حق المواطنة.. (1)
يصف البعض وجود غير المسلمين في المجتمع المسلم بمصطلح الأقليات[1]، وبالرغم من عدم دلالة هذا المصطلح على الصورة السلبية الصريحة والمباشرة، إلا انه ليس مصطلحاً بريئاً ولا مريحاً، لأنه يصف مجموعة إنسانية قليلة العدد بالنسبة إلى أكثرية، يعيشون في مجتمع واحد، ومختلفي العرق أو الدين أو العقيدة أو اللون أو الجذور الجغرافية أو الثقافية أو غيرها[2]، وهذا يفرض في طياته نوعاً من التمييز، وليس نوعاً من التحيز الإيجابي، وهو ما لم نجده في الثقافة الإسلامية.
إن قراءة عصرية لدستور المدينة المنورة التي سنها النبي عليه الصلاة والسلام لكل مواطني المدينة، تبين أن المسلمين تعاملوا مع غير المسلمين في المدينة على أنهم مواطنين لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين من الحقوق والواجبات، ونذكر الوثيقة كدليل من السنة النبوية أولاً، وكدليل عملي سياسي مارسه المسلمون مع غير المسلمين، الذين يشاركونهم المواطنة في هذه المدينة الجديدة، جاء فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم:
1ـ هذا كتاب من محمد النبي [رسول الله] بين المؤمنين والمسلمين من قريش و[أهل] يثرب ومن تبعهم فلحق بهم وجاهد معهم.
2. أنهم أمة واحدة من دون الناس؛
3. المهاجرون من قريش على رَبعتهم يتعاقلون بينهم وهم يَفْدون عانِيَهم بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
4. وبنو عوف على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين؛
5. وبنو الحارث [بن الخزرج] على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين؛
6. وبنو ساعدة على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين؛
7. وبنو جُشم على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين؛
8. وبنو النجار على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين؛
9. وبنو عمرو بن عوف على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين؛
10. وبنو النَّبِيت على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين..
يتبع في العدد المقبل..
———————————————
أرسل تعليق