خزامى
يعتبر نبات الخزامى من الأعشاب الطبية الأكثر استعمالا في العالم، يرجع أصله إلى بلاد فارس “Lavandula stoechas L.”، وقد كان الرومان يستعملونه لتعطير الحمام والحفاظ على الملابس، ويستعمله المصريون القدامى لإعداد وصفات التحنيط، وفي القرن الثامن الميلادي اخترع السلتييون محلولا يستند تركيبه على الزيت العطري للخزامى قصد العلاج وصناعة العطور.
عشرون نوعا من نبات الخزامى يتواجد في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط والهند وغرب آسيا. يتميز عموما برائحة نفاثة عطرية وطعم حار ومر. يصل طوله إلى 0.6 على شكل شجيرة ذات أوراق طويلة لونها أخضر رمادي بطول يتراوح بين3 و5سم، تخرج من النبتة سيقان طويلة غير متفرعة تنتهي بأزهار تتنوع ألوانها من البنفسجي الشاحب إلى اللون الأرجواني.
يحتوي الزيت الطيار للخزامى على العشرات من المواد التي تنتج مركبات لها نشاط بيوكميائي مثل التربينات “Les terpènes”، أما أهم المواد الموجودة في النوع “Lavande officinale” فهي لينالول Linalolوحمض لينليل “Acétate de linalyl”. إلى جانب ذلك فالنبات يضم مواد فعالة أخرى مثل الفلفنويدات والكومرينات والفنولات والعصف.
استعملت شعوب متعددة نبات الخزامى، منذ آلاف السنين، لعلاج مختلف الإصابات؛ فقد كان يستعمل في الطب الصيني الشعبي لمعالجة مشاكل العقم والعدوى الجرثومية والحمى والقلق، وفي الطب العربي القديم كان يستخدم لمعالجة آلام الرأس ومشاكل الكلى، وفي العصر الفيكتوري كان النبات يستعمل كمنشط جنسي وفي علاج تساقط الشعر وتقوية إفرازات الصفراء وعلاج القروح.
أما اليوم فقد ازدهرت استخدامات الخزامى بحيث أصبح هذا النبات يستعمل في صناعات العطور والصابون والشموع ومواد التنظيف كما يدخل في صناعة بعض المواد الغذائية أيضا. من جهة أخرى، يعتبر نبات الخزامى من المواضيع الهامة التي تهم عدة دراسات في مجالات طبية متنوعة كالطب النفسي وطب جهاز القلب والشرايين..
أقرت عدة أبحاث أن زيت الخزامى الطيار يمتاز بمفعول مهدئ ومنوم، وقد أقيمت دراسة علمية ببلادنا أثبتت وأكدت هذه الخاصية لدى بعض أنواع الخزامى المتواجدة بمنطقة الرباط سلا زمور زعير. وفي هذا الصدد أبانت أبحاث أخرى أن نبات الخزامى يساعد على التخفيف من حدة القلق والتوتر، ويساعد على التغلب على الكآبة والتشنج العصبي وله مفعول مضاد للآلام ونشاط حام للجهاز العصبي.
من جهة أخرى أبانت دراسات علمية أن الخزامى يتميز بمفعول موسع للأوعية الدموية ومخفض لضغط الدم وله نشاط مضاد لتجمع الصفيحات الدموية مما يجعله يساعد على الحفاظ على سلامة جهاز القلب والشرايين.
ذكر بعض العلماء الباحثون أن مركب لينالول المتواجد بزيت الخزامى الطيار يكبح نمو العديد من الميكروبات التي تتسبب في إصابة الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي والجلد، كما أنه يمتاز بمفعول مضاد للفطريات وطارد للحشرات والطفيليات.
المراجع:
1. عبد الحي السجلماسي، الأعشاب الطبية في المغرب، نشر الفنك، الطبعة الخامسة 2008.
2. Rachad ALNAMER et Al, Sedative and hypnotic activities of the Methanolic and Aqueous Extract of Lavandula officinalis from Morocco, Advances in pharmacological sciences, 10-1155 article ID 270824, 2012.
3. Maud BELMONT, Lavandula angustifolia M, Lavandula latifolia M, Lavandula x intermedia E : Etudes botaniques, chimiques et thérapeutiques. Thèse de doctorat en pharmacie, Université Joseph FOURIER, Faculté de pharmacie de Grenoble, 30 Aout 2013.
أرسل تعليق