تنامي حركات التطرف الديني والطائفي في المنطقة، جرد أولي للأسباب، ومقترحات للتجاوز.. (3)
تأسيسا على هذه السمات السلبية وغيرها، مما لم يذكر هنا، انقسم المجال أمام جملة اجتيالات، تبوّء معها من ليسوا بأهل مقامات النطق باسم جموع الأمة.
تنضاف إلى هذه السمات سلسلة من المعطيات الواقعية التي أثبتت تاريخينا المعاصر والحديث، وخلّفت جراحات في الذاكرة الجماعية، جراحات استغلّت للتعبئة في بوثقات التطرف والانكفاء.
وأبرز هذه المعطيات ثمانية معطيات كثيفة التردّد في أدبيات دعاة التطرف:
1. الاستعمار؛
2. التآمر لإسقاط رمز وحدة الأمة الإسلامية – الخلافة؛
3. إرساء إسرائيل في قلب العالم الإسلامي؛
4. استنزاف الثروات الطبيعية؛
5. الكوكتيل الأفغاني-البوسني-الكوسوفي-العراقي-السوري…؛
6. التحيّز والمعايير المزدوجة في المنظمات الأممية؛
7. الإهانة في الأدبيات والأفلام والإعلام؛
8. إحراق مصحف الأمة, ووصم نبيّها، وتلويث رُموزها..
لا يخفى أن كل ما سلف من سمات ومعطيات، بات يوظف تَعْبَوِيّا من قبل أكثر من طرف، لإشعار الشباب بالضياع والذلّة والهوان، والدلف بهم نحو حافّة سؤال: ما العمل؟ للهجوم عليهم باقتراح خيار العنف، المؤسس على التطرف والطائفية، باعتباره سبيل المنعة والعزّة، واسترداد المجد الضائع، بل أكثر من ذلك كله، باعتباره سبيل الجنّة.
ويحق للمرء أن يتساءل بعد هذه الخلاصة: هل إلى خروج من سبيل؟
لا شك أن أول مقتضى من مقتضيات فرملة هذه الدينامية المدمّرة، هو مقتضى الفهم القائم على تفكيك الوقائع وتشبيك متفرقها، وتحليل الخطابات وفرز أنماطها، وجمع المعطيات وتصنيف أنواعها لمحاولة الخروج ببعض مقترحات الحلول في وعي بتطلبات السياق المحلي والإقليمي والجهوي والكوني..
يتبع في العدد المقبل..
أرسل تعليق