حالة المعرفة في حقل علوم القرآن نحو استئناف العمل البنائي والتجديدي لعلوم القرآن… (6)
إن العقود الأخيرة عرفت تطورات عديدة في مجال الدراسات القرآنية، فلأول مرة نجد أمامنا تعددا منهجيا يخرج عن المناهج التقليدية المألوفة في التفسير ودراسات علوم القرآن، إضافة إلى ذلك نجدنا أيضاً أمام استخدام لمناهج أجنبية وافدة جديدة ومتنوعة لم تنبت في أرض المعرفة الإسلامية وثقافتها الخصبة، ثم إن هذا النتاج الجديد من الأبحاث والدراسات أسهم فيه غير المسلمين (المستشرقون) بشكل واضح، وذلك بغض النظر عن تقييم ما قدَّموه.
وإذا كانت مقاربات المقارنة النصية لنصوص القرآن في المنهج الفيلولوجي الاستشراقي قد أثمرت في الثلث الأول من القرن المنصرم منهج “النظم القرآني” لدى عبد الحميد الفراهي الهندي، وفي خمسينياته أفرزت التفسير الموضوعي، فإن دراسات المنهج البياني لمدرسة الأمناء في أربعينيات القرن المنصرم، المتأثرة بالتأوُّليَّة الألمانية (Hermeneutics) قد فتحت أفقاً جديداً لدراسات القرآن، وقد حظي كل من هذين النوعين من الدراسات باهتمام واسع.
وقد أثبتت الدراسات القرآنية في العقود الستة الأخيرة، خِصبها، إلى درجة تبدو فيها كما لو أن مجالها حقل بكر تماماً، وقد اعتمدت مداخل ميزت إنتاجها ورؤيتها لحقل علوم القرآن..
يتبع في العدد المقبل…
أرسل تعليق