــــــد بـــــاكتــــــئاب
وأنت لبيده لــــو كنــــــت تدري وغيرك عين أبــــله الـــمصـــاب..
يتبع في العدد المقبل..
————————-
1. ذو العود يذوي مثل طوى يطوي إذا ذهبت نضارته، والرباب السحاب.
2. اعتام الشيء اختياره فهو معتام.
3. اليراع الجبان الضعيف، وجوب:- بفتح الواو– شديد الاضطراب.
أرسل تعليق