جوانب من علاقة العلم بالعمران بالمغرب من خلال الفهارس… (6)
ومن خلال الفهرسة الصغرى والكبرى لأبي عبد الله محمد التاودي بن سودة[1] نستفيد معلومات ثمينة حول الحركة العلمية والثقافية لعصر المؤلف، فعن تلاميذ التاودي بن سودة نقرأ قول تلميذه محمد الرهوني في حاشيته على شرح الزرقاني لمختصر خليل المسمى “أوضح المسالك“: “فلا أعلم الآن أحدا ممن ينتمي إلى العلم بالمغرب، إلا وله عليه منة التعليم إما بواسطة، وإما بغير واسطة، وإما بهما معا..” وفي الروضة المقصودة لسليمان الحوات[2]: “فلا عجب حينئذ إن شذت إليه رحال الطلب، وجاءه الناس ينسلون من كل حدب، حتى كثر الآخذون عنه أخذ انتفاع، وعمت درايته وروايته في أكثر البلدان والأصقاع، فلست وإن أفنيت الأوراق والأقلام بتمحيص ما تخرج له من جهابذة الأعلام…”.
أما تلاميذ الإمام التاودي بن سودة من خلال فهرسته فهم: أولاده الأربعة: أبو العباس أحمد؛ أبو عبد الله محمد؛ أبو بكر محمد؛ أبو القاسم بن محمد التاودي؛ ومحمد الطالب ابن العلامة أبي العباس أحمد التاودي (تـ 1836م)؛ وأبو حامد العربي ابن قاضي الجماعة أبي العباس أحمد (تـ 1813م)؛ ومحمد بن الحسن الجنوي الحسني التطاوني (تـ 1785م)[3]؛ ومحمد بن أحمد الرهوني المدعو بركشة الوزاني (تـ 1815م)[4]؛ أبو عبد الله محمد بن عمرو الزروالي الفاسي (تـ 1815م)[5] أبو الربيع سليمان الحوات (تـ 1816)[6]؛ حمدون بن عبد الرحمن بن حمدون بن عبد الرحمن السلمي المرداسي (تـ1817م)[7]؛ أبو عبد الله محمد بن محمد الشفشاوني (تـ1817م)؛ أبو عبد الله محمد بن عبد السلام الناصري الدرعي، صاحب كتاب “المزايا فيما حدث من البدع بأم الزوايا” (تـ 1823م)[8]؛ أبو عبد الله محمد[9] الطيب بن عبد المجيد بن عبد السلام بن كيران الفاسي (تـ 1812م)؛ أبو العلاء إدريس بن زيان العراقي، سيبويه زمانه، توفي 1823م؛ أبو عبد الله محمد بن عبد السلام بن أبي زيد اليازمي، أخذ عنه خلق كثير، (تـ 1826م)؛ أبو عبد الله محمد بن محمد بن إبراهيم الدكالي الفاسي؛ توفي سنة (1826م)؛ أبو عبد الله محمد بن سليمان المناعي، توفي سنة 1832م؛ محمد بن الطيب القادري بن عبد السلام الحسني القادري، كان يعيش في عزلة تامة مخصصا جل أوقاته للعبادة والدراسة، توفي سنة 1773م؛ أبو القاسم بن أحمد بن علي بن إبراهيم الزياني، ينتسب إلى قبيلة زيان، توفي سنة 1833م؛ أبو حامد العربي بن عبد الله بن أبي يحي المساري، توفي سنة 1824م؛ أبو الفلاح صالح بن حسين الكواش التونسي، توفي سنة 1804؛ أبو زيد الحائك عبد الرحمن التطاوني، توفي سنة 1806م؛ أبو عبد الله محمد بن محمد بن أحمد بن القادر الشهير بالأمير، توفي سنة 1232/ 1818م؛ أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد القادر الشهير ببونافع الفاسي، توفي 1260/1846م؛ بدر الدين محمد بن الشاذلي الحمومي بن أحمد، توفي 1852م؛ أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن حمدون بن الحاج السلمي، توفي سنة 1799م؛ أبو محمد عبد العليم بن محمد الضرير، توفي سنة 1800م؛ أبو عبد الله محمد بن محمد التهامي المعروف بابن عمرو الرباطي، توفي سنة 1827م؛ أبو العباس أحمد بن محمد بن عجيبة التطواني، توفي سنة 1810؛ محمد بن عمرو الزروالي، الفاسي، العالم المحقق المتفنن في العلوم، توفي سنة 1816م؛ أبو العلاء إدريس بن محمد بن إدريس العراقي، توفي بفاس في شهر شعبان عام 1183هـ/ 1769م؛ سلطان المغرب الشريف الزاهد المولى سليمان، توفي سنة 1238هـ/ 1822م؛ أبو عبد الله محمد بن محمد الصادق بن ريسون العلمي التطواني، توفي سنة 1820؛ أبو زكرياء يحي الشفشاوني، توفي سنة 1815م؛ أحمد بن الرضى بن عثمان المكناسي؛ أبو عبد الله محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن البصري الأصل، المكناسي الدار والمنشأ، توفي سنة 1790م؛ أبو الحسن علي زين العابدين بن هاشم زيان العراقي، توفي سنة 1780هـ؛ أبو العباس أحمد بن عبد الكريم المعروف بالمهيرز الزرهوني المكناسي، توفي سنة 1814م؛ أبو عبد الله محمد بن علي الورزازي أصلا، التطواني دارا وسكنا ومدفنا، توفي سنة 1800م؛ محمد بن عمر بن أحمد بن أحمد بن عبد الله اليبوركي الهستوكي الأسغركيسي، توفي سنة 1795م؛ أبو عبد الله محمد بن العباس بن الحسن بن محمد بن ياسين الجزولي السوسي، لم يذكر صاحب فهرس الفهارس تاريخ وفاته…
ليس غريبا أن يصرح العلامة عبد الله كنون في “النبوغ المغربي” أن الشيخ التاودي بن سودة حاز رياسة فاس والمغرب كله. وانفرد بعلو الإسناد حتى صار شيخ الشيوخ والمحرز على قصب السبق في ميدان الرسوخ، حتى أصبح سنده مدار أسانيد أهل المغرب، فقد تضلع من كل العلوم، فألقت إليه زمامها واعتكف على قراءتها، وإقرائها، حتى صار إمامها كما في “أوضح المسالك”؛ والحق أنه كان من أكثر أعلام زمنه إطلاعا على العلوم التي كانت رائجة آنذاك، فلا أحد يضاهيه من أبناء جنسه، فإذا حضر فإنه لا النافية[10] للشيخ التاودي وضع على البخاري مسمى: زاد المجد الساري في مطالع البخاري، كان إليه المنتهى في التفسير، أقرأ صحيح مسلم والكتب الستة، وفي الفقه المختصر الخليلي أكثر من ثلاثين مرة…
أما فهرسة الفقيه سيدي عبد القادر[11] الكوهن (تـ 1254) إمداد ذوي الاستعداد إلى معالم الرواية والإسناد، فنقرأ فيها: “أخذت عن جمع من الأشياخ كثير، وجم غفير، منهم: شيخنا وشيخ شيوخنا، الإمام المحقق، المتفنن المدقق، القاضي الأعدل، الخطيب الأنفع الأكمل: أبو محمد عبد القادر بن أحمد بن العربي بن شقرون الفاسي، أخذت عنه رحمه الله: بعض صحيح البخاري، وبعض الشفا للقاضي عياض، وهو يروي : عن الشيخ أبي العباس أحمد بن عبد العزيز الهلالي العمري المتوفي سنة 1174، والشيخ أبي عبد الله محمد بن قاسم جسوس المتوفي سنة 1182 ومولده سنة 1092، والشيخ القاضي أبي محمد عبد القادر بوخريص المتوفي سنة 1188، والشيخ أبو حفص عمر بن عبد الله الفاسي الفهري المتوفي سنة 1188 وهو عمدته في سائر الفنون.
يتبع في العدد المقبل…
————————
1. الفهرسة الصغرى والكبرى، أبي عبد الله محمد التاودي بن سودة، دراسة وتحقيق عبد المجيد خيالي. دار الكتب العلمية. بيروت 2002.
2. الروضة المقصودة والحلل الممدودة في مآثر بني سودة. تحقيق عبد العزيز تيلاني، الدار البيضاء. 1994.
3. ترجمته في “السلوة”1/161-162.
4. ترجمته في “السلوة” 1/104.
5. ترجمته في “السلوة” 3/5.
6. ترجمته في “السلوة” 3/116.
7. ترجمته في “الإتحاف” لابن زيدان 3/340.
8. ترجمته في “الإتحاف” لابن زيدان 4/145.
9. ترجمته في “السلوة” 3/2.
10. الدرر للفضيلي 2/295، طبعة حجرية.
11. هو العلامة الصوفي أبي محمد عبد القادر بن أحمد بن أبي جيدة الكوهن الفاسي، له مجموعة من المؤلفات منها: منية الفقير المتجرد وسمير المريد المتفرد خ بخزانة الرباط (1388د) شرح ترجمة بدء الوحي مع حديث “إنما الأعمال بالنيات، من صحيح البخاري ط – نوافح الورد والعنبر والمسك الداري شرح آخر ترجمة صحيح البخاري مخطوط في خزانة الرباط (892د)- وفهرسته المشهودة، وللشيخ عبد الحي الكتاني انتقاد عليها سماه: غاية الإسناد في أغلاط إمداد ذوي الاستعداد -شرح الحكم العطائية بخزانة تطوان (102) رحلة حجازية خ بخزانة الرباط (13015).
توفي بالمدينة المنورة، ودفن بالبقيع، في صفر سنة 1254 هـ قاله محمد بن جعفر الكتاني، وقال عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني في فهرس الفهارس والأثبات 2/493: مات سنة 1253هـ.
أرسل تعليق