تحت ثريا القرويين
جلس الأستاذ المِزيَاتي ومعه محمد بن عَبدُون، ومالك بن المُرحَّل، ومحمد بن خلَف تحت ثُريَّا القرويين الكبرى ليلة السابع والعشرين من رمضان، وهي تتوهج نورا فأنشد فيها ارتجالا:
أنظُــــر إلــــى ثُــــريَّةٍ نـــورُهـــا يصْــدعُ بالَّــلألاء سَجْفَ الغَسَـقْ
فقال ابن عبدون:
كأنَّــها فــي شــــكْلِهَــــا رَبْـــوةٌ انتظـــم النّــــــُورُ بها فـــاتَّسَــقَ
وقال ابن المرحل:
أُعِــيذُها مــن شــر مَـــا يُتَّــقى من فُجـــأَةِ العَــيْنِ بـــربِّ الفَلَق
وقال ابن خلف:
بَاهَى بها الإســـلام ما أشرقَت كاسَــــاتُها عند مغيــب الشَّفَقْ
وذكر التَّعالبي قال كُنَّا نقرأُ المقامات الحريريَّة بين العشاءين بعنزة جامع القرويين في زمن الصيف على الأستاذ منديل بن أَجْرُّوم فجعل يقرر الاستعارة في قوله تعالى: “فاصدع بما تؤمر” فجاءت ريحٌ قويةٌ فضربت المصابيحَ إلى الجدران فأطرق الأستاذُ ثم رفع رأسه فقال:
ولمَّا ضـــربنا فــي بيان استِعارةٍ مثالاً بصدع الحـــقِّ صَــدع زُجاجُ
أرتنا عِيَّانا صدعها الريـح إذ غدت تُكسِّر في الجــدْرانِ كُــلَّ سِراج
عن كتاب النبوغ المغربي في الأدب العربي لمؤلفه العلامة عبد الله كنون الجزء الأول الطبعة الثانية دار الثقافة الصفحة: 579-580.
أرسل تعليق