تودعني النوارس
تُوَدِّعني النوارس؛
تُودِعني أليما؛
تحملني القوارب؛
يحضنني المحيط؛
أخرج منه كما يخرج المخيط؛
تنطفئ منارتي؛
تتحطم صخرتي؛
تنكسر بوصلتي؛
أفقد وجهتي؛
لا شمال.. ولا جنوب؛
بين يدي سراب؛
ومن خلفي دمار وخراب؛
استوطن التيه؛
تنفثني الجغرافيا؛
ويعافني التاريخ؛
يتوقف الزمن؛
يتمدد المجهول؛
فتسكنني الأشباح؛
مع دفقة الرياح؛
وحين يحمر قرص الشمس؛
وتتآكل زرقة البحر؛
تسامرني النجوم؛
بحديث الغابرين؛
وينشدني سمك القرش مرثياته؛
مبتدئا بألف المحكي من مرئياته؛
مرددا: هذا دفتر ذهابك؛
فأين صحيفة إيابك؟
ضاعت بطاقة انتمائك؛
وبارَ صَكُّ ائتمانك؛
وستطويك بطون؛
بطن البحر؛
وبطن الحوت؛
وبطن النسيان؛
وحين يطل موسم الهجرة؛
تدرك النوارس أنك لن تعود؛
وستبكيك يا ولدي النوارس؛
كما بكت قبلك الفوارس…
أرسل تعليق