خير خلق الله
بَسَماتٌ على الرُّبا قد تجلَّـــــــتْ تَتَهَــــــادى بِرَبْعِـــنـا أقْمَــــــــــارا
تحملُ البِشْرَ للحياةِ بأزهَــــــــى أمَلٌ طَالَمَا اخْتَــفَــى أعْـمــــــارا
وَقَفَ الكَــوْنُ مُشرقاً يتملَّـــــــــى وهْو يَتْلو الألحـــانَ والأشــــعـارا
مرحبـــاً بالربيـــع بالأمل الحُــــــــلـــــــــــوِ بِرَمْـــزِ الْهَـــنََـا الـــذي قَـــدْ زَارا
خيرُ خَلْقِ الإلـــهِ فيه تَبَــــــــــدَّى طَلْعَــةً كالسَّنـــا تفيــضُ وقـــارا
بَسَطَ الكَـفَّ للحيــاةِ بِحُـــــــــــبٍّ وَعَطَـــاءٍ يُجريـــهِمــــا أَنْهَــــــــارا
وسَـرَى فـــي عُروقِ كُـلِّ بَهِيـــــمٍ حَالــكٍ نِقمـــــةً بَدَتْ إعْصَــــــارا
فامَّحَـى ما على الثَّرَى مِنْ مَعانٍ لم تزلْ تكتسي بهـــا أطْمَــــارا
وازدهت إذ ربتْ فراقــت جمـــــالاً وَسَبَتْ مَنْظــــراً وطــابتْ قَــــرارا
أَمَـــلٌ طَــالَمَـــــا تَمَنَّــــــــاهُ كـــلٌّ نــاءَ بالحِمْــلِ مَقْعَــداً ومــــَسارا
عَـمَّ نُـــــورٌ مِــنَ الإلَــــهِ حيــــــاةً لَمْ تـزلْ في طُغيانــها تَتَـــــوَارى
لم تزلْ تَسْكُبُ الخُمــــورَ لقَــــوْمٍ وَلِقَــوْمٍ دَمـــــاً وإفْـــكـاً ونَـــــــارا
بُهِتَ الظالمــــون إذ بُعثــوا مِـــــنْ غَفْوَةٍ حُلْمُهــا انْقَضَى وأنْــــهارا
وكــذا السُّكْــــرُ قد يُزيِّنُ للبــــــــعْـــــــــــــضِِ حياةَ الخَنَا بدُنيا السُّـــكارى
فإذا مـا اسْتَفــاق يَخْجَـــلُ مِمَّـــــا قد أتــاهُ -على عَمَاهُ- فََــحــارَا
يـــا رَسُــولَ الإلـــهِ قَـدْ سَعِدَ الخَـلْـــــــــــــقُ بمـا جئتَـــهُمْ بِهِ بَــــــــشَّارا
فُقْـتَ كــلَّ الـــــوَرَى بخُلْقِــكَ لَــمَّا صِرتَ فيهـم مُسَوَّداً مُخْــــــتارا
وتوسَّمْــتَ بالفضــائِــــــل كُــــــــلاًّ فَتَسامَيْتَ ناهِــــياً أمَّــــــــــــارا
فاهتــدى التائهــــون غيرَ مُعَــــــادٍ مُسْتَغِــــلٍّ عِنَــــادَهُ مِنْظـــــــارا
لم يزلْ ظالماً لنفسه يعْــــــــتُـــــو ويُغـالــي مُطــاولاً كََـــــــــــــفَّارا
يَتَخَفَّــــى مِنَ الضِّـــيَـــا بِهَبَــــــــاءٍ ومتى أصبح الهباءُ سِــــــــتارا؟
أيُّ فَضْــــلٍ أتَيْتَـــنَـــــــا بهُـــــــــدَاهُ بِحِـــمـــاهُ نَطيـــبُ نَفْــساً ودارا
وبِدونِ انْتِهاجِ سُبْلِهِ ضــــــــــــالُّونَ فنُمْسي بحِمْلِنا أصْـــــــــفـــارا
أيهــــا الغافــــلُ المُتَوَّهُ مَهْـــــــــــلاًً لستَ من قد يدومُ حَيْثُ أغـارا
فَهْوَ ما طـــــال لحظةٌ لو يُســــاوَى وهْوَ ما ازْدَانَ وَمْضُةٌ لَوْ يُجــارى
إنمـــا الحقُّ هُوَ مــــا بَعْدَ بَعْـــــــثٍ مُستجَدٍّ أحْداثُــــهُ لا تُــــــدارى
مـــا بأيديـــك كُلُّـــهُ أنتَ فيـــــــــــهِ شَبَـحٌ زائـلٌ وَخَطْوٌ مُـــــــــوَارَى
فهنيئاً لِمَنْ وَعَـــــى مـــا عَلَيْـــــــهِ ثـم أدَّاهُ كامــلاً وَاسْتَـــــــــخَارَا
أرسل تعليق